يتواصل مسلسل الدم فى سوريا على أيدى قوات النظام السورى وبالأخص فى حمص التى تتعرض الى أبشع أنواع التنكيل من قبل قوات الأسد وقد لقي صحفيان غربيان مصرعهما بمدينة "حمص"، التي تتعرض لقصف عنيف وحصار مشدد من قبل القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، لليوم ال17 على التوالي، فيما أفادت مصادر بالمعارضة السورية بسقوط ما لا يقل عن 22 شخصا في مختلف المدن السورية اليوم الأربعاء. وأكدت صحيفة "صنداي تايمز"البريطانية مقتل مراسلتها ماري كولفين في سوريا اليوم الأربعاء، ونعى رئيس تحرير الصحيفة، جون ويزرو، الصحفية القتيلة بقوله:"لقد كان لديها إيمان عميق بأن كتاباتها يمكنها أن تقلص من عمر الحملة الوحشية التي يشنها النظام، وأن تلفت نظر المجتمع الدولي للبدء في تحرك ما." وكانت كولفين قد تحدثت بأسى، عشية مقتلها، عن مشاهدتها لصبي صغير يلفظ أنفاسه بعدما اخترقت شظية صدره بعد تعرض بيت أسرته للقصف. وفي العاصمة الفرنسية باريس، أكد وزير الخارجية، آلان جوبيه، مقتل الصحفي ريمي أوشليك، البالغ من العمر 28 عاماً، نتيجة قصف على مركز صحفي في حمص، ليعد ثاني صحفي فرنسي، وثالث صحفي غربي يلقى مصرعه في ذات المدينة، والرابع في سوريا. وكان الصحفي الفرنسي، غيلس جاكيه، قد لقي مصرعه، في يناير الماضي، كما أُصيب آخر هولندي، في هجوم بقذائف "المورتر"، استهدف مسيرة نظمها مؤيدون لنظام الأسد في حمص، وأدانت الخارجية الفرنسية الهجوم ووصفته ب"العمل الجبان." ومؤخراً، لفظ مراسل صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية، أنطوني شديد، أنفاسه أثناء تواجده في شرق سوريا، إثر تعرضه لأزمة "ربو" وترزح مدينة حمص، منذ نحو ثلاثة أسابيع لقصف متواصل، وباتت تعاني من وضع إنساني وصف ب"الكارثي"، وسط دعوات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ل"هدنة إنسانية"، للسماح بنقل المعونات إلى المناطق المتضررة من العنف. وفي أحدث حصيلة لضحايا المواجهات مع قوات الأسد، أفادت "لجان التنسيق المحلية للثورة السورية"بسقوط 22 قتيلاً على الأقل اليوم الأربعاء، من بينهم 19 قتيلاً في حي "بابا عمرو" بحمص، بما فيهم الصحفيان الغربيان، بالإضافة إلى قتيلين في إدلب، وقتيل آخر في حلب. وفى سياق متصل قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني راكان المجالي إن بلاده سجلت دخول نحو 73 ألف لاجئ سوري إلى أراضيها منذ إندلاع الانتفاضة السورية ضد حكم الرئيس بشار الأسد في شهر مارس الماضي. وأضاف المجالي إن الأردن "استقبل هذا العدد من اللاجئين غير أن الحديث عن افتتاح مخيم للجوء هو أمر في غاية الحساسية،" لافتا إلى أن عمان لم تبحث للأن قضية سحب السفير الأردني من دمشق. وجاءت تصريحات المجالي اليوم الأربعاء على هامش اللقاء الأول للفريق الأوروبي الأردني الذي يعقد في منطقة البحر الميت، والذي تطرق إلى الأزمة السورية. وأضاف الوزير الأردني:"لا حديث عن افتتاح مخيم ولا أحد يعرف إلى أين ستؤول الأوضاع في سوريا..هناك نظام قوي وهناك معارضة كبيرة وحالة شعبية عامة وإن حصل هناك تصعيد لن يكون في سوريا بل في حوض سوريا." من جهتها، قالت ممثلة السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، إن هناك عمليات تحول كبيرة تجري في المنطقة وأن معاناة الشعب السوري ما تزال مستمرة. وأضافت أشتون خلال كلمة افتتاحية في اللقاء أنها تتواجد "هنا اليوم وهي تفكر بما يعانيه الشعب السوري،"مشيرة إلى أن "مشاركة الاتحاد الأوروبي في دعم التغيير في الأردن"يأتي ضمن رسالته لدعم التغيير في المنطقة التي تشهد حالة من عدم الاستقرار. وأشادت أشتون بقيام الأردن بالإصلاحات السياسية دون اللجوء إلى العنف، معتبرة إياه نموذجا للتغيير "دون فوضى،"قائلة إن الأردن لديه فرصة كبيرة لتحقيق الإصلاح. ويعد الاجتماع هو الأول للفريق الأوروبي الأردني، ويأتي تزامنا مع مرور عشر سنوات على الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي والأردن لدعم الشراكة البينية، بما في ذلك تقديم الدعم الاقتصادي والسياسي للبلاد.