أدت أزمة الأمن الغذائي التي تواجه 21 دولة على مستوى القارة السمراء والتي تزايدت حدتها خلال العامين الأخريين إلى ارتفاع فاتورة استيراد السلع الغذائية الأساسية في دول القارة لتصل حاليا إلى نحو 19 مليار دولار سنويا. وكشف المتحدث باسم تحالف تجارة البضائع في شرق وجنوب إفريقيا جيمس نيورو إن المبلغ الذي يتم إنفاقه في استيراد الأغذية، يوضح الفرصة الهائلة للتجارة في السلع الزراعية في المنطقة، وأكد أن "القارة تحتاج إلى القيام بشيء من أجل الأمن الغذائي". وأشار نيورو إلى انه من بين إجمالى 808 مليارات دولار مستثمرة فى الذرة التى تباع وتشترى فى شرق وجنوب افريقيا فى السنوات الأخيرة، يتاجر الأعضاء بحوالى 30 مليون دولار فقط. كما حث الدول الأفريقية في كلمته التي نقلتها وكالة الأنباء الصينية الجديدة "شينحوا" على مساعدة المزارعين الصغار والمتوسطين فى المنطقة لزيادة انتاجهم من الأغذية حيث يساهمون بحوالى 80 فى المائة من انتاج الغذاء. وقد أعلنت الأممالمتحدة أن اقتصادات افريقيا نمت في المتوسط بنسبة 5.8% في العام الماضي 2007 صعوداً من 5.7% بالعام السابق لأسباب منها ارتفاع أسعار السلع الأولية. وأضاف التقرير السنوي للجنة الاقتصادية لأفريقيا: أن الضغوط التضخمية الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود ستكون مشكلة لكل من الدول المنتجة والمستوردة للنفط في القارة. وتوقع التقرير نمو الاقتصاد بنسبة 6.2% في 2008، رغم معدلات النمو المرتفعة في السنوات الأخيرة إلا أن هذا الأداء القوي لم يترجم إلي مكاسب ملموسة علي صعيد التنمية الاجتماعية. هذا وقد أطلق روبرت زوليك رئيس البنك الدولي تحذيرات من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي يمكن أن يتسبب في تعرض 100 مليون شخص للفقر. وعلى صعيد مواجهة الأزمة عالميا قرر البنك الدولي أمس تخصيص مبلغ 1.2 مليار دولار لمكافحة الأزمة الغذائية في العالم من ضمنها 200 مليون دولار على شكل هبات ستستفيد منها جيبوتي وهايتي وليبيريا. وتوقعت دراسة حديثة أن تشهد أسعار المواد الغذائية عالميا خلال العقد المقبل 2008 / 2017 ارتفاعاً يفوق معدل المستويات المسجلة خلال السنوات العشر الماضية. وعلى الصعيد العربي أعلن الدكتور أحمد جويلي، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية أن الارتفاع غير المسبوق لأسعار النفظ انعكس على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما أدى إلى انتهاء ما يسمى بعصر الغذاء الرخيص. شدد الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الموسع الرابع للاتحادات العربية النوعية المتخصصة تحت عنوان (الطاقة النظيفة والمتجددة والأمن الغذائي) على أن من أهم التحديات التى تواجه الدول العربية ارتفاع فاتورة الغذاء حيث تستورد نحو 72 مليون طن من الأغذية بقيمة 17 مليار دولار سنويا.