صدر مؤخرا عن المؤسسة العربية كتاب "أميركا.. إسرائيل الكبرى.. التاريخ الحقيقي لأميركا في الشرق الأوسط" للدكتور عبد الحي زلوم. ووفقا لتوفيق المديني بصحيفة "المستقبل" اللبنانية يقدم المؤلف صورة مضخمة جدا عن اللوبي الإسرائيلي، فيقول: "من أبلغ المؤشرات على مدى ما يحظى به اليهود من نفوذ في الولاياتالمتحدة ما صدر عن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأخيرة. فما إن ضمن باراك أوباما ترشيح الحزب له حتى "حثّ الخطى إلى مؤتمر تعقده لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية AIPAC، أقوى جماعات الضغط الإسرائيلية في البلاد، وهناك ألقى كلمة كسر فيها سائر الأرقام القياسية المسجلة في إظهار الخنوع وممارسة التزلف على حد تعبير الكاتب وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق يوري أفنيري في عموده المنتظم بتاريخ 10 يونيو 2008". وأضاف أفنيري: "انظروا كيف أن أول عمل أقدم عليه أوباما بعد ضمان ترشيح الحزب له كان التضحية بمبادئه.. وها قد أقبل أوباما زاحفاً وسط الغبار لينكب على أقدام "إيباك" ويخرج عن خطه المعهود في تبرير سياسة تناقض تماماً أفكاره التي طالما نادى بها". تعمل اللجنة الأميركيّة الإسرائيليّة للشّؤون العامّة التي تعرف اختصارا باسم "ايباك" وتضم في عضويّتها عدّة منظّمات صهيونيّة، وتعقد اللجنة مؤتمراً سنويّاً يحضره عدد كبير من الشّخصيّات الأميركيّة السّياسيّة من مجلس الشّيوخ والنّوّاب وغير ذلك، تعمل على تضخيم دورالنفوذ الصهيوني في الولاياتالمتحدة الأميركية، من خلال الصورة التي تقدمها في أجهزة الإعلام الأميركية والعالمية على أساس أنها هي التي تتحكم بالقرار السياسي الأميركي. قرر الأستاذان جون ميشيمر وستيفن وولت إعداد دراسة للنشر بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة" أوضح االمؤلفان في كتابهما أن الولاياتالمتحدة تقدم دعماً مادياً وسياسياً لإسرائيل بمعدلات غير عادية، وبأن هذه المساعدات لا يمكن تبريرها على أسس إستراتيجية أو أخلاقية على حد سواء. وبدلاً من ذلك "فإن هذه المساعدات هي نتاج القوة السياسية للوبي الإسرائيلي في المقام الأول". ويري توفيق المديني أن الكتاب لم يأت بشيء جديد على صعيد الدراسة المعمقة لدور اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة، وللعلاقة الخاصة التي تحكم إسرائيل بأميركا، بل أنه كرر نفس الأسطورة التي يتداولها الفكر السياسي العربي حول التأثير الصهيوني في الولاياتالمتحدة الأميركية، علماً أن هذه الأسطورة ليست قدرا على العرب والمسلمين أن يستسلموا لها، بل إن المطلوب هو القيام وبعمل دؤوب لمواجهة هذا النفوذ الصهيوني، إذ يوجد في أميركا أكثر من عشرة مليون عربي ومسلم، وهو عدد يفوق عدد اليهود الأميركيين. والحال هذه بإمكان العرب والمسلمين الأميركيين أن يشكلوا لوبي عربي منافس للوبي الصهيوني، داخل هذه التكتلات البشرية العربية والمسلمة يعتمد بالدرجة الأولى على السيطرة الاقتصادية الممكنة في هذه التكتلات واستغلال الرأي العام الشعبي الأميركي المتعاطف نسبيا مع الشعب الفلسطيني خلال الانتفاضة الكبرى في الثمانينات، وإلى حد ما مع الانتفاضة الثانية، حتى وإن كان دوافع هذا التعاطف هي الممارسات القمعية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تتناقض مع ما هو عالمي في القيم.