قال الناقد الدكتور محمد بدوي إن الروائي العالمي نجيب محفوظ واجه مشكلة تمثلت في كيفية تجسيد صورة الأحياء الشعبية من خلال المستوى الفصيح من اللغة، وهي مشكلة قديمة جديدة، بجانب كتابة محفوظ عن شخصيات لا يتطرق إليها أحد من قبله، وتابع بدوي: محفوظ رجل صالح، حاول أن يعيد تفسير وتأويل الكتب المقدسة وتلخيص مسيرة البشر. جاء ذلك خلال الندوة الاحتفالية التي أقامتها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وشارك فيها الدكتور حسام نايل، والدكتور إكرامي فتحي، والدكتورة جيهان فاروق، وأدارها الدكتور محمد بدوي. وعن فكرة الخلاص تحدثت جيهان فاروق عن صورة المخلص في نصوص "أصداء السيرة الذاتية", مشيرة إلى أن محفوظ استهدف بكتابتها إلى خلاص القراء من أفكارهم المغلوطة، محاولا خلق شكل فني جديد للسرد العربي، وتتكون الرواية من 243 قطعة هي ومضات وجودية تلقى الضوء على حقيقة الكاتب وتحكى بعض الأحداث في حياة محفوظ الإنسان في الجزء الأول منها، أما الجزء الثاني فيتحدث فيه عن الذات الفنية لمحفوظ من خلال شخصية عبد ربه. وأضافت فاروق، أن محفوظ رأى أن الزمن يمثل الحليف والعدو للإنسان في آن واحد ، وإدراكه لهذا المفهوم يجعل في العمل تراجيدية ساخرة، وفى أصداء السيرة الذاتية يصف رحلته في الحياة ويقدم رؤيته لهذه المعركة الطاحنة بأسلوب ساخر، والشيخ عبد ربه هنا هو المخلص وهو مخلص دنيوي روحاني، كما وضع محفوظ حكمته ذات الطابع الفلسفي في أصداء السيرة الذاتية على لسان الشيخ عبد ربه والمخلص هو المؤلف نفسه، واعترف نجيب محفوظ للغيطاني أن هناك لحظات كان سيمزق فيها أصداء السيرة الذاتية. فضلا عن التوجه الوجودي الذي قد لا يلاقى استحسان عند القارئ المتطرف، وهو ما جعل محفوظ يتعرض لمحاولة اغتيال. Comment *