- اللعبة مع الحكومة تحولت لفيلم "كرتون" وفئات الشعب تطالب النظام بالرحيل - الاخوان وكفاية مؤثران فى الشارع ومبادرة "هيكل"مغازلة للأمريكان والأقباط - انسحبنا من حملة ضد التوريث بسبب زيارة أيمن نور ونافعة والغزالى لأمريكا
فتح الكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل النار على النظام، ووصفه بأنه دمر مصر، وأنه وراء تراجعها عن القيام بدورها فى المنطقة، مشيرا الى انه يرفض التوريث والتطبيع من الامريكان والاسرائيليين، وقال: "هذا هو سر العداء بيني وبين النظام". وتوقع قنديل فى حواره ل"مصر الجديدة" أن يشهد العامين القادمين موجات من الاضطرابات والاعتصامات فى البلاد لاجراء الانتخابات البرلمانية التي سيتم تزويرها لصالح الحزب الوطنى، والانتخابات الرئاسية وما يحوم حولها من شبهات للتوريث علي حد قوله. وقال قنديل: إن المشاركين فى الانتخابات الرئاسية القادمة مجرد كومبارس للنظام، وأن اللعبة تحولت الى فيلم كرتون، لافتا الى ان حركة كفاية تراجعت عن مواقفها مع الحملة المصرية ضد التوريث بسبب زيارة أيمن نور وحسن نافعة والغزالى حرب لامريكا، واعتمادهم عليّها والاستقواء بها. وطالب بإنشاء ما يسمى بالجمعية العمومية للشعب تتكون من نواب المعارضة الحاليين والسابقين ومن شخصيات عامة ومفكرين ومهنيين وقادة أحزاب لاختيار رئيس بديل فى حالة توريث الحكم. وأشار إلى ان جماعة الاخوان المسلمين وحركة كفاية قوتان مؤثرتان فى الشارع السياسى المصرى. وفى الحوار كثير من الطلقات النارية التى أطلقها عبد الحليم قنديل منسق حركة كفاية- باتجاه النظام والحكومة.
*فى البداية ... أين تتجه مصر كوطن؟ ** يمكننا القول ان مصر ذاهبة الى عامين هامين وحازمين فى تاريخها الحالى، وهما 2010 و 2011 ، لما هو منتظر أن يجرى بهما ومدى تأثيره فى تاريخ البلاد لسنوات طويلة قادمة، وإذا – لاقدر الله – انتهى الامر الى التمديد للاب او التوريث للابن فهذا معناه ان مصر ستظل فى محنتها وستتفاقم هذه المحنة ويتم تكريس فكرة تواجد عائلة ملكية جديدة بعد إلغاء نظام عائلة محمد على .. الفكرة الأساسية اننا نعيش مناخا سياسيا ضارًا بالبلاد، أحط من مكانتها وأذل أهلها، وأدى الى انتشار البطالة والفقر وأدى الى مخاطر على المجتمع المصرى وتماسكه ، وأصبحت هناك بعض الافراد تتململ بالتواجد والارتباط فيه من واحة سيوة الى سيناء، فأصبحنا بصدد مخاطر تفتيت الوجود المصرى بعد تراجع مكانتها.. المخاطر لم تتعلق فقط بسوء المناخ الاقتصادى والسياسى بل وتعدت الى مصير البلاد ذاتها وتماسكها التاريخى فأصبح حلم الجميع ترك مصر. * ما هى أهم السيناريوهات الاخرى التى بخلاف التمديد أو التوريث؟ ** نحن نضع حساباتنا على أسوأ السيناريوهات والاحتمالات وهو سيناريو التمديد للاب أو التوريث للابن.. فمصر أصبحت لا تحتمل، فهو السبب الرئيسى وراء ظاهرة الألم والقلق الطافى على السطح خلال الخمس سنوات الماضية.. قلق سياسى واجتماعى، فأصبحت هناك الان أصوات لم تكُن فى يوما ضمن مقاعد المعارضة ، فمصر بجميع رجالها وعقولها وشبابها لديها صرخة ضد النظام القائم تطالبه بالرحيل، ولكن لا يمكننا القول بأن مصر بكل هذا القلق الذى يعتريها، الآن الطرق أو السيناريوهات البديلة واضحة أمامها.. فقد أصبحت الفكرة على سيناريو موحد فكرة خيالية ومثالية أيضًا خاصة فى ظل تزايد تلك حالات القلق، لان الفرق بين القلق والحركة السياسية والاجتماعية هو أن القلق اعمى بطبعه، أما الحركة السياسية واعية للحظة، والقلق الموجود بمصر يمكنه ان يتحول الى حركة، ويستوجب ذلك أن نضع له برنامجًا او خطة طريق استرشادية.. وخطتنا الاسترشادية المستمدة من دورنا فى حركة كفاية وكمشاركين فى تأسيس هذا القلق على النحو التالى: أولا "المقاطعة"، ثانيا "البديل"، ثالثا "العصيان" ، وما نعنيه بالمقاطعة هو ان الوضع تغير كليا وأصبح الان بعد تعديلات الدستور التى جرت صوريًا فى 26/3/2007 الى انتهاء قصة الانتخابات فى مصر، فقد انتقلنا من فكرة تزوير الانتخابات الى تشكيل الانتخابات، واللعبة كلها تحولت الى فيلم كارتون، فأبسط مبدأ اخلاقى وسياسى بعد كل ما جرى بمصر من تزوير للدستور وكل مشاهد انتخابات الشورى والشعب والمحليات حتى لو كنت غير واثق من امكانية التغيير- هو مقاطعة ذلك المنكر، والا تُضفَى عليه اى نوعية من أنواع الشرعية المفتعلة تشارك فى اغتصاب مباشر للسلطة، هذا ما نعنيه بعنواننا الاول "المقاطعة" .. فلم نكتفِ بوضع العنوان : "نحن شركاء فى كيان أوسع يسمى ائتلاف المصريين من أجل التغيير" يضم تقريبا أغلب عناصر يسار البلد، بالاضافة قومية واسلامية وغيرها والذى جرى الدعوة اليه فى 4/4/2009 حتى قبل ان نصل الى هذه النقطة، وطرحنا فكرة المرحلة الانتقالية لمدة سنتين فى تجارب محايدة تنطوى على عدة اجراءات اجتماعية ووطنية وديمقراطية تنتهى بوضع وإعداد دستور جديد للبلاد عبر جمعية تأسيسية محددة، ولكى نصل الى هذه المرحلة الانتقالية يلزم إنهاء الوضع القائم، فالمقاطعة هى رقم واحد فى خطة انهاء هذا الوضع القائم، ثم رقم اثنين هو البديل وهذا هو جوهر الخطة. وأما ما نعنيه بالبديل فهو ان الامر بالنسبة للانتخابات الرئاسية مختلف عن الامر بالنسبة للانتخابات البرلمانية، فالفرق الحاسم بينهما أن الانتخابات الرئاسية مقيد فيها حق الترشيح الى حد المنع ، ومن ثم فلا يمكن تقديم منافس جدي على منصب الرئاسة لأن اللعبة مصممة طبقا للمادة 76 من الدستور بحيث تكون اللعبة لرجل واحد، بالاضافة لعدد من "الكومبارس" يشاركون فقط ليضفوا شيئا من الجدية المفتعلة على فيلم كارتون .. البديل هنا نعنى به خلق بديل رئاسى من خارج النظام الانتخابى.. * كيف؟ .. أقترح إنشاء ما يسمى بالجمعية العمومية للشعب المصرى عن طريق أربعة موارد هى: نواب البرلمان المعارضين حاليا والنواب السابقين، والمورد الثانى من الشخصيات العامة من الكُتّاب والمفكرين وقادة الرأى العام والمهتمين المعارضين، والثالث قادة الاحزاب والحركات السياسية الذين يريدون الانضمام الى الجمعية العمومية. والمورد الرابع قادة الاعتصامات والاضطرابات الاجتماعية والنقابات الموازية، ومن مجموع هؤلاء أتصور انه يمكننا تشكيل هيئة من 500 شخص لها مصداقية شعبية ومعبرة عن الشعب المصرى من خلال انتخابات أجراها النظام بنفسه ، ومن خلال التأثير السياسى والمعنوى عبر نشاطاتهم العامة وحركتهم داخل المجتمع. ومن خلال هذه الهيئة نختار من بينها مجلس رئاسة أو رئيس بديل بمعنى اختيار شخص واحد أو عدة أشخاص بحيث يمكننا الانتقال من نظام معارضة الى نظام شعبى بديل ينازع النظام الحاكم بالشارع ويهدد وجوده، وهذا يفتح الباب للنقطة الثالثة – من الخطة – تحت عنوان "العصيان السلمى" فمع وجود هذا النظام البديل المنازع له فسهل عليك العصيان السلمى بعدة أساليب منها جمع توقيعات بمئات، ومنها الخروج للشارع فى اعتصامات واضرابات فى حملة ضغط سلمى تجبر مبارك على التنحى وتسليم الحكم لهيئة منتخبة. تلك الخطوات الثلاثة للخطة وهى المقاطعة والبديل والعصيان السلمى جوهر "تكتيك" عملها هو فكرة "البديل" المقصود به ادارة حملة ضغط شعبى خلال سنتين حاسمتين جميع أضواء العالم مسلطة على مصر فيهما لمتابعة ما يجرى بهما ويد النظام مجبرة – ولو ديكوريا على الاقل – أن تكون مغلولة لأنه يريد أن يجرى انتخابات يطفى عليها شرعية زائفة، لذا فيجب ان نستغل نقطة الضعف هذه لادارة حملة رفض سلمى تجبر مبارك على التنحى وتسليم البلاد الى المرحلة الانتقالية التى سبق وأوضحتها.
* ما مدى اختلاف تلك الخطة وسيناريو "البديل" عن اقتراح الكاتب محمد حسنين هيكل بدعوته لتشكيل مجلس أمناء للحكم؟ يختلف فى عدة نقاط واضحة من أهمها: أنه من الواضح أن اقتراح هيكل موجه الى الرئيس مبارك، ونحن لا نتوجه الى مبارك بشيء لأننا لا نعترف بشرعيته، ومنذ البداية فى تعليق كتبته شخصيا برغم أننى ممنوع من الكتابة داخل مصر، فنشر بجريدة القدس العربى تحت عنوان "عن هيكل وعمرو موسى" وقلت: إنه اقتراح معبر عن قلق حقيقى ولكنه اقتراح موجه الى العنوان الخاطئ ولن تتم الاستجابة له. والفارق الثانى هو أن هيكل يطرح أيضا فكرة المرحلة الانتقالية التى نطرحها نحن ولكننا لا نطرحها فى ظل النظام السياسى الحاكم الذى يفترض هيكل طرح فكرته فى وجوده. والخلاف الثالث أنه يطرح مرحلته الانتقالية فى وجود نفس الحكومة الحالية اى بنفس الوجوه التى تسبب نفس السياسات والأوضاع التى يعانى منها المصريون، بينما نحن نقترح فترة انتقالية سياسية اجتماعية وقومية ووطنية مغايرة تماما وببرنامج محدد ومختلف. أما الخلاف الرابع فيقترح هيكل فيما يخص التسميات الحكومة أشخاصًا يتصور أنه يخطب بهم ود بعض الجهات فهو يقترح المهندس رشيد محمد رشيد على سبيل المثال كملياردير من مليارديرات النهب العام وكمقرب من الأمريكيين، افترض هيكل بأنه سوف يخفف من معارضة الامريكان لمثل هذا