لماذا ننتظر رمضان من العام للعام ؟ محيط إيمان الخشاب "من منكم ينتظر قدوم رمضان؟ " سؤال طرحه الاستاذ جاسم المطوع خلال حلقة جديدة من برنامجه "الأسرة السعيدة " الذي يبث على فضائية الرسالة، وأكد أنه سؤالاً ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يسأله لنفسه ونحن على مشارف الأيام المباركة وأفضل أيام دهرنا شهر رمضان المبارك الذي جعل الله فيه من الخيرات ما لم يجعله في غيره ،والمؤمن يعلم أن أيام الله يفضل بعضها على بعض وأنه جل وعلا اختار من الأيام والأوقات مافضله على غيرها ومن أجلها موسم رمضان.
فلذا كانت النفوس الشريفة تشتاق لرمضان وتدعو ربها بلوغه ولكننا في هذه الأزمنة التي تسلط فيها حب الدنيا على القلوب والغفلة عن المواسم المباركة , صارت سمة بارزة عند الكثير أحببت حث النفوس الغافلة لتستعد لهذا الموسم وتنتظره . وهنا طرح المطوع سؤالاً آخر وهو لماذا ننتظر رمضان من العام للعام ؟ وكانت الاجابة : اننا نشتاق لرمضان لأننا نعلم انه شهر تفتح فيه أبواب الجنة فتستقبل أعمالنا وتفرح باجتهاد المجتهدين ،تشتاق لرمضان لأنك تفرح بجموع المسلمين وهي تؤم المساجد وتقصد بيوت الله , تشتاق لرمضان لأنك تفرح بحال المؤمنين وقد صار القرآن أنيسهم وجليسهم , تفرح بحال المؤمنين وقد تآلفت قلوبهم واجتمعت نفوسهم بعد الشتات .
ننتظر قدوم الشهر الكريم لأنه شهر تغلق فيه أبواب النار فتنال الفرصة للبعد عن الذنوب والمعاصي والحذر من ناره فتجد من نفسك النفور من المعصية وترى من نفسك أن عينك قد كفت عن الحرام وأذنك قد حُفظت عن الآثام ورمضان شهر تصفِد فيه الشياطين فلا يخلصون إلى ماكانوا يخلصون إليه قبل فيقل تسلطهم على العباد ويقف شرهم عن الخلق ولذلك نرى الناس يندفعون إلى الطاعة ونشاطهم فيها يتزايد ويقل وقوعهم في المعاصي . ولكن رغم ذلك مازلنا نرى من هم لا يتخلصون من تسلط الشيطان عليهم حتى فى الشهر الكريم فهو لايزال مصراً على ترك الصلاة في جماعة ومصراً على كثير من المعاصي والمحرمات فبصره يسرح ويمرح في النساء وأذنه لم يكفها بعد عما حرم والقلب بمتعلق بالملاذ فمتى يفوقون هؤلاء ؟ جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين" متفق عليه. اذن كيف لا تشتاق روحنا لهذا الشهر مغفرة الذنوب وإقالة العثرات أريدكم اخوانى واخواتى ان تتأملوا في فضل الله على العباد , ورحمته بهم وانظروا كيف يهيئ لهم مثل هذه المواسم المباركة والأيام الفاضلة ليغفر ذنوبهم ويمحوا سيئاتهم , فما أعظمه من رب رحيم , وما أجله من إله كريم . جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر\. وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من صام رمضان ايماناَ واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه " فصيام رمضان عبادة خالصة لله له من بين سائر العبادات وماذاك أخي إلا لِما ينتظر الصائمين المخلصين من الثواب الذي لا يخطر لهم على بال وقال الله فيه " إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " . الى كل مقبل على شهر رمضان وأنت تجهد في الجوع والعطش وأنت تحرم نفسك شهوتها تذكر أن الله قد أعد للصائمين من العطايا ما يفوق الوصف والخيال واذا فرحت في دنياك بإتمام صيام يوم واحد , فإن الفرحة الحقيقة أمام في جنات النعيم .. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك، للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري.
آما اشتقت لرمضان وبين يديك فرصة ثواب حجة مع نبيك - عليه الصلاة والسلام – كاملة موفورةَ إذا أديتها مخلصاً فيها لربك متبعاً فيهاَ لنبيك عليه الصلاة والسلام , فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال "عمرة في رمضان كحجة معي" صحيح الجامع اما يستحق منا هذا الشهر اهتمام بالغ وهو شهر مستجاب فيه دعوتنا لأن لك في كل يوم وأنت صائم دعوة مستجابة يقول عليه الصلاة والسلام" ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، و دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر" صحيح الجامع. ولك عند فطرك دعوة مستجابة ,فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة " . وكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله ، وولده ودعا . جاءني أحد الإخوة بعد صلاة التراويح وقال لي : أبشرك أن زوجتي حامل بعد سنوات من الانتظار ، واضاف قائل:اً وذاك فيما أظن من دعائي مع المسلمين في قنوت هذه الليالي المباركة فقلت له : ذلك من فضل الله وهو أكرم الأكرمين .
