البشير وسيلفا كير: علاقة شائكة أكد الدكتور نافع على نافع مساعد الرئيس السوداني ونائب رئيس حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم أن قبول السودان بوقف العدائيات مع دولة الجنوب لا يعنى إلقاء السلاح ، وإنما سيحتفظ السودان بحقه في الدفاع عن النفس. وقال نافع في تصريحات صحفية اليوم: "إن هناك عملا كبيرا تضطلع به الدبلوماسية السودانية استطاعت من خلاله كشف نوايا وخطط الحركة الشعبية الحاكمة فى جنوب السودان ضد السودان". وأوضح نافع أن المكتب القيادى للمؤتمر الوطني سيعقد اجتماعا مساء اليوم الأربعاء، برئاسة الرئيس عمر البشير رئيس الحزب، لاستكمال النقاش والحوار بشأن الإستراتيجية التي ستقبل عليها بلاده حول التفاوض مع دولة جنوب السودان بعد الإيفاء بالشروط المتعلقة بتحرير كل شبر احتلته الحركة الشعبية من أراضى السودان ، ورفع يدها عن إيواء أو رعاية أو دعم الحركات المتمردة التى تحمل السلاح والمرتزقة والمتمردين. وأشار نافع إلى أن من هذه الشروط أيضا فك ارتباط الحركة الشعبية بالفرقتين التاسعة والعاشرة بولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق ، والكف عن التهديد والوعيد بأن الجيش الشعبى سيعتدى مرة أخرى على حدود السودان. وجدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ثقته في لجنة الوساطة الافريقية برئاسة ثابو امبيكي باعتبارها لجنة لها خبرة في الملفات وتجارب سابقة في المفاوضات بين البلدين، وتمسك بموقفه في التفاوض مع حكومة الجنوب بإعطاء الاولوية للترتيبات الامنية وطرد الحركات المتمردة من الجنوب وسحب الفرقتين التاسعة والعاشرة من جنوب كردفان والنيل الازرق. وقال مسئول الاعلام والتعبئة في المؤتمر الوطني د. بدر الدين احمد ابراهيم في تصريحات صحفية امس، ان الملف الامني هو القضية الاساسية ويجب التفاوض عليه اولا وأضاف " مالم يحسم الملف الامني لا يمكن الانتقال الي الملفات الاخري". واضاف ان حكومة الجنوب الان تحتل اراضي سودانية واذا كانت راغبة في التفاوض عليها ان توقف العدائيات وتطرد الحركات المتمردة وتوقف الدعم عنها و تسحب الفرقتين التاسعة العاشرة. ورأي بدر الدين ان قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال هم سودانيون ولا يمكن التفاوض معهم عبر دولة اجنبية ،وقال اذا كانوا يريدون السلام عليهم ان يضعوا السلاح اولا ومن ثم يدخلوا في اتفاقيات ثنائية مع الحكومة .وأشار بد الدين الي الاصوات الرافضه للتفاوض مع دولة الجنوب ، وطالب دولة الجنوب ان تكون لها ارادة سياسية في تنفيذ الاتفاقيات. من جهته أكد مساعد الرئيس السوداني ، عبدالرحمن الصادق المهدي،ترحيب الدولة بالقرار الأخير لمجلس الأمن، مؤكداً أن ذلك يحتاج لنهج لا ازدواجية فيه ، وأن يتم تطبيق ما نادي به المندوب الروسي في مجلس الامن الذي أكد علي ضرورة التحقيق حول الدمار الذي جري في هجليج والتعويض عنه. وحذر المهدي، لدي مخاطبته إحتفال قافلة الدعم والمؤازرة المقدمة من ولاية كسلا والتي تأتي في إطار نفرة لواء الردع التي تنظمها اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار ، من ان الحكومة لن تقبل أن تمس أرض الوطن ولا أن يهدد أمنه، مؤكداً الدفع بالانفس والمال لتحرير اي شبر ، وأضاف وبنفس هذه القوة والعزيمة في رد العدوان فإننا ندفع إلي السلام فنحن دعاة سلام ومحبة وحسن جوار . في سياق آخر دعا رئيس حزب العدالة ،مكي علي بلايل، الحكومة الي توحيد الجبهة الداخلية وفق رؤي واطروحات جديدة تتوافق عليها القوي السياسية الوطنية لمواجهة التحديات التي تحدق بالبلاد. وقال بلايل في ندوة سياسية بالقاعة الدولية لجامعة الدلنج ان السودان مستهدف عبر مخطط دولي كبير يستهدف ارادة ووحدة البلاد، ينطلق من ولاية جنوب كردفان كمرحلة ثانية لتفتيت السودان في عقيدته وسلوكه وقيمه الاجتماعية والدينية والقبلية، وشن بلايل هجوماً شديداً علي قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال، واتهمهم بتنفيذ اجندة الدول التي تريد تقسيم البلاد وتستخدم ابناء النوبة كمطية لتحقيق أهدافها ،واوضح بلايل ان حكومة السودان لايمكن ان تنجح في تجاوز هذه الازمة الا باتفاق مع القوي السياسية المعارضة علي رؤية واضحة يتم بموجبها حسم امر الحريات العامة في البلاد والاتفاق علي نظام الحكم في البلاد علي اساس عادل يستوعب جميع مكونات القوي السياسية. واتهم بعض القوي السياسية المعارضة بأنها تريد اسقاط النظام علي جماجم ابناء النوبة ونشرالعلمانية في السودان ،مؤكدا انه يرفض هذا المبدأ لانه مكلف ومهلك لابناء النوبة كما انه مهدد لوجودهم الاجتماعي في السودان ويتنافي مع اسس العمل السياسي الرشيد. وشدد بلايل على ان حزبه غير محايد في مشكلة ولاية جنوب كردفان ،ويعمل علي تحقيق السلام فيها ومحاربة الافكار الهدامة التي تتبناها الحركة الشعبية التي تخالف الاسس والمبادي الاخلاقية والاجتماعية لسكان الولاية ،ودعا الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان والنيل الازرق الي تبني الاجندة الوطنية والمحلية التي ترتبط بمواطني المنطقتين وليس الاجندة الدولية المتطرفة . قال عضو المجلس الوطني عن دائرة قريضة، يعقوب محمد الملك يعقوب،ان قوات حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، هاجمت مدينة قريضة مساء امس،وروعت المواطنين العزل ونهبت ممتلكاتهم. وأدان يعقوب الاعتداء على المدينة وترويع المواطنين العزل ونهب ممتلكاتهم وتعطيل مصالحهم المرتبطة بحياتهم اليومية،ودعا العضو البرلماني الحكومة الى التحرك العاجل لحماية المواطنين مهما كانت التكلفة،مشيرا الى ان المنطقة تعرضت الى هزات عنيفة منذ بدء العمل المسلح في دارفور، فقدت خلالها ارواحا عزيزة اضافة الى الزرع والضرع، كما طالب الحركات المسلحة بدارفور بأن تدرك تماما ان انسان دارفور لم ولن يكون احد اهدافها.