سجلت أسعار النفط مع بداية تعاملات الأسبوع في الأسواق الدولية انخفاضا ملحوظا لتتجه من جديد صوب مستوي ال50 دولار للبرميل وذلك كرد فعل للقرار الذي اتخذته "أوبك" خلال اجتماع القاهرة بتأجيل عملية خفض الأنتاج حتي منتصف الشهر الحالي. وأشارت "أوبك" التي تسهم بنحو 40 % من اجمالي المعروض العالمي للنفط إلي التراجع السريع في مستويات الطلب, مؤكدة علي وجود اجماع عام لاجراء تحرك جديد بشأن خفض سقف انتاج المنظمة وذلك خلال الاجتماع الدوري الذي سيعقد في السابع عشر من الشهر الحالي بمدينة وهران الجزائرية. وأشارت بعض الدول الاعضاء إلي تأييدها خفض للانتاج يترواح من مليون إلي 1.5 مليون برميل يوميا خلال الاجتماع المقبل. ويري محللون كما أشار تقرير أوردته صحيفة "الفاينانشيال تايمز" عبر موقعها الالكتروني إلي تأييد الدول الخليجية المنتجة للنفط لأهمية التزام أعضاء "أوبك" بعمليات الخفض التي تم الاتفاق عليها بالفعل قبل اتخاذ خطوة جديدة تتعلق بتعديل سقف الانتاج. وقد وصل سعر النفط الخام الأمريكي لعقود شهر يناير الاجلة خلال التعاملات في لندن اليوم إلي 51.91 دولار للبرميل بانخفاض قدره 2.52 دولار, وانخفض أيضا سعر خام برنت ب2.54 دولار ليبلغ 50.95 دولارا. وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي قد أكد إن مستوى 75 دولاراً الذي تحدث عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو السعر المجدي للمستثمر والمستهلك وللمنتج الهامشي. وأشار النعيمي إلي أنه من الضروري فهم الغرض من مستوى 75 دولاراً, إذ أن الأسعار متدنية اليوم وتتراوح بين 49 و 54 دولاراً، وبدأت تؤثر على المستثمرين في زيادة الإنتاج بالنسبة إلى ما يُعرف بالمستثمرين الهامشيين مثل المستثمرين في إنتاج الزيت الرملي وفي الايثانول والوقود (من المواد الزراعية) وفي الزيوت الثقيلة، وفي أماكن إنتاج النفط فيها صعب، إذ لا يناسب هؤلاء مستوى 50 دولاراً للبرميل. وأوضح النعيمي في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية علي هامش اجتماع وزراء أوبك أمس بالقاهرة أنه في حالة انخفاض انتاج المستثمرين الهامشيين واستمر سعر 50 دولاراً وتحسنت الأسواق وازداد الطلب ولم يعد هناك عرض كافٍ، يرتفع سعر البرميل بحدة.