صدر حديثا عن دار الشروق رواية «واحة الغروب» للروائي المصري بهاء طاهر، في 330 صفحة. يقول الناشر في تعريفه بالرواية ان بهاء طاهر يعود فى روايته الجديدة «واحة الغروب» إلى نهايات القرن التاسع عشر، وبداية الاحتلال البريطانى لمصر. حيث يُرسل ضابط البوليس المصرى محمود عبدالظاهر، والذى كان يعيش حياة لاهية بين الحانات وبنات الليل، إلى واحة سيوة لشك السلطات فى تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغانى وأحمد عرابى، فيصطحب زوجته الأيرلندية «كاثرين» الشغوفة بالآثار، والتى تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، لينغمسا فى عالم جديد شديد الثراء والخصوصية يجبرهما وأهل الواحة على مواجهة أنفسهم فى زمن اختلطت فيه الانتهازية والخيانة والرغبة بالحب والبطولة. تعكس أحداث الرواية أيضا مزجا إبداعيا بين الماضى والحاضر والموضوعى والتاريخ والواقع يعبر عن هموم الوطن كما يقدم تجربة العلاقة بين الشرق والغرب على المستويين الإنسانى والحضارى بما فيها من صراع وتوافق. يوضح حاتم حافظ انه يبدو أن السؤال عن الذات هو السؤال الذي يؤرق الجميع في الواحة، يعيد محمود اكتشاف ذاته كإنسان يعيش في منطقة البين بين، فهو يقف دائما في منتصف الطريق بين الأشياء، يشارك في حماية جيش عرابي ولكنه يصفه بأنه جيش بغاة حين يسقط عرابي، يتحرك بسرعة لإنقاذ الصبي حين يسقط جدار المعبد ولكنه يتوقف في منتصف الطريق حين يشعر بخطر التقدم. يقول محمود المشكلة هي أنت بالضبط يا حضرة الصاغ، لاينفع في هذه الدنيا أن تكون نصف طيب نصف شرير، نصف وطني ونصف خائن، نصف شجاع ونصف جبان، نصف مؤمن ونصف عاشق، دائما في منتصف شيء ما. ومن الرواية على لسان كاثرين: "قرأت كل شيء عن هذه الصحراء و عن سيوة قبل أن نبدأ الرحلة - كل ما جلبته معي من أيرلندا من كتب الرحالة و المؤرخين و كل ما استطعت أن أجده في مكتبات القاهرة. اعتقدت أني لن أكتشف جديدا و لن يدهشني شيء. درست كل المكتوب عن الطريق و عن الآبار و الكثبان و العواصف، لكن الكتب لم تحدثني عن الصحراء الحقيقية. لم أعرف منها كيف تتغير الألوان فوق بحر الرمال عبر ساعات النهار، و لا وجدت فيها كلمة عن تحرك الظلال وهي ترسم سقفا رماديا نحيلا على قمة تل أصفر أو تفتح بوابة داكنة في وسطه، و لم تعلمني كيف تنعكس السحب العالية الصغيرة فوق الكثبان أسرابا مسرعة من طيور رمادية، و لم تتحدث عن الفجر، بالذات الفجر، وهو يتحول من خيط رقيق أبيض في الأفق إلى شفق أحمر يزيح الظلمة ببطء إلى أن يتوهج الرمل بحرا ذهبيا مع أول شعاع للشمس و ساعتها تنفذ إلى أنفي رائحة لم أعرفها في حياتي أبدا من اختلاط ندى الفجر بالشمس بالرمل، رائحة شهوانية لا تنفذ الى أنفي وحده بل تتفتح لها مسام جسمي كله فأكاد لولا الخجل، لولا أصوات رجال القافلة الذين استيقظوا خارج الخيمة، أن أمسك بيد محمود وأقول تعال هنا بسرعة! فوق هذا الرمل المبتل". بهاء طاهر أحد أهم الروائيين العرب، حاصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1998، صدرت له حتى الآن خمس روايات، من أهمها: خالتى صفية والدير (1991) والحب فى المنفى (1995) وأربع مجموعات قصصية بالإضافة إلى دراسات أدبية ونقدية وترجمة.