بعد أن قامت وكالة الطاقة الدولية بخفض تقديراتها المتعلقة بالطلب العالمي على النفط للعام 2009 وذلك للشهر الثامن على التوالي, أكد وزير الطاقة القطري عبدالله العطية أن علي دول أوبك أن تكون واقعية فيما يتعلق بمطالبتها بسعر عادل للنفط. ورأى الوزير القطري أن من السابق لأوانه ان تتحرك "أوبك" لمواجهة التعديل النزولي الحاد في توقعات وكالة الطاقة الدولية للطلب العالمي على النفط، فيما أكد ممثل ايران لدى المنظمة محمد علي خطيبي ان من الممكن خفض انتاج "أوبك". وشدد العطية على هامش مؤتمر عن الطاقة في الدوحة على ان "من السابق لأوانه التحرك. علينا الانتظار والترقب"، فيما أفاد خطيبي في مقابلة نشرتها صحيفة "همشاهري": "اذا تراجع الطلب قبل اجتماع اوبك في مايو، فثمة إمكانية لخفض انتاج المنظمة". ونقلت صحيفة الحياة اللندنية تأكيد العطية ان سعراً يتراوح بين 40 الى 50 دولاراً لبرميل النفط يمثل سعراً واقعياً للبرميل في ظل الأزمة المالية العالمية، وأضاف: إننا نتكلم عن الواقع وعلينا ان نكون واقعيين, مشيراً الى قلة الطلب على النفط في ظل الاوضاع العالمية الحالية. وكان العطية افتتح "منتدى الطاقة الدولي حول طرق معالجة العجز في الموارد البشرية في الصناعات النفطية"، ولفت في هذا الاطار الى أنه فيما تقول منظمة الطاقة الدولية ان هناك انخفاضاً في الطلب على النفط ويتحدث الخبراء عن انكماش اقتصادي ويتوقعون الوصول إلى القاع خلال الفترة المقبلة، نحن نتكلم الآن بواقعية ولا نتعامل بالهروب إلى الأمام. وشدد العطية على ان "عام 2009 عام صعب جداً"، مشيراً الى ان الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة صعبة قد تكون الأسوأ، لكنه عبّر عن امله في ان يعاود الاقتصاد العالمي الانتعاش في القريب العاجل في العام 2010. وكانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت في تقديرات حديثة أن يشهد الطلب العالمي على النفط العام الحالي انخفاضا بنحو 2.4 مليون برميل يوميا في المتوسط وهو ما يعادل تقريبا حجم الإنتاج اليومي للعراق وذلك في ظل تداعيات الكساد الاقتصادي الراهن على معدلات الاستهلاك والتي ستكون عند أدنى مستوياتها منذ عام 2004. وقد خفضت بذلك وكالة الطاقة الدولية تقديراتها المتعلقة بالطلب العالمي على النفط للعام 2009 وذلك للشهر الثامن على التوالي, حيث خفض التقديرات في الشهر الماضي بمليون برميل أو 1.2 % ليكون متوسط الاستهلاك اليومي 83.4 مليون برميل يوميا. ووفقا لتوقعات الوكالة فأنه من المنتظر أن يشهد العام الحالي تراجعا في حجم الاستهلاك العالمي ب 2.8 % وذلك في ظل التقديرات التي ترجح انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 1.4 %. وأشارت وكالة الطاقة إلى انه خلال السنوات الخمس المقبلة سيشهد المعروض العالمي من البترول انكماشا حادا في ضوء المستويات المنخفضة الراهنة للأسعار وانخفاض حجم الاستثمارات, وتوقعت الوكالة إمكانية تراجع انكماش الاستثمارات في مشاريع الإنتاج الجديدة بنحو 20 % خلال العام الحالي.