أهتمت الصحف العبرية وبالأخص صحيفة معاريف بالتصريحات التي أدلي بها دان ميريدور, نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي, ووزير المخابرات التي استبعد فيها توقيع بلاده أي اتفاقية جديدة مع مصر إذا قررت القاهرة تعديل أو تجميد أو إلغاء معاهدة السلام,واثارت الكثير من الجدل أمس سواء في إسرائيل أو في القاهرة. ففي القاهرة,أكد مصدر مسئول أنه لا علاقة لنا بما يصدر عن أي مسئول إسرائيلي,مادامت لم يأت إلينا مخاطبات مباشرة,ومؤكدة عبر القنوات الرسمية,أما ما يقال في المؤتمرات الصحفية أو يتم تسريبه إلي وسائل الإعلام فيتحمل صاحبه مسئوليته تجاه ذلك. من جانبه,أكد اللواء سعيد الصالحي الخبير الاستراتيجي ردا علي هذه التصريحات والتساؤلات أن مصر دولة تحترم المعاهدات والاتفاقيات مادام الطرف الآخر يحترمها ويلتزم بها. وعما يتردد عن اتصالات بين إسرائيل والإخوان قال:اعتقد انه من الممكن أن يكون هناك اتصالات بين إسرائيل والإخوان المسلمين في مصر, معللا ذلك بأنهم اصبحوا جناحا سياسيا يبحث لمصر عن الاستقرار وأول دعائم هذا الاستقرار أن يكون مع الخصم, فنحن في مرحلة بناء دولة, ومرحلة تحول ولانريد صراعا في هذا التوقيت فلا مانع من الاتصالات معهم سواء بطريق مباشر أو غير مباشر عن طريق وسيط. وردا علي طرحه بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين في صحيفة جيرزوليم بوست عما يتم في حالة اختطاف جندي إسرائيلي لداخل الحدود المصرية,وهل تجازف إسرائيل بالدخول إلي سيناء قال إن طبقا للمعاهدة وشروطها في الاتفاقيات الأمنية تقوم مصر بتحمل مسئوليتها في الوصول إليه وتأمينه وتسليمه لبلده لأن مصر دولة تحترم اتفاقياتها. وأكد الصالحي أنه لا يعتقد أن تجازف إسرائيل بالدخول في الاراضي المصرية فليس في صالحها حاليا الصراع مع مصر لأن الصراع سيتحول إلي عقيدة دينية وهم حاليا يخشون العالم الإسلامي. ومن جانبها..قالت الدكتورة عائشة راتب استاذة القانون الدولي والوزيرة السابقة إنه ليس هناك سبب يدعو لالغاء أو تجميد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وأضافت انه يجب إدراك اننا لانتعامل فقط مع إسرائيل لكن ايضا مع الولاياتالمتحدة المنحازة لإسرائيل التي لا تتمتع بصفة الحياد نظرا لتأثير اللوبي اليهودي علي السياسة الأمريكية. وأشارت إلي أنها لم تكن من مؤيدي المعاهدة في البداية عندما سألها الرئيس الاسبق أنور السادات لكنها وجدت فيها لاحقا بعد نظر منه وأيدتها. وقالت إنه ليس هناك ما يبرر ايجاد حالة عداء مع إسرائيل وإذا حدث العداء من جانبهم فإنه سوف يكون لكل مقام مقال. وكان دان ميريدور نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير المخابرات قد استبعد قيام بلاده بتوقيع أي اتفاقيات جديدة مع مصر إذا قررت الحكومة المصرية تعديل معاهدة السلام بين البلدين أو تجميدها. وقال ميريدور في مؤتمر صحفي أمس الأول إذا قررت القاهرة بشكل فردي تعديل معاهدة السلام مع تل أبيب فإن ذلك سيدفع إسرائيل إلي التشكيك في جدوي توقيع أي اتفاقيات أو معاهدة أخري مع جيرانها في المستقبل مادامت الاتفاقات لايتم احترامها. وأضاف أنه لا يري أي داع بالنسبة لكل من مصر وإسرائيل لتعديل معاهدة السلام التي خدمت كلا البلدين طوال30 عاما. وأكد تمسك إسرائيل باتفاقية كامب ديفيد