القاهرة: ضمن فعاليات مهرجان القراءة للجميع وفي إطار الأنشطة الثقافية التي تهدف إلى التعريف بأحدث الروايات الأدبية التي يشهدها الواقع الثقافي اليوم أقامت مكتبة مبارك العامة أمس بفرعها بالدقي ندوة ثقافية لمناقشة رواية "دماء ابوللو" الصادرة عن دار ميريت 2007 تأليف الدكتور زين الدين محمد عبدالهادي. شهدت القاعة مناقشة أدبية من قبل الدكتور حسام عقل حول الإطار العام للرواية وأحداثها وأبعادها السياسية والاجتماعية وفكرتها الأساسية ورؤيتها للبعد المكاني المتمثل في بور سعيد. تناول الدكتور عقل في سياق حديثه أهم المفاتيح الأساسية للعمل وأهم القضايا التي تم مناقشتها من خلال الشخصيات المحورية للعمل وبعد المكان والحدث، كما تطرق إلى قدرة المؤلف علي المزج بين شخصية الزعيم عبد الناصر وأبوللو الاله الإغريقي من خلال تناوله تأثير الأحداث السياسية على الشعب المصري خلال فترة الستينات موضحا كيف استطاعت الرواية أن تعكس الأوضاع السياسية والاقتصادية والفكرية لشعب بورسعيد خلال تلك الفترة ومدي تأثيرها علي أوضاعها. واستطرد عقل مشيرا إلى مدي تأثير اله الاغريق ابوللو علي الشخصية المحورية للعمل وكيف استطاع أن يرسم بها العديد من الآمال في محاولة لتوضيح مكانته للمصريين مشيرا إلى براعة الكاتب في اختيار الألفاظ والمصطلحات النابعة من داخل المجتمع البورسعيدي وتوضيحها وشرحها للقارئ . ولقد تلت هذه المناقشة عديد من المداخلات من قبل الحضور التي تناولت فكرة العمل وأعمال المؤلف الروائية ورحلته في عالم الكتابة. وافصح مؤلف "دماء أبوللو" عن اقتراب موعد صدور عمله القادم والذي سوف يتناول عبق المكان من خلال أحداث روايته الجديدة التي تدور في قالب ميدان التحرير مشيرا إلى شغفه للتعبير عن القاهرة وتاريخها الذي تم تشويهه من قبل العديد من الأقلام، كما أعلن أيضا عن انتهاءه من كتابه الجزء الثاني من دماء أبوللو . تمثل هذه الرواية العمل الرابع لمؤلفه بعد ثلاثة أعمال سابقة ألا وهي "المواسم" – غير منشورة - "التساهيل في نزع الهلاهيل"التي تم نشرها عام 2005، "مرح الفئران"المنشورة خلال عام 2006 وأخيرا دماء أبوللو. يقدم الكاتب روايته في ثلاثة أجزاء متتابعة، أطلق عليها مقاطع، المقطع الأول بعنوان "عصر الجنيات"، حيث يتناول العمل أسرار سن الطفولة من خلال علاقة جدلية بين الطفل وجدته وجده من جانب، وبداية علاقته بعالم الجان والآلهة الإغريقية. المقطع الثاني بعنوان "خيار هرقل"، فللمرة الأولى يواجه خيار حياته، عليه أن يختار أيًا من السبيلين كما فعل هرقل ذات يوم؛ حين عرض عليه أن يختار بينهما، وكما تعرض عبد الناصر بعد الثورة، وكما تعرض الجميع. من الرواية نقرأ: "ايه هو الحقيقي في رأيك..؟ إحنا واحنا ماشيين بالليل.. ولا تفتكر الطيارات الإسرائيلية اللي كانت بتقع وبنهلل لها في الشوارع.. ولا خطب عبد الناصر.. ولا جيشنا اللي اتمرع في سينا.. ولا تفتكر أبوك المرمي في السجن.. ولا ستك واخواتك.. ولا حامد الفاروقي اللي سافر ومراته حامل في شهرين.. ها يشوف بنته ولا لأ..؟ راح فين..؟ ولا هُدى بنتي أنا.. طبعًا ما نتاش فاهم حاجة". وفي المقطع الثالث الذي يحمل "دماء أبوللو" يموت أبوللو، ويتعرض عبد الناصر للهزيمة، ويتعرض الطفل نفسه للهزيمة، ويتعرض جميع أصدقاؤه للنكبات.