الكويت: أكد الداعية الإسلامي الدكتور طارق السويدان أن مصطلح العبادة يحتاج إلى تصحيح " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مشيراً إلى أن كلمة عبد جاءت من تعبيد الطريق فالعبادة تعنى الاستسلام لله عز وجل فالإسلام هو الاستسلام لأمر ونهى الله بلا اعتراض وكذلك العبادة أن تعبد نفسك لله " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ". وشدد السويدان في برنامج " علمتني الحياة "، " أن العبادة ليست فقط الشعائر وإنما كل ما تفعله بنية التقرب إلى الله عز وجل حتى اللقمة يضعها الرجل في فم زوجته له بها صدقة , موضحا أن إنتاج سيارات في بلاد الاسلام عبادة والتعليم والوظيفة عبادة اذا كانت النية لله عز وجل, وقال هناك عبادة بالمفهوم الخاص كالصلاة والذكر والصيام والعباد هم من يكثرون في هذه العبادات وقال العبادة تتطور حتى يصل إلى أن نسميه " ولي من أولياء الله " موضحا أن مفهوم ولي يقول فيه ابن تيمية " أولياء الله منهم العباد والعلماء والتجار والصناع والزراع وقد يكون من أولياء الله عسكر " و يقول الإمام بن تيمية ويجمعهم قول الله تعالى " (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون*الذين آمنوا وكانوا يتقون*لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ...)) سورة يونس 62-64 فهي علاقة خاصة بالله عز وجل حول إيمان عميق وتقوى فالأمر ليس مرتبط بالشكل , و خلاصة الولاية أمرين المحبة والنصرة فالله سبحانه وتعالى عندما يتولى عبده يحبه وينصره فإذا كان الله معك يحبك وينصرك فماذا تريد بعد ذلك ؟ وقال السويدان، بحسب موقع "الشروق برس" ، هناك عبادة جوارح وعبادة قلوب فعبادة الجوارح الحركات وهي مهمة ولها اجر وكذلك عبادة القلوب لها اجر أيضا , وقال كنت جالسا مع اثنين من العلماء وسأل احدهما الأخر كم تعطي من وزن لعبادة الجوارح وعبادة القلوب فقال الأول أعطى عبادة القلوب 90% فقال الأخر أراك قد أكثرت فأنا أعطي الجوارح 1% وقال السويدان هذه رسالة فهناك من يحرص على طول اللحية وشكل الالتزام بالسنة وهذا مطلوب وليس به حرج لكن الحرج أن يكون هذا بدون خلق وبدون صلة حقيقية بالله عز وجل موضحا أن من له صلة بالله تصل كلماتها إلى قلوب الناس فأنا استطيع أن اخدع الناس لكن لا استطيع أن اخدع الله وقال مهما انشغلتم لابد أن يكون هناك خلوة مع الله تناجيه وتدعوه أن ينصرك ويرشدك " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ [فاطر:15-17 فمهما كنا ناشطين ننهار إن لم تكن روحانيتنا عاليه إلا انه حذر من خطورة أن يتحول هذا الأمر إلى نمط حياة فنعتزل الناس ولا نخالطهم .