قائلا:إن العقل وصالح البلدين يقتضيان التزام مصر وإسرائيل بمعاهدة السلام. واعترف بعدم وجود اتصالات بين إسرائيل والإخوان المسلمين في مصر. وفيما يتعلق بأوضاع الأمن في سيناء,أثارت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية علي لسان محللين عسكريين تساؤلات حول كيفية تدخل القوات الإسرائيلية في سيناء إذا ما تعرض أحد جنودها للاختطاف علي الحدود المصرية الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلي شعور إسرائيل المتزايد بالقلق إزاء ما وصفته باستمرار الفوضي الأمنية في سيناء وأنها تعيد تقييم رد فعلها عسكريا في حالة تعرض أحد جنودها للاختطاف واضطرارها لتعقب المهاجمين في سيناء. وأوضحت جيروزاليم بوست أن القلق الإسرائيلي يتركز علي هجوم محتمل عبر الحدود المصرية الإسرائيلية علي غرار ذلك الهجوم الذي وقع في أغسطس الماضي عندما اخترقت مجموعة من المسلحين المصريين الحدود ودخلوا إسرائيل وقتلوا8 إسرائيليين,مشيرة إلي أن الجيش الإسرائيلي وجد آنذاك دليلا علي ترتيبات عملية اختطاف لاحد الإسرائيليين. وتساءل المحللون عما سيقوم به الجيش الإسرائيلي في حال اختطاف أحد جنوده وأسره في سيناء, وما إذا كانت إسرائيل لديها نفس الحرية في التصرف وتنفيذ عملية عسكرية,مثلما يحدث عند اختطاف أحد جنودها علي أيدي حماس وأخذه إلي قطاع غزة, وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن أي اختراق إسرائيلي إلي سيناء سيعد انتهاكا للسيادة المصرية. وأشارت الصحيفة كذلك إلي قلق الجيش الإسرائيلي مما وصفته بحالة عدم الاستقرار المتزايدة في سيناء. ونقلت الصحيفة عن مصادر بالجيش الإسرائيلي مزاعم وجود إرهابيين من العراق وأفغانستان يعملون في سيناء بجانب إرهابيين فلسطينيين ومصريين, كما ادعت ايضا أن حماس اخترقت سيناء وأسست بها قواعد هجومية ومراكز لتخزين الصواريخ, وذلك في محاولة منها لحماية مواقعها من أي ضربات جوية. وزعمت الصحيفة أن إسرائيل طلبت من الحكومة المصرية زيادة جهودها لاستعادة النظام والأمن في سيناء. وأشارت إلي أن إسرائيل وافقت علي نشر الجيش المصري ثلاثة كتائب في سيناء, وذلك علي الرغم من نجاحها المحدود في وقف أنشطة الإرهابيين بها. وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن تهريب الأسلحة إلي غزة قد تزايد بنسبة20% مشيرة إلي أن الأسلحة المهربة تضم أسلحة متطورة تم تهريبها إلي مصر عبر الحدود الليبية من مخازن السلاح في ليبيا مثل صواريخ روسية أرض جو المحمولة علي الكتف. ونوهت الصحيفة ايضا إلي نشاط حفر الانفاق علي الحدود المصرية مع غزة موضحة أن هناك انفاقا يمكنها تهريب سيارات إلي غزة. حيث يتم تهريب نحو40 سيارة اسبوعيا إلي داخل القطاع من بينها سيارات هامر ولاندروفر,وذلك طبقا لاحصاءات الجيش الإسرائيلي. من ناحية أخري,أعلن الجيش الإسرائيلي أمس العثور علي عبوة ناسفة في القطاع الشمالي من الحدود الإسرائيلية المصرية صباح أمس. ووفقا للإذاعة الإسرائيلية,فقد رصدت قوات إسرائيلية آثار تسلل في المنطقة نفسها أمس الأول,ثم لاحظت شخصا ترك حقيبة بها العبوة الناسفة ولاذ بالفرار. وقالت مصادر عسكرية إن الحادث يدل علي الجهود المستمرة من جانب عناصر إرهابية لارتكاب اعتداءات في تلك المنطقة. وأوضحت مصادر إسرائيلية أنه تم إبلاغ الجانب المصري بالحادث.