السيناريو، ويطرح يوسف بطرس غالى على فرض انه يطرح بأنه يقيم توازنا شخصيا بطرح مصرى قبطى فى اللعبة مقابل اقتراحه لأسماء من التيار الاسلامى فيما تقدم به من مقترح لمجلس أمناء الدولة والدستور. فالاستاذ هيكل أراد ان يقيم توازنا شكلانيًا جدا نقطة الخطر والخطأ فيه أنه معتمد على منطق ناصح للنظام السياسى الحاكم، بينما النظام تجاوز حاليا المقدرة على تقبل النصح، فهو نظام معلق بلا قواعد سياسية أو اقتصادية او اجتماعية فوق "خازوق" أمنى متضخم ومتورم، فقوات الامن الداخلي ثلاثة أضعاف حجم الجيش، تلك الطبيعة الامنية للنظام وتآكل القواعد الاجتماعية والسياسية خلقت عند رأس النظام "تناحة" اجتماعية فاقت "التناحة" العقلية، ففكرة الاستجابة لنصيحة لديه أصبحت غير ذات موضوع، فهو لا يسمع ولا يقرأ ولا يستجيب ، وانما احترف النظام موقع "الرفس" فى الصحافة والإعلام وغيرهما مما ينتهجه من خلال جهازه الأمنى، والذى لا يملك غير فكرة الضرب، والضرب مستخدمٌ حاليا فى كل المواقع وفي كل المجالات حتى فى الصحافة عبر بعض رؤساء التحرير، فهم غالبا ما أمنيون، عدد كبير منهم مرتبط بجهاز مباحث أمن الدولة.. فهنا فكرة نصيحة هيكل مفرغة من مبدأها لان النظام لا ينتصح. فنحن ندرك جيدًا حقيقة استبعاد اى محاولة للإصلاح فى ظل النظام القائم، ولا يتم اى اصلاح جَدّي إلا بالإنهاء السلمى أو القدرى لهذا النظام الذى أصبح أشبه بحالة معينة فى علم التشريح طبيا تسمى "التيبس الرّمّى" والتى تعنى تيبس أطراف الجثة بعد فقدها كل دلائل الحياة والروح، حتى لو كان الميت قابضًا قبضته فلا يمكن فردها ثانية، فالنظام قابض الآن قبضته الامنية وتجمد على ذلك الوضع. ألا تخشى أن تسحب "الحملة المصرية ضد التوريث" البساط من تحت قدم حركة "كفاية"؟ أولا لا يمكن للحملة المصرية ضد التوريث ان تسحب البساط من تحت حركة كفاية، فهناك فوارق كبيرة بينهما أهمها فارق جوهرى وهوأن "كفاية" مكمن القوة لديها العودة للحركة داخل الشارع، وهى التى صنعت كفاية ووجودها، الحملة بطبيعتها لا تستطيع النزول للشارع ففضلا عن أنها حركة نخبوية بتكوينها فهى تضم عناصر يمينية بطبعها التى سبق ان جُربت فى تشكيلات خلال الخمس سنوات الاخيرة ،فكثير منهم كان عضوا فى تشكيلات ذابت واختفت.. فمن هنا يُستبعد سحب البساط من تحت "كفاية"، فنحن لا ننكر ان حركة كفاية بدأت كحركة نخبوية ولكن أذكر فى الاجتماعين أو الثلاثة التى حضّرتهم الحملة طلبت من المشاركين ان يشاركوا حركة كفاية فى دعوتها الى تجمع احتجاجى يوم 12/12/2009 الساعة 12 أمام نقابة الصحفيين فى الذكرى الخامسة لاول مظاهرة مصرية ضد التمديد والتوريث– وهذا العيد الخامس لكفاية – لاننا فى كفاية نستهدف النزول الى الشارع واستنهاضه للمشاركة عبر تصورات وطنية وسياسية واجتماعية واضحة. ولكن النقطة المفصلية فى الحملة ضد التوريث بطبيعة مؤسسيها بعد وجود كفاية بالذات لن تنزل إلى الشارع، وهذه كانت إجابتهم على طلبى ، فقد اشترط احدهم شرطا تعجيزيا حينما رد على قائلا: عندما يصبح لدينا مليون شخص سوف ننزل بهم، فهنا علق مبدأ التحرك على شرط عينى.. فالخشية غير قائمة إطلاقا.
