تبنى قطاع الشمال الهجوم على كادوقلي، وأعلن أن القصف كان دفاعاً عن النفس، واتهم قوات الخرطوم بالاستفزاز. واستبعدت مصادر مطلعة، أن يتخذ السودان أية خطوة تجاه دولة الجنوب على خلفية الهجوم الذي نفّذه الجيش الشعبي بقطاع الشمال في الحركة الشعبية على مدينة كادوقلي أمس الأول وأدى لمصرع عدد من المواطنين. وعزت المصادر ذلك الى أن الهجوم لم ينطلق من دولة جنوب السودان وإنما من داخل الأراضي السودانية، واعتبرت ما جرى من اعتداء شأناً داخلياً ستتعامل معه الحكومة وفقاً لمسئولياتها المتعلقة بأمن وحماية المواطنين، إضافة إلى ذلك فإنّ السودان لم يوقع اتفاقاً مع قطاع الشمال وبالتالي فإن ما جرى لن يؤثر على اتفاق التعاون المشترك مع دولة الجنوب. وعلى الصعيد، كشف مصدر أمني رفيع، أنه تم القبض على 8 من أفراد الخلية التي نَفّذت الاعتداء على مدينة كادوقلي أمس الأول، وأوضح أن 3 منهم أصيبوا بإصابات خطيرة، وأكد المصدر أن القوات المسلحة قامت بتمشيط الولاية تمشيطاً كاملاً، و أوضح أن عدد ضحايا الحادث ارتفع إلى 7 بعد وفاة أحد المصابين أمس، في الاثناء أكد هدوء الأحوال بالمدينة وأنها عادت لطبيعتها، ونوّه إلى أنّه سيتم اليوم ختام ملتقى كادوقلي للسلام. وتوقع أن تشرفه شخصية رفيعة من المركز. في السياق، أدان د.علي الزعتري الممثل المقيم ومنسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدةبالخرطوم، القصف العشوائي الذي تعرّضت له مدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان بقنابل (المورتر) أمس الأول. وأوضح بيان صادر من الأممالمتحدة مساء أمس الأول بالخرطوم، أن قذائف (المورتر) سقطت بالقرب من مكتب صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونسيف) ومدرسة ومركز شرطة محلية كادوقلي، وأكّد البيان عدم ورود ما يفيد بوجود جرحى بين موظفي الأممالمتحدة، وكشف عن إجلاء موظفي المنظمة إلى قاعدة قوة الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي كإجراء تحوطي، وأشار البيان إلى تزامن القصف مع استضافة كادوقلي لمؤتمر السلام بمشاركة أكثر من 600 شخص بما فيهم أطفال من المدارس، وقال الزعتري: هذا الهجوم على المدنيين ومقار الأممالمتحدة أمرٌ مستهجنٌ ويشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
من جانبها أكملت مفوضية العون الإنساني بولاية الخرطوم إجراءات تسجيل 1370 مواطن جنوبي عالقين بمنطقة "الشجرة" تمهيداً لترحيلهم لدولة جنوب السودان. وقال مفوض العون الإنساني إن هؤلاء سيتم ترحيلهم إلى مناطقهم في مدينتي "واو" و"أويل" اعتباراً من اليوم. وأضاف المفوض محمد السناري في تصريح له ، أن المفوضية قامت بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية والمركز القومي للنازحين والعائدين والمفوضية السامية للاجئين بتسهيل وتوفير التمويل اللازم لترحيل مواطني الجنوب. وأعلن عن عقد اجتماع لاحقا لوضع التصور النهائي وتقديمه للمانحين لتوفير التمويل اللازم لترحيل المجموعات المتبقية من أبناء الجنوب العالقين بالخرطوم. وأعلن دفع الله المك، معتمد "باو" بولاية النيل الأزرق، عن سعي المحلية لتوطين أكثر من 10 آلاف مواطن قادمين من جنوب السودان وبرفقتهم 7 ملايين رأس من الماشية.