فى احتفال مهيب فى بداية القرن الماضى ركب الخديو حاكم مصر تشريفته الملكية من قصره فى ميدان عابدين متوجها ناحية إمبابة ليقص شريط افتتاح أول كوبرى حديدى يربط الوجهين القبلى والبحرى بخط سكك حديد مصر. ومنذ هذا التاريخ صمد الكوبرى العتيق بنظامه المعمارى الهندسى الفريد وهو يحمل قطارات محملة بالبضائع ومعدات السد العالى وتعرجات موان ومصالح الجمارك من والى الصعيد حتى كان عهد الوزير الأسبق للنقل الدكتور المهندس عصام شرف ومن بعده سلفه الراحل حمدى الشايب ومن بعدهما الوزير المستقيل المهندس محمد لطفى منصور وكتبنا فى عهودهم الثلاثة مقالات مصورة عن حالة الكوبرى الصامد التى يرثى لها من عدم توافر الصيانة التى تليق بهذا الطراز الفريد النادر والتحفة المصورة التى ترقد فوق شاطئ نيل امبابة وروض الفرج من الاضاءة الخافتة التى شجعت جرائم القتل والاغتصاب فى الدور العلوى وجاءت الردود تفيد الدهان بطلاء حديث لا يبهت وجرت حركة اعادة رصفه بعد عصر المطبات التذكارية التى كانت تسبب التزاحم والتكدس لكافة وسائل النقل العابرة وكانت التكلفة المعلنة5 ملايين جنيه ثم بهت الطلاء وعادت المطبات واختفت المصابيح ليسبح المارة ووسائل النقل ليلا فى ظلام دامس والسؤال فى عصر العالم المهندس الدكتور حسن يونس المكلف بأعمال الوزارة فى فترتها الانتقالية لإصلاح الأعطاب والأعطال والتجاوزات هل تتغير النظرة القديمة لهذا الأثر الهندسى الرائع ليعود مواصلا مسيرته فى تأدية اهم وظيفة لمعبر من معابر مصر النادرة؟! نعتقد ان عقلية الدكتور حسن يونس تقدر فيه هذا الأثر الحقيقية لكيلا يكون مصيره نفس مصير كوبرى ابو العلاء الملقى فى شاطئ نيل الساحل بعد عملية تفكيك للأثر الخالد فى بولاق بلا ادنى مراعاة لقواعد ومصالح الوطن فى الحفاظ على اثاره الفريدة. بحسبة بسيطة المكاسب التى تعود من الصيانة ستحفظ لنا أثرا فنيا وتوفر تكاليف باهظة فى حالة تكرار تجربة كوبرى أبو العلا؟!.