لندن: استقبلت أسواق الأسهم العالمية في أول تعاملات الأسبوع حزمة الإنقاذ الأوربية التي تستهدف احتواء أزمة الديون وذلك بموجة من الارتفاعات القوية لتبدأ رحلة التعافي بعد الخسائر الحادة التي منيت بها الأسبوع الماضي والتي أفقدتها حوالي 3.7 تريليون دولار من قيمتها السوقية في ظل مخاوف المستثمرين من انتشار عدوى الأزمة . فقد قفز مؤشر " ام اس سي اى وورلد ايندكس " الذي يرصد أداء أسواق الأسهم العالمية بنحو 2.4 % في الوقت الذي ارتفع فيه أيضا سعر العملة الأوربية بأكثر من 2 % مقابل الدولار وذلك بعد هبوط العملة في الأسبوع الماضي عن مستوى ال 1.3 دولار منخفضة بحوالي 4 % . وقد تم الإعلان اليوم عن حكومات دول الاتحاد الأوربي لاتفاق يقضي بتدبير قروض تصل قيمتها لنحو 750 مليار دولار ( 962 مليار دولار ) من خلال مشاركة أيضا صندوق النقد الدولي وذلك لمساعدة الدول المتضررة من ارتفاع مستويات الديون . وقد أعلن البنك المركزي الأوربي عن التحرك لمواجهة " التوترات الحادة " التي تشهدها بعض الأسواق وذلك من خلال برنامج لشراء السندات الحكومية . ويرى احد المحللين في تقرير اوردته شبكة بلوم برج انه على المدى القصير قد يتم النظر الى تلك الإجراءات بصورة ايجابية كما انه يمكن تعويض بعض من الخسائر التي منيت بها أسواق الأسهم في الأسبوع الماضي ، وأضاف انه على المدى الطويل فأن جدوى تلك الإجراءات سيعتمد بشكل كبير على مدى تمكن الحكومات في الدول المعنية بالمساعدات من اتخاذ الخطوات اللازمة بشكل حقيقي لتقليص عجز الميزانية . وقد شهد مؤشر الأسهم الأوربية " ستوكس يوروب 600 " انتعاشا قويا في اول تعاملات الأسبوع حيث قفز بحوالي 4.6 % كما ارتفع مؤشر " ام اس سي اى آشيا باسيفيك " الخاص برصد أداء أسواق شرق اسيا والمحيط الهادئ ب 1.6 % . وعلى مستوى أسواق السلع الأولية تمكنت أسعار النفط الخام من تحقيق ارتفاعا قارب ال 4 % وهو ما اعتبر أول ارتفاع منذ 5 أيام وذلك في الوقت الذي شهدت فيه أسعار المعادن انتعاشا لينعكس على أداء أسهم قطاع التعدين في الأسواق العالمية حيث قفز سعر سهم مجموعة " ريو تينتو " التي تعد ثالث اكبر شركة تعدين في العام بنحو 5.9 % في بورصة سيدني .