تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل الاربعاء بعدما أظهر تقرير حكومي ارتفاع مخزونات النفط الخام والمنتجات المكررة الأسبوع الثاني من ديسمبر/كانون الاول 2008 ووسط مخاوف بشأن الاقتصاد مما طغى على خفض انتاج أوبك وضعف الدولار. وبحلول الساعة 16:45 بتوقيت جرينتش تراجع سعر الخام تسليم يناير/ كانون الثاني في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 3.05 دولار أي ما يعادل 7 % مُسجلا 40.55 دولار للبرميل، بعد تداوله في نطاق 40.20 دولار - وهو أقل مستوى له منذ تسجيل 39.20 دولار في 14 يوليو/ تموز 2004 - الى 45.50 دولار. وعلى صعيد سلة اوبك القياسية، انخفض متوسط أسعارها الثلاثاء الى 40.74 دولار للبرميل من 42.53 دولار الاثنين. وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام هي، خام صحارى الجزائري، وجيراسول الانجولي، وميناس الاندونيسي، والايراني الثقيل، والبصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الاماراتي، وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا، واورينت من الاكوادور. واتفق وزراء أوبك على أكبر خفض لانتاج المنظمة على الاطلاق الاربعاء بلغ 2.2 مليون برميل يوميا في محاولة لموازنة العرض مع الطلب على الوقود الذي يتراجع بسرعة. وقال جراي روس الرئيس التنفيذي لشركة بي.أي.ار.ايه انرجي الاستشارية " الاقتصاد العالمي يدفع الاسعار بأكثر من أي شيء يمكن أن تفعله أوبك في هذه المرحلة... سيكون من الصعب ان تحدث التخفيضات اثرا على الاسعار في ظل مناخ اقتصادي متدهور" واكد رئيس أوبك شكيب خليل ان المنظمة ستبذل ما في وسعها لضمان تنفيذ القيود الجديدة بصرامة، قائلا "يمكنني القول انها ستنفذ وستنفذ بشكل جيد جدا لاننا ليس أمامنا خيار اخر، لانه اذا لم يحدث ذلك سيسوء الوضع". وخفضت السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم امداداتها لعملائها حتى قبل اعلان الخفض للمساعدة في دفع الاسعار مرة أخرى باتجاه مستوى 75 دولارا للبرميل الذي يرى الملك عبد الله عاهل السعودية انه يعتبره سعرا عادلا. وصرح وزير النفط السعودي علي النعيمي ان الهدف من الخفض هو تحقيق توازن السوق وتأرجح الاسعار حول مستويات منخفضة، مضيفا ان الخفض قد يؤدي الى رفع الاسعار وقد لا يؤدي الى ذلك. وقال النعيمي "يجب فهم الهدف من سعر 75 دولارا وانه لغاية اكثر نبلا ... فكل منتج يجب ان ينتج والمنتجون الهامشيون لا يمكنهم الانتاج عند مستوى 40 دولارا للبرميل". وبهذا الخفض -الذي يبدأ العمل به من أول يناير/ كانون الثاني 2009 - وهو الثالث في عام 2008 يبلغ اجمالي تخفيضات أوبك لانتاجها 4.2 مليون برميل يوميا أي نحو 5 % من امدادات النفط العالمية ليصل الانتاج الى 24.845 مليون برميل يوميا. وكانت الدول الاعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول وعددها 12 دولة تسعى كذلك لمواجهة انكماش الطلب وتنامي المخزون في محاولة لوقف الاتجاه النزولي. وشجعت أوبك منتجين اخرين على خفض الانتاج كذلك، حيث دعت روسيا واذربيجان لحضور جتماع وهران كمراقبين املتا انهما قد تخفضا صادراتهما في المستقبل. والا ان ايجور سيشين نائب رئيس الوزراء الروسي الذي رأس وفدا رفيع المستوى الى اجتماع أوبك قال ان موسكو لا تعتزم المشاركة في خفض منسق للانتاج ولا تريد الانضمام للمنظمة في المستقبل المنظور. يذكر ان النفط سجل اقل مستوى في أربعة أعوام عند 40.50 دولار في الخامس من ديسمبر/ كانون الاول 2008 متراجعا أكثر من 100 دولار عن مستواه القياسي الذي سجله في يوليو/ تموز 2008 نتيجة الازمة الاقتصادية العالمية التي قلصت الطلب في أكبر الدول المستهلكة مثل الولاياتالمتحدة واليابان ، بالاضافة الى الصين -المحرك الرئيسي لزيادة أسعار الخام- التي انضمت الى صفوف تلك الدول بانخفض الطلب فيها لاول مرة منذ ثلاثة أعوام في نوفمبر/تشرين الاثنين 2008 . (رويترز)