بيروت: صدر عن "دار جبران خليل جبران للتأليف والانتاج والترجمة الإبداعية والنشر" الترجمة العربية لكتاب "النبي" لجبران خليل جبران وذلك من ترجمة المترجم السوري جميل العابد. وبحسب صحيفة "السفير" اللبنانية قيل في هذه الترجمة "لو أن جبران كتب النبي بالعربية فما كان ليكتبه إلا كما فعل جميل العابد بقلمه البارع". و"النبي" هو كتاب يضم 26 قصيدة شعرية وترجم إلى ما يزيد على 20 لغة. يعتبر كتاب "النبي" من أشهر كتب جبران على الإطلاق، يدور الكتاب حول زاهد يدعى "المصطفى" هم بالرحيل من مدينة "أورفليس" التي أحب أهلها، فتألم لفراقهم بالرغم من شدة لهفته، إلى مسقط رأسه، ولما تجمع الناس لوداعه طلبوا منه أن يزودهم بتعاليمه ونصائحه. في عام 1931، كتب جبران بخصوص "النبي": "شغل هذا الكتاب الصغير كل حياتي. كنت أريد أن أتأكد بشكل مطلق من أن كل كلمة كانت حقاً أفضل ما أستطيع تقديمه". وقد تحقق ذلك فقد بيع من هذا الكتاب في الولاياتالمتحدة وحدها، تسعة ملايين نسخة. وترجم إلى أكثر من أربعين لغة. ومن الكتاب نقرأ: ..ها هي سفينتك قد جاءت، وينبغي لك الذهاب..لكننا نطلب منك، قبل أن تغادرنا، أن تخاطبنا، وأن تعطينا شيئاً من حقيقتك. لكي نعطيها نحن بدورنا لأولادنا، وهم، بدورهم، لأولادهم، وهكذا لن تمّحي. فأجاب المصطفى وقال: يا أهل أورفَليس، عمّ يمكنني أن أتكلّم سوى عن ذاك الذي تختلج به نفوسكم في هذه اللحظة بالذات؟ "الحب"..آنذاك، قالت المطرة: ألا فلتكلّمنا عن الحب. بصوت عظيم قال: عندما يومئ إليكم الحبّ اتبعوه، حتى لو كانت طرقاته وعرة وشائكة. وإذا ما طواكم بأجنحته فاخضعوا له، رغم أن السيف الخبيء بين براثنه قد يجرحُكم. وعندما يكلّمكم، صدّقوه، رغم أن صوته قد يحطّم أحلامكم كما تفتك ريح الشمال بالحديقة. ولا تفكر أنك تستطيع أن توجه الحب في مساره، فالحب، إن وجدك جديراً به، هو الذي يوجّه مسارك. ليست للحب رغبة أخرى غير أن يحقّق ذاته. وقالت امرأة تضم وليداً الى صدرها: حدّثنا عن الأطفال. فقال: أطفالكم ليسوا أطفالاً لكم. إنهم أبناء الحياة وبناتها في اشتياقها إلى ذاتها. ومن خلالكم يأتون، لكنهم ليسوا منكم، ورغم أنهم معكم فهم لا ينتمون إليكم. يمكن لكم أن تمنحوهم محبّتكم لكن ليس أفكاركم، فلهم أفكارهم هم أيضاً. يمكن لكم أن تقدموا مأوى لأجسادهم، لا لأرواحهم، لأن أرواحهم تسكن في بيت الغد، ذلك الذي لا تستطيعون زيارته، حتى ولو في الحلم. يمكنكم أن تجاهدوا لتصيروا مثلهم، لكن لا تحاولوا أن تجعلوهم مثلكم. وفي حديث جبران عن "الصداقة" يقول: ثم قال له شاب: هات حدثناعن الصداقة. فأجاب و قال: إن صديقك هو كفاية حاجاتك. هو حقك الذي تزرعه بالمحبة و تحصده بالشكر. هو مائدتك و موقدك. لأنك تأتي إليه جائعا, وتسعى وراءه مستدفئا. *** فإذا اوضح لك صديقك فكره فلا تخش ان تصرح بما في فكرك من النفي, او ان تحتفظ بما في ذهنك من الإيجاب. وإذا صمت صديقك ولم يتكلم, فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء إلى صوت قلبه; لأن الصداقة لا تحتاج إلى الألفاظ والعبارات في إنماء جميع الأفكار والرغبات والتمنيات التي يشترك الأصدقاء بفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات.