إلى ميدان التحرير – معقل الثورة - عاد المصريون أخيرا بعد اعتصام كارثي أمام مقر وزارة الدفاع، التى وعلى الرغم من أنها كانت خلال الأيام القليلة الماضية، خالية من قياداتها وما فيها من مستندات بالغة الخطورة، وتتعلق بالأمن القومي المصري، إلا أنها تبقي رمزا عسكريا خالصا، لا ينبغي الاستهانة به إلى حد الاعتصام فى محيطه. وتشهد مراسلة "مصر الجديدة" أن الاشتباكات التى بدأت عقب صلاة الجمعة، كان "طوبة البدء" فيها من جانب معصتمين سلفيين، قامو بالهتاف ضد المجلس العسكري مطالبين بتسليم السلطة محذرين من تزوير الانتخابات تحت عباءة المادة المشبوهة رقم 28 من الإعلان الدستوري، ثم تطور الهتاف إلى تحرش بالجنود فإلقاء طوب وحجارة عليهم، وهو ما اضطر قوات الشرطة العسكرية لاتخاذ موقف حاسم مرة واحدة نهائية، بفض الاعتصام وإخلاء المنطقة المحيطة بالوزراة، وعلى الفور بدأت فى استخدام طلقات الخرطوش فى الهواء وقنابل الغاز باتجاه المعتصمين الذين اشتبكو معهم بشراسة، وتردد أن سلفيو القاعدة من أتباع "الظواهري – الأخ" استخدمو نيران أسلحتهم الآلية ضد الجيش، ولكن سرعان ما تمكنت الشرطة العسكرية من تفريغ الشارع المقابل للوزارة باتجاه الميدان، وهناك كان البلطجية فى الانتظار بقنابل المولوتوف والأسلحة البيضاء والنارية، مما أدي إلى أن حوصر الآلاف من المعتصمين، بين فكي الرحي ومعهم عشرات من المراسلين الإعلاميين والصحفيين والأهالي، خاصة فى ظل عدم وجود شوارع جانبية يمكن الهروب إليها، قكان الأمر أشبه بالجحيم على الأرض.. الشرطة العسكرية تطارد الجميع والبلطجية فى الانتظار. وقد توالت عمليات القنص التى تعرض لها المئات على أيدي البلطجية، فى الوقت الذي انطلقت فيه مدرعات الجيش وهي تطلق نيران اسلحتها الرشاشة فى الهواء، من أجل طرد المحتشدين فى الميدان، فيما تمكن بعض النشطاء والإعلاميين بمساعدة مواطني العباسية من الهرب باتجاه الكاتدرائية، ثم باتجاه محطة مترو كوبري القبة، فى طريقهم إلى ميداني رمسيس والتحرير. وسرعان ما تجمع الفارون من جحيم العباسية فى مسيرات تشكلت الواحدة تلو الأخري، وسط هتافات "يسقط يسقط حكم العسكر"، منطلقة إلى ميدان التحرير، الذي شهد جمعة "النهاية والزحف" التى دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين، وبعض التيارات السياسية، والتى لم يشارك فيها – بحسب شهود عيان – سوي مئات تعد على أصابع اليد، نظرا لعدم التنسيق مع القوي الثورية الكبري. جدير بالذكر أن اعتصام وزارة الدفاع يعد – بحسب مراقبين – أكثر الفعاليات الثورية سلبية، سواء على مستوي الجهة الداعية "سلفيو حازمون" أو من حيث الموقع.