د. إجلال رأفت: الثقافة المصرية ليست عربية والتعدد الثقافى إشكالية الحكومة د. محمد رياض: أراضى بحيرة "ناصر" الآن غير صالحة للزراعة لارتفاع منسوب المياه
أكدت الدكتورة إجلال رأفت أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد: على أن الخوف من التعدد الثقافى هو إشكالية العلاقة بين الدولة والمصريين عموما، فالدولة المصرية منذ نشأتها وهى فى حالة مركزية وحتى الآن لا تستطيع قبول الآخر بشكل متفتح وذكى وبمجرد أن يقول رأيا معينا يخالف النظام يطلق عليه "مأجور" وهذه الإشكالية تكثر فى النظم العسكرية التى تؤسس على المركزية، جاء ذلك فى كلمتها أثناء الجلسة الثانية لورشة عمل "المثقفون والمسألة النوبية" بدعوة من جماعة المبادرين والذى نظمه "المركزالمصري للحق في السكن". واقترحت إجلال المواجهة بعمل مشترك سواء للنوبيين أو غير النوبيين والاتفاق على أسلوب عمل موحد وأعلنت أن الثقافة المصرية ليست عربية فى الحقيقة، والعامل المشترك مع الدول العربية هى اللغة ولكنها تختلف فى عادتها الاجتماعية ورؤيتها للآخر وتعاملها كشعب وادى النيل الذى لا يحب العنف مما يجعله مختلفا عن الشعوب العربية المتناحرة ويطلق عليها ثقافة وادى النيل التى أخذت عاداتها من آلاف السنين وقالت: الأهم هو عودة النوبيين إلى أراضيهم حول بحيرة ناصر وعندما يكتفوا تمنح لباقى المصريين وتخصيص دائرة انتخابية للنوبة لأن التهجير ضيع حقهم فى السلطة التشريعية ودراسة الأضرار الاجتماعية والنفسية التى أصابت النوبيين بسبب موجات التهجير بالإضافة إلى تشكيل هيئة لإدارة المسألة النوبية تتبع منهجا محددا وتتكون من علماء القانون والآثار والسياسة وعلم النفس والاقتصاد والأنثروبولوجيا ويضم إليهم شباب النوبة وبعض الشيوخ والحكماء، موضحة أن مهمة هذه اللجنة تعليم كيفية قبول الآخر علاوة على تدريس اللغة النوبية وجمع التراث الأدبى النوبى وإقامة ورش عمل بمختلف محافظات مصر للتعريف بالمسألة النوبية فيما تبنّى جورج إسحاق دعوة لتوحد كل الفئات المهمشة فى مصر سواء فى سيناء أو غيرها وليس النوبيين فقط. وأكد د. محمد رياض أستاذ جغرافيا متفرغ بجامعة عين شمس أن المسألة النوبية لن تحل إلا بواسطة جماعات الضغط وتجمع النوبيين من جميع النوادى واللجان والجماعات وتقديم برنامج مركّز كله ضغوط من أجل الحصول على أكبر فائدة ممكنة للنوبيين حول بحيرة ناصر، وبدون هذا لن يكون هناك رأى عام وحذر من الأراضى التى يريد النوبيين العودة إليها حول بحيرة ناصر لأنها ليست صالحة للزراعة وأن الأراضى الصالحة للزراعة هى الأخوار الناتجة عن انحسار البحيرة عن منسوب 175 متر مؤكدًا على ان هذه الأراضى لن يطولها النوبيون لعدم انحسار البحيرة. ومن جانبه أكد الكاتب الصحفى نبيل عمر على أن مشكلة النوبة من الصعب حلها لأنه مجتمع مأزوم ولابد أن تحل أزمة النوبة على المستوى القومى أولاً ثم على مستوى النوبيين أنفسهم، وأشار إلى أن مصر بها تعددية ثقافية ولم يحدث أن كانت أحادية الثقافة وإذا اخترنا مصر فى ال30 عاما الأخيرة نبقى "بنجنى عليها" وقال: إن مصر فيها تمييز لأنه مجتمع قائم على التمييز ضد الفقراء والمهمشين والنساء والأقليات، وعلى النوبيين ان يطوروا من ثقافتهم لأن أى ثقافة ثابتة محكوم عليها بالموت. وأعلن الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد أن من يريد أن يرجع من النوبيين لبلده فليذهب لأن الدستور يعطي لأي الإنسان الحق فى التجول والحكومة ليست غبية لمنع أى انسان من العودة لأى جزء فى البلد، وحل المسألة النوبية فى عودة النوبيين أنفسهم وشراء أراضى والبحث عمن يمولهم فى ذلك.