يبدأ حسين أحمد أمين مترجم مسرحية "حلم ليلة فى منتصف الصيف" لوليم شكسبير التى صدرت فى القاهرة عن دار الشروق بعنوان يوحى بأن أحداثها وقعت فى منتصف الصيف، بينما الواضح من النص - وفقا للمترجم - أنها وقعت فى الفترة ما بين 29 أبريل وأوّل مايو، ففى الفصل الرابع يتحدث ثيسيوس عن العشاق الأربعة فيقول "لا بد أنهم استيقظوا فى ساعة مبكرة، للاحتفال مثلنا بمطلع الفجر، وأداء طقوس عيد أول مايو، وأن يكونوا قد علموا بنيتنا الخروج، فجاؤوا لاستقبالنا". ويشير حسين أحمد أمين - وفقا لجريدة "العرب اللندنية" - إلى أنه يكاد يكون مؤكدًا أن المسرحية أُلِّفت كى تمثل أثناء حفل عُرس، وإن كان ثمة خلاف حول هوية صاحب الحفل، وحول ما إذا كانت الملكة إليزابيث الأولى من بين المدعوّين إليه؛ فحديث ملك الجان الطويل فى ختام المسرحية الذى يدعو فيه للعروسين باليُمْنِ والبركات، ولنسلهما بالحظ السعيد، ولصاحب الدار بالخير والسرور، لا يكاد يكون له مبرر غير تمثيل المسرحية أثناء حفل زفاف. أما عن حضور الملكة إليزابيث الحفل، فيرى البعض فى ذلك استحالة، مع ما ورد فى الفصل الأول من استنكار لحياة العزوبة "وقد بقيت إليزابيث طيلة حياتها دون زواج"، فى حين يرى الآخرون أن ثناء أوبيرون، ملك الجان، على إليزابيث فى الفصل الثاني، يوحى بأنها كانت من بين الحاضرين فى العرض الأول للمسرحية. أما عن المصادر التى استقى منها شكسبير عناصر مسرحيته، فهى متعددة - كما يوضح حسين أحمد أمين - رغم أن البناء والحبكة له، ورغم أنه استوحى الكثير من خبراته الخاصة، ومن ذكريات شبابه الأولى فى ستراتفورد. ووفقا لنفس المصدر - يوضح المترجم أن المعجزة الحقيقية التى حقَّقها شكسبير فى هذه المسرحية تتمثّل فى خلقه وحدة واحدة، بالغة الانسجام والسلاسة والعذوبة، من كل هذه العناصر، التى استوحاها من مصادر عدّة. ويقول حسين أمين أن ثمة فى المسرحية أربع مجموعات من الشخصيات: ثيسيوس وهيبوليتا - العشاق الأربعة "هيلينا وديميتريوس، وهيرميا وليساندر" - الجن - العمال. فإن كانت المسرحية تبدأ بحديث بين ثيسيوس وخطيبته هيبوليتا عن زواجهما المرتقب، فهى تنتهى باجتماع كافة أفراد المجموعات - مع ما لكل منها من شواغل خاصة - فى حفل الزفاف. ولا تنحصر عبقرية شكسبير فى استطاعته التوفيق والجمع بين كل تلك العناصر المتنافرة، فى بناء تمثيلى واحد، وإنما تتعدّاها إلى قدرته على خلق جو سحرى يُغَلِّف المسرحية كلها، وهو ما يُعتبر عنوان المسرحية، "حلم ليلة فى منتصف الصيف"، مفتاحًا له وتعبيرًا عنه. وكذا مهارته فى المزج بين الكلاسيكية والرومانسية والواقعية فى تناوله لأحداثها، وتنقّله الرائع السلس بين استخدام العمال للنثر، والعشاق للشعر المُقَفَّى والنبلاء للشعر المنثور، والجن للأغاني.