صدر حديثاً عن مكتبة الأسرة بالقاهرة ضمن سلسلة العلوم الاجتماعية كتاب "العالم لنا" لكريستوف أجبتون من ترجمة الدكتور طارق كامل ويقع في 230 صفحة من القطع المتوسط. يتناول الكتاب العولمة الليبرالية والحركات الاجتماعية المناهضة لها، ويحاول الكاتب الكشف عن ظهور عولمة بديلة للحركات الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية والنقابات التي ترفع شعار عالمنا ليس للبيع ويعرض لظهور جيل جديد من المناضلين يتبني أساليب وتكتيكات للنضال غير العنيف في مواجهة الآثار السلبية للعولمة الليبرالية ويسعي لمواصلة الصعود والتطوير في أدواته بعد أن حرر وثيقة ميلاده في مظاهرات سياتل عام 1999. ووفقا لجريدة "الراية" القطرية يقع الكتاب في جزأين أساسيين الجزء الأول بعنوان النظام العالمي الجديد ويضم ثلاثة فصول تتحدث عن أزمنة العولمة وإعادة تنظيم العالم بدءاً من حرب الخليج وعولمة رأس المال، أما الجزء الثاني من الكتاب بعنوان عولمة الحركات الاجتماعية ويضم خمسة فصول تدور حول الحركات الاجتماعية والمشكلات المشتركة بينها وتطورها وسبل الصعود بها وبالنقابات العمالية المختلفة اضافة الي فئة الفلاحين ودورهم في مواجهة العولمة الليبرالية عبر التعبئة والحملات ومواجهتها مع المؤسسات الدولية. ويؤكد الكاتب أننا لم نصل بعد الي مرحلة تكون العولمة فيها في طريقها الي التفكك تحت تأثير إجراءات وقائية تتخذها الدول والقوي العالمية الكبري حيث لم يكن بإمكانية عدة عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين كانوا في سياتل في نوفمبر عام 1999 أن يفشلوا منظمة التجارة العالمية التي تعد واحدة من أقوي المؤسسات الدولية دون التناقضات التي كانت تقسم ما بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة ولاسيما تلك التي تقسم ما بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالامريكية لكن ذلك النصر نسب الي المتظاهرين الذين منحوا الشرعية لظهور حركة اجتماعية جديدة حصلت علي الفور علي الاعتراف بقوتها العالمية. تبلغ العولمة اليوم من العمر نحو خمسة قرون، فالعولمة هي تاريخ التوسع العالمي الذي يدفع آليات الرأسمالية إلى انفتاح الأسواق، فيصبح كل شيء خاضعا لقانون السوق، وفي نهاية السبعينيات وهي الفترة التي تشكلت فيها عناصر المؤسسة لذلك النظام الجديد "التراكم المعولم ذو الهيمنة المالية" حدث التحول الأكثر عمقاً بعد انتخاب كل من تاتشر عام 1979 وريغان 1980. وبدأت الثورة المحافظة بمواجهة مباشرة مع العمال حتى انهيار حائط برلين وحرب الخليج حيث كانت النضالات حول العمل والأجور ودخل العاطلين عن العمل، وهنا ظهر مصطلح "العولمة" تعبيرا عن هيمنة العالم الليبرالي. وكانت حرب الخليج نهاية الأوهام حول إمكانيات قيام عالم متعدد الأقطاب، فلم يعد ممكنا لقوة عدا الولاياتالمتحدة الأميركية أن تدعي قدرتها على المنافسة في المجالات الرئيسية التي تضع قوة شاملة، المجال العسكري والاقتصادي والتكنولوجي والثقافي.