صدر حديثاً العدد الرابع والخمسون من مجلة "دبي الثقافية" عن دار "الصدى" للصحافة والنشر والتوزيع، وتضم المجلة بين صفحاتها العديد من الموضوعات الثقافية إلى جانب هدية العدد المتمثلة في مجموعة شعرية جديدة تحت عنوان "حيث السحرة ينادون بعضهم بأسماء مستعارة" للشاعر العماني سيف الرحبي. كتب افتتاحية العدد سيف المري رئيس تحرير المجلة تحت عنوان "جديد جائزة دبي الثقافية للإبداع" قائلا: لأن جائزة دبي الثقافية وجدت لتستمر وتتطور وتتألق فقد أعلنا عن زيادة قيمتها المادية ورفعها لتصل إلى مائتي ألف دولار بدلا من مائة وخمسين ألف دولار، وأضفنا إليها مبحثين هامين وقطاعين حيويين لا غنى للثقافة عنهما، الأول هو النصوص المسرحية، والثاني هو قطاع السينما التسجيلية باللغات الأجنبية شريطة أن يكون النص من إبداع عربي. كما يتضمن العدد الجديد تغطية مصورة لحفل توزيع جوائز دبي الثقافية على الفائزين بمسابقتها وتكريم كوكبة من المبدعين العرب حيث أعلن خلالها رئيس التحرير رفع قيمة الجائزة إلى 200 ألف دولار، هذا إلى جانب جولة ناصر عراق مدير التحرير في أحضان موسكو خاصة منطقة الكرملين التي تحتشد بالقصور العظيمة والكاتدرائيات العتيدة. كما يضم العدد بانوراما حول "محافظة مازندران" الإيرانية التي تتمتع بطبيعة خلابة تعانق بحر قزوين، إذ يطلق عليها الإيرانيون "الجنة المفقودة"، كما كتب جبار البهادلي. يتطرق عدد دبي الثقافية ل"الفودو" وهو دين أفريقي امتزج بالمسيحية والهندية، بقلم آدم تننتاو، بالإضافة لتغطية لمهرجان برلين العالمي الذي استضاف الأدب العربي، وشارك فيه 40 أديبا من 13 دولة عربية. وتحتفي دبي الثقافية بالعالم والمفكر والأديب الدكتور مصطفى محمود، الذي رحل قبل صدور هذا العدد بيومين، بعد صراع طويل مع المرض، فتكتب الدكتورة لوتس عبدالكريم عن صديقها العاقل والمجنون، متوقفة عند ما قدمه هذا العالم العظيم من فكر وعلم ودين لمصر وكل العرب على مدى زمن طويل. كما أشتمل العدد على عدة حوارات مع كل من مستشار الرئيس اليمني للآثار الدكتور يوسف محمد عبدالله، وحوار أخر مع الفائز بالمركز الأول بجائزة دبي الثقافية للقصة القصيرة القاص محمود الرحبي، إضافة إلى حوار قيم مع نائب رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية الدكتور وحيد عبدالمجيد. ويتوقف العدد عند مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي، والمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا المغربية الذي استضاف فلسطين في دورته الثالثة، إضافة إلى إطلالة ساحرة على "أنجريد بيرجمان" النجمة التي غيرت أمريكا. كما يحوي العدد إضاءة على معرض في كتاب للفنان صدام الجميلي وهو تجربة مستوحاة من ديوان "الأغاريد والعناقيد" لسيف المري، وإضاءة ثانية على تجربة الفنان محمود عبدالعاطي، إضافة إلى إطلالة على رائد التلوين في العراق فائق حسن الذي رسم صورة الملك في دقائق، فقرر إرساله على فرنسا. ويتناول العدد رواية النكبة الفلسطينية "زمن الخيول البيضاء" الذي رصد فيها إبراهيم نصرالله الصراع والألم والحزن على امتداد 125 عاما، كما يتناول الشاعر الإسباني لوركا، ويتوقف عند هيرتا مولر الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2009، فضلا عن نص مفتوح للشاعر أحمد الشهاوي تحت عنوان "بقاء الكاتب من بقاء نصه". ويضم العدد إطلالة على الفنان الفرنسي "رينوار" رائد الانطباعية ومؤسس صالون المرفوضين، والذي تحتفي باريس به هذه الأيام، وإطلاله أخرى على رائد السينما الغنائية "أحمد بدرخان"، وثالثة على الفنانة مرسيدس سوسا "أم كلثوم أميركا اللاتينية" التي دافعت عن البسطاء بصوتها الرنان. كما تحدث مدير التحرير ناصر عراق في مقاله "قصائد فوق الماء" عن الليلة الموعودة في 21 أكتوبر الماضي، وذلك عندما دعا رئيس التحرير الأستاذ سيف المري الفائزين في جائزة دبي الثقافية للإبداع"الدورة السادسة 2008/2009، فضلا عن المكرمين من المبدعين العرب، إلى تناول العشاء داخل بوم"مركب تراثي" يجوب خور دبي. وكالعادة تضمن العدد مجموعة من المقالات بأقلام أهم الكتاب والشعراء والأدباء العرب منهم: أدونيس، وعبد المعطي حجازي وإبراهيم الكوني، ود. كمال أبوديب، ود. جابر عصفور، ود. صلاح فضل، ود. عبدالعزيز المقالح، ود. عبدالسلام المسدي، ود. محمد برادة، ومحمد علي شمس الدين، وفاطمة يوسف العلي، وفخري صالح، ومصطفى عبدالله، وأمجد ناصر. وجاءت هدية العدد عبارة عن مجموعة "حيث السحرة ينادون بعضهم بأسماء مستعارة" للشاعر العماني سيف الرحبي، والتي تصدر عن "دبي الثقافية" وتوزع مجاناً مع المجلة، وتضم 13 قصيدة منها: كي تعود اليمامة، ليل المقتولين على الضفاف، قمر الهضاب، قوس قزح يمشي على الأرض، لاجئة من سطوة الهاجرة. من أجواء المجموعة: لقد ذهبوا بعيدا صوب أنفسهم وذهبوا في الوحشة أيام تتلوها أيام الديار تضمحل في عين عاشقها والجبال عرين الذكرى تفقس النسور بيوضها الأقرب إلى لون الرمال والصخور من فرط ما ارتطمت بالأزلية. ليس بيني وبينك أيتها الساحرة الولود إلا هذه الكثبان من الرمل وهذه الأزمنة المكدسة أمام بابي تقولين كلاما لا أفهمه وتقولين هذيانا، أفهمه بسرعة سقوط النيزك على رأسي.