توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقديرات حديثة أن يشهد الطلب العالمي على النفط العام الحالي انخفاضا بنحو 2.4 مليون برميل يوميا في المتوسط وهو ما يعادل تقريبا حجم الإنتاج اليومي للعراق وذلك في ظل تداعيات الكساد الاقتصادي الراهن على معدلات الاستهلاك والتي ستكون عند أدنى مستوياتها منذ عام 2004. وقد خفضت بذلك وكالة الطاقة الدولية تقديراتها المتعلقة بالطلب العالمي على النفط للعام 2009 وذلك للشهر الثامن على التوالي, حيث خفض التقديرات في الشهر الماضي بمليون برميل أو 1.2 % ليكون متوسط الاستهلاك اليومي 83.4 مليون برميل يوميا. وأشارت وكالة الطاقة التي تقدم الاستشارات في مجال الطاقة ل28 دولة إلى أن حجم المعروض البترولي من خارج "أوبك" متوقع تراجعه العام الحالي. وذكرت الوكالة, التي تتخذ من باريس مقرا لها, في تقريرها الشهري إلى أن معدل الانكماش في حجم الطلب العالمي مقارب للمستويات المسجلة في أوائل الثمانينات خاصة وان هناك اعتقاد متزايد في الأسواق بأن اى انتعاش في مستويات استهلاك الطاقة أو تعافي لمعدلات النمو الاقتصادي لن يتحقق بشكل واضح العام الحالي. ووفقا لتوقعات الوكالة فأنه من المنتظر أن يشهد العام الحالي تراجعا في حجم الاستهلاك العالمي ب 2.8 % وذلك في ظل التقديرات التي ترجح انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 1.4 %. وتشير التقديرات التي وردت في تقرير لشبكة بلوم برج الإخبارية إلى أن انهيار مستويات الطلب سيتركز في الدول الأكثر تقدما الأعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي حيث ستؤدي مظاهر الكساد الاقتصادي الحادة غير العادية إلى خفض الاستهلاك بنحو 4.9 %. وذكرت وكالة الطاقة الدولية انه في ضوء ذلك فان حجم المخزون البترولي الخام لدى تلك الدول قد وصل لأعلى مستوياته منذ العام 1993. وأشارت وكالة الطاقة إلى انه خلال السنوات الخمس المقبلة سيشهد المعروض العالمي من البترول انكماشا حادا في ضوء المستويات المنخفضة الراهنة للأسعار وانخفاض حجم الاستثمارات, وتوقعت الوكالة إمكانية تراجع انكماش الاستثمارات في مشاريع الإنتاج الجديدة بنحو 20 % خلال العام الحالي.