استمرار الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن للاستثمار في مواجهة التقلبات الراهنة لأسواق المال في ظل تأثير الأزمة العالمية قد يدغع سعر المعدن الأصفر للوصول لمستوى ال 950 دولار للأونصه أو ربما تجاوزه على المدى القريب. فقد تمكن سعر المعدن من التحرك بشكل قوي فوق مستوى ال 900 دولار للأونصه ليقترب من أعلى مستويات له منذ حوالي 6 أشهر في ظل حالة الشكوك التي تسيطر على المستثمرين إزاء إمكانية تعافي الاقتصاد العالمي بصورة سريعة. وتشير أحدث الإحصائيات إلى ارتفاع حجم الموجودات من الذهب على مستوى أكبر صندوق للاستثمار في المعدن الأصفر والمعروف باسم "إس بي دي آر جولد ترست" لمستوى قياسي جديد مسجلا 935.09 طن متري. وأشارت شبكة "بلوم برج" الإخبارية إلى أن السعر قد ارتفع ب 7.39 دولار أو 0.8 ليبلغ 946.38 دولار وتقدر نسبة ارتفاع سعر المعدن الأصفر خلال الأسبوع الحالي بحوالي 3.7%. ومن الواضح أن أحد عوامل الدعم الراهنة لاتجاهات سعر المعدن الأصفر تتمثل في عدم تفاؤل المستثمرين حتى الآن رغم الخطة الجديدة المعلنة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية لإعادة تأهيل القطاع المصرفي بتكلفة تقارب التريليوني دولار. ويرى أحد المحللين المختصين في أسواق المعادن النفيسة لدى مصرف "إتش إس بي سي" أن هناك عاملين وإن كانا متناقضين يؤثران في اتجاهات المعدن الأصفر. ويشير في تقرير أوردته صحيفة ال "فاينانشال تايمز" عبر موقعها على الإنترنت إلى أن مشتريات المعدن كملاذ آمن للأموال فضلا عن الطلب القوي على صناديق الاستثمار في المعدن التي تجري تداولها بالبورصات أمرا يعكس الإقبال النشط من قبل المستشثمرين؛ غير أنه يشير إلى الضعف الواضح حاليا في مستويات الطلب على المجوهرات على مستوى أسواق الدول الناشئة والمتقدمة. ويشير إلى صعوبة الظروف المالية الراهنة يمكنها أن تكون كفيلة برفع سعر المعدن قرب ال 950 دولار غير ان تراكم الفائض من الذهب المخصص لصناعة المجوهرات وبشكل متزامن مع انكماش ضغوط التضخم عامليا؛ قد يعتبر عاملا مؤثرا في اتجاه دفع الأسعار للتراجع.