[image] هنأت الهيئة التشريعية القومية في افتتاح جلستها امس برئاسة أحمد ابراهيم الطاهر رئيس االبرلمان السوداني ، الشعب المصري علي النهج الراقي الذي أدارت به الانتخابات المصرية . كما هنأ البرلمان الرئيس المنتخب الذي سيعلن رئيسا لمصر معربا عن أمله في ان يقود الرئيس القادم السفينة فيخرج مصر من الضيق للفرج ومن الهزيمة للنصر ومن الضعف للقوة. من جهته أعلن الرئيس السوداني عمر البشير إجراءات تقشفية لإنقاذ دولته من الانهيار الاقتصادي شملت تقليص هياكل الدولة بنسبة تتراوح مابين 45-50% وخفض مخصصات الدستوريين وتحديد سيارة واحدة لكل مسئول وتقليص المحليات وإلغاء مرتبات أعضاء المجالس المحلية. ويرافق هذه الإجراءات إصلاحات أخرى ممثلة في خفض الإنفاق العام ومراجعة الميزانيات وتحديد أوجه الصرف وإيقاف إنشاء مباني حكومية جديدة وترشيد صرف الوقود وإحكام ضوابط منح الإعفاءات الجمركية والاستمرار في الخصخصة. وأرجع البشير في خطاب أمام البرلمان السوداني الأزمة الاقتصادية لفقدان البلاد لعائدات النفط وآثار عدوان دولة جنوب السودان على منطقة (هجليج) فضلاً عن حروب في أجزاء أخرى من البلاد، بجانب توسع الدولة في الإنفاق واتساع الفجوة بين الصادرات والواردات. وأضاف أن خصوم السودان يظنون أنه سيعجز عن معالجة مشكلاته الاقتصادية ولكننا نعلن اليوم جملة من الإقرارات لإعادة اقتصادنا معافى وفي مقدمتها إصلاح هيكلي للحكم والإدارة . وأكد الرئيس البشير أن هذا الإصلاح يتضمن تقليص المناصب الدستورية على مستوى الرئاسة والبرلمان وتقليص عدد الوزارات والوزراء ووزراء الدولة والخبراء والمتعاقدين العاملين على نحو يتراوح مابين 45 إلى 50% وتقليص مماثل على المستوى الولائي والمحلي. وأعلن البشير أيضاً زيادة ضريبة التنمية على الواردات وزيادة ضريبة القيمة المضافة ومنع التهريب خاصة مع الجنوب ومعالجة تجنيب الموارد للوزارات والهيئات الحكومية والرفع التدريجي للدعم عن المحروقات. وتعهد البشير بتخفيف أثر هذه المعالجات على المواطنين من خلال جملة من الإجراءات أبرزها إعفاء الرسوم من واردات القمح والدقيق والأدوية وزيادة دعم الأسر الفقيرة إلى 750 ألف أسرة وتخصيص منحة مالية للعاملين والمعاشيين وتوفير السلع الأساسية لمحاربة الغلاء والندرة. يذكر أن الحكومة السودانية الحالية تضم أكثر من 30 وزيرا اتحاديا و35 وزير دولة. وكانت شرطة ولاية الخرطوم قد احتوت أمس الاول تظاهرات طلابية بكلية التربية جامعة الخرطوم، وتم القبض على 7 من المشاركين في التظاهرة وفتحت في مواجهتهم بلاغات بإثارة الشغب. ودعا بيان من شرطة الولاية المواطنين للإسهام في عمليات الشرطة الخاصة بتأمين المواطنين، وعدم الانسياق وراء مثيري البلبلة ومروجي الشائعات التي تهدف لزعزعة الوطن والمواطن. من جهته قلل نائب رئيس البرلمان هجو قسم السيد من المظاهرات التي شهدتها أجزاء من البلاد على خلفية الاوضاع الاقتصادية الراهنة ، وأكد عدم تأثر الوضع السياسي بها ، واعتبر ظهور معارضة للقرارات الاصلاحية أمرا طبيعيا سواء من الشارع أو المعارضة . وقال نائب رئيس البرلمان إنهم يتوقعون خروج المعارضة للشارع رغم اقتناعهم تماما بأن الشعب لن يستجيب لهم ،وأكد ان التخفيض سيطال قيادة البرلمان . في غضون ذلك كشف عددٌ من النواب عن اتجاههم لتقديم استقالاتهم من البرلمان لتبرئة ذمتهم أمام الشعب السوداني الذي وكَّلهم لإدارة شئونه.. في الاثناء ندد طلاب المؤتمر الوطني بالدور الذي ظلت تقوم به تنظيمات المعارضة في الجامعات، وقالوا إنها معزولة جماهيرياً. وأكد الأمين السياسي للطلاب الوطنيين د. حبيب الله المحفوظ قدرتهم وحرصهم على استقرار الجامعات، وقال في تصريحات صحفية إن ما حدث في جامعة الخرطوم ما هو إلا محاولة فاشلة من تنظيمات معزولة من القاعدة الطلابية. من جهته قال رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان الصادق المهدي في خطاب وجهه بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج امس إن تغيير النظام الحالي وإجراء إصلاحات عاجلة وشاملة خاصة فيما يتعلق بقضايا الشباب أصبح ضرورياً. ورأى المهدي في الخطاب أن أكثر من 80% من الشباب يرغبون في الهجرة كنتيجة طبيعية لتفشي البطالة وصعوبة مجابهة متطلبات الحياة. وأشار إلى خطورة تفشي المخدرات في أوساط الشباب، مشيراً إلى أنها تمثل هجرة أخرى إلا أنها نفسية تعزل الشباب عن قضاياهم. وقال المهدي إن الشارع العربي الآن يتجه نحو الإسلام، لكن الإسلام لا يمتهن كرامة الإنسان ويُصادر حرياته. واعتبر زعيم حزب الأمة أن الإسلام هو الضامن الوحيد لحقوق الإنسان وحفظ كرامته.