ويطالب الاتحاد الاوروبي بالضغط على حكومة الجنوب لتنفيذ الاتفاقات وضعت الحكومة السودانية شروطاً يلزم تنفيذها من قِبل دولة جنوب السودان، قبل الدخول في مساعٍ جديدة لاستئناف الحوار معها. وأوضح السفير رحمة الله محمّد عثمان وكيل الوزارة، لمبعوثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم روزلاندا مارسدن شروط السودان في ضرورة الإقرار والاعتراف الصريح بالاتفاقيات المبرمة والتفاهمات كافة خاصة الاتفاقيات الست الموقّعة بين البلدين في المجال الأمني، التي آخرها اتفاق عدم الاعتداء والتعاون الموقعة بأديس أبابا، وتشمل الشروط اعتراف جوبا الصريح بحدود 1956م وفقاً للاتفاقيات المبرمة وكف الاعتداءات المتكررة على الأراضي السودانية وفك الارتباط مع الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للجيش الشعبي. واشترط السودان وقف دعم حكومة الجنوب وإيوائها الحركات المتمردة، وطالبت الخارجية دولة الجنوب بتعويض السودان عن كل الأضرار والخسائر التي نجمت عن احتلال قوات الجيش الشعبي لمنطقة هجليج، بالإضافة لمطالبتها المجتمع الدولي عامة والاتحاد الأوروبي خاصة بممارسة الضغط على دولة الجنوب لتنفيذ شروط السودان، وعبّر وكيل الخارجية عن تقدير بلاده لإدانته العدوان ومطالبته جوبا بالانسحاب من هجليج. وفي السياق، أبلغت الخرطوم الإتحاد الأوروبي بالدور اليوغندي الذي تم تقديمه لحكومة دولة الجنوب في هجومها الأخير على هجليج. وقال د. مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني عقب لقائه بالسفيرة روزلاندا أمس، إن القوات المسلحة ستستمر في مطاردة القوات التابعة للجيش الشعبي كافة في جميع المناطق الحدودية داخل السودان حتى يتم إجلاؤهم بصورة كاملة جنوب حدود 56م. من ناحيتها، كشفت روزلاندا مبعوثة الاتحاد الأوروبي عن مؤتمر خاص تعتزم وزارة خارجية الاتحاد الأوروبي عقده غدا الثلاثاء في (لوكسمبورج) لمناقشة التطورات الأخيرة بين الخرطوموجوبا، وأكدت المبعوثة حرص الاتحاد على عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات بأسرع ما يمكن، ولفتت إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يسعى لإقامة علاقات طيبة بين البلدين. من جهة أخري أكد اللواء ركن مرتضى عبد الله وراق قائد الفرقة الرابعة مشاة بولاية النيل الأزرق، أن القوات المسلحة تساندها قوات الدفاع الشعبى والقوات النظامية الأخرى تمكنت من هزيمة "الجيش الشعبى" والسيطرة على مناطق "مقن وجيلقو وقبانيت" بجبال "الانقسنا". وقال مرتضى عبد الله، إن القوات المسلحة تمكنت فى تلك العمليات من قتل أكثر من 50 من المتمردين وأسر 17 منهم. ونفى مرتضى لدى مخاطبته امس، قواته بمدينة "الدمازين" ، ما أشاعه المتمردون لبعض القنوات الفضائية بقتل 79 من القوات المسلحة السودانية، مؤكدا أن قواته ستواصل عملياتها لتحرير كامل الأرض "من الجيش الشعبى العميل. في سياق آخر نشبت خلافات حادة داخل حكومة جنوب السودان بين الرئيس سلفاكير مياردت، ونائبه رياك مشار، عقب الهزيمة التى تلقاها "الجيش الشعبى" بهجليج، فيما أعلنت قيادات بارزة بالجيش الشعبى عن تمردها بعد تململ أعداد كبيرة داخل صفوفه. وصرح مصدر مقرب من حكومة دولة الجنوب ، بأن "سلفاكير" حمل "رياك مشار" مسئولية الهزائم التى تلقاها الجيش الشعبى فى مناطق العمليات بهجليج وانسحاب أعداد كبيرة من أبناء المسيرية الذين كانوا يقاتلون إلى جانب الجيش الشعبى والحركات الدارفورية بسبب ما أسموه محاولة إقحام قبيلة المسيرية فى حرب ليست فى مصلحة المنطقة التى يدافعون عنها. وقال المصدر، إن الاقتتال الدائر بين الجيش الشعبى وجيش المنشقين بولاية "الوحدة" والذى تسبب فى قطع الإمداد عن الجيش الشعبى بهجليج، كان من أبرز الخلافات بعد توجيه كل القوة إلى المنطقة الأمر الذى حدا بسلفاكير اتهام مشار بتبنى مواقف قبيلته على حساب الجيش لتحقيق أهدافه للوصول إلى سدة الحكم، وأضاف المصدر أن قيادات الجيش الشعبى تتململ، مرجحا دخولهم فى عصيان وتمرد خلال المرحلة القادمة.