بحضور السفير الياباني في أبوظبي، تاتسوو واتانابي، أقام مشروع "كلمة" للترجمة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، حفلا مساء الأربعاء في مقهى ياباني بأبوظبي، وذلك بمناسبة صدور النسخة العربية من "الشاي" للكاتب الياباني أوكاكورا كاكوزو، والذي يعد أحد أهم الأعمال الكلاسيكية على مستوى العالم، وقد ترجم منذ صدوره قبل نحو قرن من الزمن إلى عشرات اللغات، وصدر في عدة طبعات كرسته بوصفه الكتاب الأول فيما يتعلق بطقوس الشاي وفلسفته وصلته بالمعاني الشرقية الروحية والثقافية والشعرية والحضارية. وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها مترجماً إلى العربية عبر "مشروع كلمة" في أبوظبي. ووفق صحيفة "العرب اللندنية" وضع كاكوزو كتابه هذا في معرض الدفاع عن خصوصية بلده اليابان إزاء موجة "التغريب" التي يتعرض لها، وشعوره بأن الهوية اليابانية باتت مهدّدة بالضياع أمام كل ما هو غربي، وإن لم يكن يتناسب مع روح بلاده وحضارتها العريقة. وقد وجد كاكوزو في طقوس الشاي منصة للدفاع عن هذه الهوية على اعتبار أن الشاي، ورغم نشأته الأولى في الصين، قد تطوّر وتشكّلت مدارسه وطقوسه في اليابان على مرّ مئات السنين، حتى بات اسمه مرادفاً لاسم اليابان نفسها. ويقول د. علي بن تميم، مدير مشروع كلمة "إن هذا الكتاب يقدم لنا عبرة أساسية تحفزنا على الاهتمام بوجودنا وهويتنا العميقة، وهو ما تسعى هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث إلى تحقيقه بشكل عام، وما يسعى إليه مشروع كلمة بشكل خاص. إذ أن الترجمة ليست إلا فهماً معمقاً لذواتنا في سياقات الآخر المتنوعة". يعرض المؤلف تاريخ الشاي، وعلاقته باليابان، قبل أن يعالج كل ما هو مرتبط بالشاي من معان، بما في ذلك طقوس تحضيره وشربه وحجرة الشاي، وصلة هذا المشروب بالأفكار الروحية من قبيل الزن والتاو، مستعرضاً مدارس الشاي وكبار المعلمين الذين رسخوا طقوسه على مرّ السنين، متوقفاً في فصل خاص عند دلالة الزهور وأهميتها في طقوس الشاي هذه. الكتاب صدر في طبعة مزدانة بالصور والرسوم، وقد بترجمته سامر أبو هواش.