[image] كشف الدكتور جمال البنا ، المفكر الإسلامي والشقيق الأصغر للإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، أنه لم يدلي بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعدم اقتناعه بالعملية الديمقراطية في مصر، مشيرا إلى أن جولة الإعادة تدور بين أحمد شفيق وهو رجل مارس السلطة وأثبت الفساد وكل صور الانتهازية واللصوصية، وبين الدكتور محمد مرسي الذي يمثل جماعة يحتمل إذا حكمت أن تقع في بعض المحاذير، ولذا فإن القياس بين مرسي وشفيق "غير محكم" .
وأضاف، ، في لقاء مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج "صباحك يا مصر" على قناة دريم، أن الإخوان المسلمين ليسوا "ملائكة" حتى نحاسبهم على تغير موقفهم بشأن الرئاسة والبرلمان والجمعية التأسيسية، فهم لم يرتكبوا "إثما" أو "فاحشة" ، داعيا إلى عدم "التعجب" أو "الدهشة" من تصرفاتهم، فهو لم يكن يتصور أصلا أن تقبل أمريكا وإسرائيل برئيس "إخواني".
وأشار البنا إلى أن هجوم الفريق أحمد شفيق على جماعة الإخوان المسلمين، بأنهم لن يتركوا السلطة وسيقيمون الدولة الدينية يرجع إلى "جهله بالإخوان" ، وبالوثيقة التي أصدروها عام 1994 بشأن تداول السلطة وحقوق المرأة.
وقال البنا إنه لم ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وإن الجماعة لديها "كفاءات مهنية" ولكنها تفتقد ل"رجل الدولة" الذي يتحرر من كل القيود، لافتا إلى أن سعيهم وراء السلطة هو مخالفة لتعليمات الإمام حسن البنا ، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الذي لم يكن يريد السياسة، ومن حقهم الانتصارات الساحقة التي وصلوا إليها بعد أن ذاقوا الظلم والتعذيب خلال ال80 سنة الماضية .
وردًا على سؤال حول المفاوضات التي تجريها جماعة الإخوان المسلمين مع الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح لنيل أصوات مؤيديه في جولة الإعادة أجاب البنا "لم يدركوا حجم شعبية ابو الفتوح وتأثيره في الشارع ..عامة الصلح خير" .
وقال البنا إن التقارب بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري في أول ايام الثورة يرجع لتقارب الطبائع، فكلاهما مؤسسة تقوم على "السمع والطاعة" ، والتعاون بينهما هو الوضع السليم لاجتياز المرحلة الانتقالية .
وعن ترك الإخوان الثوار والميدان خلال أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، قال البنا: "كان الأفضل والأمثل أن يقفوا مع الثوار الذين يمثلون الحقيقة كاملة، ولكنهم مارسوا العملية السياسي من أجل الكراسي" ، مشيرا إلى أن أداء الدكتور محمد سعد الكتاتني والبرلمان "جيد".
وحول الخلافة الإسلامية ، أشار البنا إلى أن حلم جماعة الإخوان المسلمين بالخلافة الإسلامية هو "وهم " أو "سراب" يجب أن يشفوا منه ، فمستحيل أن يعود التاريخ للوراء أو أن يتكون "كومنولث إسلامي".
وانتقد البنا في ذات الوقت، السلفيين، قائلا: "لا علاج لهم، وهم يريدون العودة بنا 700 سنة للوراء".
وأشار البنا إلى أن الوضع الذي تعيشه مصر الآن هو نتيجة سلسلة من الأخطاء والمعالجات الخاطئة، بدء من ثورة 25 يناير، التي لم تسقط النظام القديم كاملا، كما أن الأمين على الثورة "المجلس العسكري" انحرف بها في اتجاه عودة نظام مبارك وليس نحو نظام جديد.
وطالب البنا بأن تنال المرأة حقوقها في المجتمع "الذكوري"، وأن يتمتع الأقباط بالمواطنة ويحتكموا لشريعتهم، مؤكدًا أن تجديد "الخطاب الديني" هو الحل.
ووجه البنا رسالة إلى الشعب المصري قائلا "اتقوا الله في مصر ، اذكروا مصر وانسوا أنفسكم، وكل الأعمال العظيمة قامت على هذه الفكرة، سيفوتكم مغانم محدودة ولكن يذكروهم التاريخ في سجل الشرف" .