الحمد لله ربا العالمين ..والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين : أما بعد :أيها الناس : إننا في زمن لايقدر العلم ولا العلماء ونحن إذ نذكر المسؤلين النظر لأئمة المساجد بعين الاعتبار والتقدير فهم مصابيح الهدي وبهم يقتدي وما من قائد ولا خليفة اتخذ العلماء بطانة صالحة للنصح والعون إلا نصره الله وأعزه ..فالدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .. فقد كرمهم المولي عز وجل :"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"(الزمر: 9). وبين الرسول أن بصلاحهم صلاح للناس قال صلى الله عليه وسلم " صنفان من أمتي إذا صلحوا صلح الناس وإذا فسدوا فسد الناس: الأمراء والفقهاء ". عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا "رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني والحاكم إلا أنه قال ليس منا. وعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" اللهم لا يدركني زمان أو قال لا تدركوا زمانا لا يتبع فيه العليم ولا يستحيى فيه من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب"(الترغيب والترهيب). وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد يعني في القبر ثم يقول أيهما أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد "( رواه البخاري). وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط "( أبو داود). والتاريخ يشهد بذلك فها هو أبو بكر الصديق الذي يقول :"وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتم خيراً فأعينوني وإن وجدتم غير ذلك فقوموني " وعمر بن الخطاب الخليفة العادل الذي يتقبل العظة من العلماء:"ويقول لا خير فيكم إن لم تقولوها و لا خير فينا إن لم نسمعها .. وعمر بن عبد العزيز الذي يطلب العظة من الحسن البصري.. يا تقي الدين عظني .. وهو يقول له يا أمير المؤمنين :"صم عن الدنيا وافطر علي الموت وأعد الزاد لليلة صبحها يوم القيامة " وها هو أبو جعفر المنصور يأخذ العظة من مقاتل ويبكي.. وها هو هارون الرشيد الذي يقرب العلماء منه من أجل النصح والعظة ليذكروه بأيام الله والدار الآخرة .. وصلاح الدين الأيوبي الذي جعل من العلماء قلعة للنصح فيفتح بيت المقدس ويحرره من أيدي الصليبين.. وكذا الملك الصالح الذي يأخذ بنصيحة سلطان العلماء :"العز بن عبد السلام ويبيع المماليك ليجهز الجيش فينتصر علي التتار ويحفظ الله به بلاد المسلمين ..