لندن: توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أن تواجه زيادة كبيرة في مخزونات النفط خلال الأشهر الستة القادمة اذا لم يعزز أعضاؤها التزامهم بالأهداف الإنتاجية المتفق عليها. وقالت وثيقة قدمت لوزراء أوبك خلال اجتماعهم في انجولا في ديسمبر الماضي / كانون الأول انه اذا واصل الأعضاء الانتاج بنفس مستواه في نوفمبر / تشرين الثاني فستزيد المخزونات 800 ألف برميل يومياً في الربع الحالي من العام و1.6 مليون برميل يومياً في الربع الثاني. وقالت الوثيقة ان هذا التصور سيؤدي الى زيادة اضافية في المخزونات في النصف الاول من2010 فوق المستويات المرتفعة بشدة بالفعل. واضافت الوثيقة وفقا لما ورد في وكالة الأنباء السورية "سانا" أن المخزونات قد ترتفع الى حوالي 2.85 مليار برميل بحلول الربع الثاني من 2010 اذا أبقت أوبك على مستوى الانتاج الحالي. وقد تراجعت أسعار النفط في جلسة تعاملات اليوم بعد عشرة جلسات من المكاسب أوصلتها إلى أعلى مستوى منذ 15 شهرا متراجعا عن ال 83 دولار للبرميل. وكانت المنظمة قررت في اجتماع 22 ديسمبر / كانون الأول الماضي في انجولا إبقاء سياسة الانتاج دون تغيير لكنها تواجه معركة للتصدي لاعضائها الذين يتقاعسون عن الالتزام بحصص الانتاج اذا أرادت المنظمة تقليص المخزونات. وعلى مدى عام أبقت المنظمة سقف امدادات الانتاج عند 24.84 مليون برميل يوميا بعدما اتفقت على خفض قياسي للانتاج في أواخر 2008 بعدما تراجع الطلب بسبب الكساد متسببا في هبوط الاسعار ، فيما تراجع الالتزام بالتخفيضات مع انتعاش الاسعار في 2009. وجاءت عمليات تقليص حصص الانتاج للحفاظ على استقرار الاسعار في مواجهة الانكماش الذي شهده الطلب على موارد الطاقة في ظل تداعيات الأزمة المالية وما صاحبها من موجات ركود مازالت أثارها واضحة على العديد من اقتصاديات العالم رغم بوادر التعافي الأخيرة. وقد أظهرت احصاءات حديثة أن إجمالي انتاج "أوبك" من النفط قد ارتفع في الشهر الماضي لأعلى مستوي له منذ نحو العام حيث عملت بعض الدول، كما تشير بيانات شبكة "بلومبرج" الاخبارية على رفع حجم المعروض نظراً للارتفاعات الأخيرة التي شهدتها أسعار النفط. وأفادت البيانات التي تم رصدها من خلال مسح للمعلومات الصادرة عن شركات النفط والمنتجين إلى جانب أيضاً تقديرات المحلليين ، أن متوسط إجمالي انتاج أوبك قد بلغ في شهر ديسمبر 2009 نحو 28.965 مليون برميل بزيادة قدرها 65 ألف برميل من مستوي الانتاج المسجل في شهر نوفمبر. وأضافت البيانات أن الدول الأعضاء الأحد العشر العاملة بنظام الحصص قد ضخت نحو 26.6 مليون برميل في الشهر الماضي. وهو ما يمثل زيادة بنحو 1.77 مليون برميل عن حجمه الانتاج المستهدف. وتأتي عمليات زيادة المعروض البترولى في الوقت الذي كانت قد أقرت فيه أوبك خلال اجتماعها الأخير في الثاني والعشرين من الشهر الماضي بمدينة لوندا على ابقاء سقف انتاجها دون تعديل. وتشير البيانات إلى أن أسعار العقود الآجلة للنفط الخام قد ارتفعت بأكثر من الضعف وذلك مقارنة بالمستوي المسجل في ديسمبر من العام 2008 حيث كان سعر الخام قد وصل لأدني مستوي له منذ أربعة أعوام. وعلى صعيد أخر ابدت مصادر في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" عدم ارتياحها من عدم تعاون روسيا مع دول المنظمة وذلك من خلال استمرارها في انتاج مستويات قياسية من النفط الخام قاربت ال 10 ملايين برميل في اليوم. وحملت هذه المصادر روسيا مسؤولية ما قد يحدث من تدهور في اسعار النفط الخام خلال المرحلة المقبلة لاسيما مع توقعات المنظمة بتراجع الطلب عليه خلال الربعين الأول والثاني من العام الجاري. وقالت انه على الرغم من مناشدات المنظمة المتكررة للدول المنتجة من خارجها ولاسيما روسيا لتفعيل التنسيق بينها وبين المنظمة والالتزام بالاليات المعتمدة لضمان المواءمة بين العرض والطلب في سوق النفط العالمية الا ان موسكو لم تبد التعاون المنشود بهذا الخصوص بل ان انتاجها النفطي حقق رقما قياسيا. كما اكدت المصادر ذاتها وفقا لما ورد في وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن مسؤولية استقرار السوق النفطية لا تتحمله دول "أوبك" لوحدها بل هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع الدول المنتجة للنفط من خارج وداخل المنظمة. وفي هذا الخصوص تطرقت المصادر ايضا لما ورد في تقرير وزارة الطاقة الروسية من معلومات مفادها ان انتاج النفط من الحقول الروسية حقق خلال العام الماضي وعلى غير المنتظر رقما قياسيا اذ بلغ 9.925 مليون برميل يوميا مع ان الخبراء توقعوا ان يصل هذا الانتاج إلى 9.87 مليون برميل وهو الرقم الذي تحقق في سنة 2007 بالنظر إلى أن الانتاج قد تراجع في عام 2008. وقالوا إن ارتفاع الأسعار خلال السنة الماضية ادى إلى تطوير حقول سيبيريا الشرقية لتسويق النفط الروسي عبر الانابيب الروسية الجديدة الممتدة الى المحيط الهادئ ومن المنتظر ان يرتفع الانتاج في العام الحالي بنسبة 1.1%.