جانب من الندوة "نجيب محفوظ"... خلق شكلا فنيا للسرد العربى يمس جميع البشر والحارة فى اعماله هى صورة مصغرة للمجتمع المصرى ، وله توجه وجودى قوى وكانت يهتم باشكالية الزمن ويرى انه العدو والحليف لالانسان فى آن واحد كما اهتم فى اعماله بفكرة المخلص ، جاء ذلك فى الندوة التى اقامتها هيئة الكتاب بعنوان " دراسات حول نجيب محفوظ" فى اطار احتفاليات وزارة الثقافة بالذكرى السادسة لرحيل نجيب محفوظ ، وشارك فيها النقاد د.اكرامى فتحى ، وحسام نائل ،ود.جيهان فاروق ،وادارها د.محمد بدوى وقال بدوى : كان امام نجيب محفوظ مشكلة " كيف يجسد صورة الاحياء الشعبية من خلال اللغة العربية الفصحى ، كان نجيب محفوظ يكتب فى اعماله الادبية عن شخصيات لا يتطرق اليها احد ، ونجيب محفوظ مواطن صالح ظل يحاول ان يعيد تفسير وتأويل الكتب المقدسة وكيف لخص مسيرة البشر وهو رجل صنع نفسه بنفسه جعل العالم كله يتعرف على شخصيتنا واحداثنا. حسام نائل تأويل بعض النصوص من ولاد حارتنا ، جيهان فاروق تتحدث عن فكرة الخلاص عند نجيب محفوظ وهو فكرة اساسية عند محفوظ ولديه صياغة لكيفية الخلاص ، اكرامى فتحى عن لغة نجيب محفوظ . وتحدث اكرامى فتحى عن لغة نجيب محفوظ واثره فى السرد وقال : نجيب محفوظ قامة كبيرة وكان يخدم البلد بالفعل لا بالكلام كما يفعل الكثير ون، اللغة التى اتسمت بها اعمال نجيب محفوظ فى الستينيات وخاصة فى ملحمة الحرافيش واشار محفوظ فى ثرثرة فوق النيل الى اهمية اللغة ، واضاف اكرامى : نجيب محفوظ دارت حوله حركة نقدية متسعة ورسائل جامعية ، وهذه الحركة اتسمت بما اتسمت به مدينة القاهرة فى روايات محفوظ حيث اتسمت بالعشوائية ، وهناك دراسات منصبة على اللغة ، وتنقسم اللغة عند محفوط الى شقين توجد شق وظيفى وشق جمالى . وتحدث حسام نائل عن رواية ولاد حارتنا وعن الفضاء العائلى فى هذه الرواية وقدم تحليلا نقديا لرواية اولاد حارتنا التى تثير افتتاحياتها قضايا تتعلق بالتاريخ وقال نائل ان التاريخ هنا من خلال العائلة حيث نلاحظ النسب العائلى الذى يجمع كل من يعيش فى الحارة ، الجبلاوى هو الاصل هنا ويمثل الجد بالنسبة للسارد وانما يتخذ موقع الاب بالنسبة للابناء اما منطقة الشر فى تاريخ العائلة يمثلها الابن الاكبر والاصغر منه حيث قررا الخروج على ناموس الاب واتخذت تجربة الشر دروب مختلفة الاول مع الابن الاكبر الذى استقل تماما والثانى الابن الاصغر الذى حصل على غفران الاب ، اما الدرب الثالث فهو الحفيد المشبوه عرفة حيث ووصل الى العصيان الزائد عن الحد حتى انه انهى العالم القديم . وعن فكرة الخلاص تحدثت جيهان فاروق عن صورة المخلص فى نص يبدو بعيدا "اصداء السيرة الذاتية" وربما يهدف بكتابتها الى خلاص القراء من افكارهم المغلوطة وتتركز على شخصية عبد ربه ،واضافت جيهان : نجيب محفوظ خلق شكلا فنيا للسرد العربى يمس جميع البشر والحارة فى اعماله هى صورة مصغرة للمجتمع المصرى ، وله توجه وجودى قوى وقد يلاقى عدم استحسان عند القارئ المتطرف ، ولذلك تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال فى يوم من الايام وتتكون الرواية من 243 قطعة هى ومضات وجودية تلقى الضوء على حقيقة الكاتب وتحكى بعض الاحداث فى حياة محفوظ الانسان فى الجزء الاول منها اما الجزء الثانى فيتحدث فيه عن الذات الفنية لمحفوظ من خلال شخصية عبد ربه ، ويرى محفوظ ان الزمن يمثل الحليف والعدو للانسان فى آن واحد ، وادراكه لهذا المفهوم يجعل فى العمل تراجيدية ساخرة ، وفى اصداء السيرة الذاتية يصف رحلته فى الحياة ويقدم رؤيته لهذه المعركة الطاحنة باسلوب ساخر ، والشيخ عبد ربه هنا هو المخلص وهو مخلص دنيوى روحانى ، ويضع محفوظ حكمته ذات الطابع الفلسفى فى اصداء السيرة الذاتية على لسان الشيخ عبد ربه والمخلص هو المؤلف نفسه ، واعترف نجيب محفوظ للغيطانى انه هناك لحظات كان سيمزق فيها اصداء السيرة الذاتية .