* أفهم من كلامك أن حركة كفاية دخلت مرحلة النضوج السياسى؟ النضوج السياسى مطلوب لانه لم يعد كافيًا لا للتمديد ولا للتوريث فقط ، فنحن فى البداية كنا نعرف ما نطلب، وهذا أصبح الان غير كافٍ ولكن كفاية اليوم تعلم ما تريد بوضع تصور وتصميم ومهام بالغة التحديد لما نريد ان يجرى خلال المرحلة الانتقالية التى تبنتها جميع الآراء والجهات المعارضة للنظام كلٌّ بأسلوبه اخذا عن كفاية. فعلى سبيل المثال نحن من الشركاء التأسيسيين ل"الائتلاف الوطنى من أجل التغيير" وقد دعونا خلال اجتماعاته كافة القوى والاحزاب السياسية الى مقاطعة الانتخابات البرلمانية إلا إذا توافرت عشرة شروط منها تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية فى افتتاح الدورة البرلمانية– يعنى كفاية تفكر قبل الجميع – وتحركنا بتلك الوثيقة وزرنا بها كافة الحركات والقوى السياسية بما فيهم جماعة الاخوان المسلمين، وكانت الإجابة الواضحة التى تقدمها تلك الوثيقة ان من يشارك فى تلك الانتخابات إنما هو يشارك تزييف الوجود الشرعى للنظام، فضلا عن اننا تقدمنا بمشروع متكامل لقانون "مباشرة الحقوق السياسية" لكى يتقدم به بعض النواب فى افتتاح الدورة القادمة وسوف تعلن الوثيقة والقانون قريبًا. * ماذا فعلت كفاية خلال الخمس سنوات المنصرمة من عمرها لكى ترتبط بالشارع وتصبح حركة شعبية؟ قلت لك أنا لا أنكر أن "كفاية" بدأت كحركة نخبوية، وهذا ليس عيبًا، فالنخب نخبة صالحة ونخبة فاسدة ، ونحن لسنا نخبة فاسدة ، وإنما نحن نخبة وطنية ديمقراطية رديكالية، ولظروف عديدة مرت بالبلاد أدت الى انقطاع فى شبكة المواصلات بين القوى السياسية والاجتماعية، وفكرة ارتباط كفاية لدى قيادتها بالشارع مرتبطة بفكرة الالهام، بمعنى أننا نحاول إلهامه ما يجب ان يكون ليعرف ما يريد وما يحتاج، وانعكس ذلك فى الحركات الاحتجاجية والاعتصامات الفئوية والمهنية الناشئة اليوم بشكل مستمر. * هل تأمل فى يوم من الايام أن تصل كفاية الى قوة وحجم تأثير جماعة مثل جماعة الاخوان المسلمين؟ "شوف"، مصر اليوم بها قوتان مؤثرتان لا يستطيع أحد إنكارهما هما حركة الاخوان المسلمين وحركة كفاية.. و"كفاية" محدودة ماديا جدًا ولكنها كقوة معنوية هائلة والاخوان قوة ميدانية كبيرة ولكنها موهومة بحالة من التردد اللانهائى.. وخطتنا ان نصل بالقوة المعنوية لدينا الى القوة الميدانية لديهم ، ولكن يعيقنا دائمًا تردد الاخوان الدائم والغير موضوعى، هذا ما وتّر العلاقات بيننا. ولكن دعونا ندرك ان مزاج كفاية فى تغيير واصلاح المجتمع هو ذاته المزاج العام للمجتمع والمعبر عنه، بينما الاخوان يعبرون عن الحزب اليمينى الاساسى للبلاد بطبيعة الحال. * لماذا تركتم كحركة كفاية الانضمام الى الحملة المصرية ضد التوريث؟ نحن نظرنا الى الحملة بكونها نشاطا نوعيا، لذلك شاركنا بحسن نية منذ البداية وشاركنا فى اجتماعاتها الاولى فى الوثيقة التأسيسية لها، وأكدنا على افكارنا الاساسية خلالها وطرحنا أربعة أفكار: أولا ان التمديد لا ينفصل عن التوريث، فقلنا : ان التوريث ليس شرطًا ان يكون للابن وإنما سحبنا معناه الى اى شخص فى النظام القائم. ثانيا أردنا اقتصار الدعوى على المصريين بالداخل دون المصريين بالخارج الذين لا نعرف عن مصالحهم أو أدوارهم او علاقاتهم شيئا، فبعضهم مرتبط بتنظيمات مشبوهة. ثالثا أننا ربطنا ربطا وثيقا بين العداء للنظام القائم داخليا والعداء للنظام الامريكى والاسرائيلى بالخارج، لاننا نعتبر ان وجود امريكا داخل مصر فى حالة "احتلال سياسى" وسفارتها بوسط العاصمة هى دار المندوب السامى، رابعا التأكيد على ان نشاط الحملة هو نشاط نوعى لا يتعارض مع اى كيان آخر وبعد وضع هذه الضوابط التى كنا نظن انها كافية لضبط الخطى، وقبل ان يجف حبر الوثيقة تمّ نقض البند الخاص بربط العداء بين النظام القائم والعداء الامريكى، وتم اجراء اتصالات ونشاطات مع امريكا وما أشيع وتردد عن أنباء زيارة بعض المجتمعين لامريكا وسفارتها بالقاهرة، ونحن لا يعنينا سفر أيمن نور أو غيره، فالسفر فى حد ذاته من حقوقه كشخص دستوريا وقانونيا ، وانما ما همنا هو التأكيد على عدم التواصل مع السياسة الأمريكية بدءًا من السفارة الامريكية بالقاهرة وحتى الادارة بالبيت الابيض؛ لان امريكا ليست جمعية خيرية ، وهى معادية لتطور الديمقراطية فى مصر، وهى التى تساعد النظام القائم داخليا، فلا يمكننا مواجهة نظام عميل للامريكيين بمساعدة الامريكيين. وحين أعلن عن زيارة أيمن نور وردت إلينا وثائق هذه الزيارة ، هنا لزم علينا فحص هذه الوثائق من دعواتٍ كانت موجهة إليه من الادارة الامريكية ذاتها، وليس من هيئات شعبية مختلفة كما أشيع .. وفى الاجتماع الاخير الذى عقد بمقر حزب الجبهة الخميس الماضى، وجدنا أربعة دعوات موجهة إليه مما يسمى "ائتلاف المصريين من أجل التغيير" فى الخارج المشكل من بعض المنظمات من بينها منظمة سعد الدين ابراهيم وأقباط المهجر، وكلنا يعلم من هو سعد الدين ابراهيم من تهويلات امريكية ودعم أمريكى مشبوه، دعونا نقلب هذه الصفحة فقلبناها. دعوة أخرى من "مجلس العلاقات الخارجية" ومعروف أنه من أكبر مراكز أمريكا بالولايات المتحدة وثيقة العلاقات بجميع الدوائر الامنية والادارية بأمريكا، ودعونا من هذه الصفحة أيضا، ولنقلب لنجد دعوة من "كرنين" وهو مركز أمريكى آخر مريب المنشأ، لنصل الى الصفحة الرابعة ونجد دعوة موجهة مما يسمى "NID" وهذا اختصار لهيئة امريكية تسمى "هيئة الوقف القومى الامريكى" وهى هيئة تابعة اداريا للكونجرس الامريكى، ومواردها من الخزانة الامريكية مباشرة.. هذه الدعوة الاخيرة لا تقبل لاى تأويل أو تسويف عن نية الاعتماد على التمويل والاستقواء بأمريكا، والتى وجدتُ فيها قولَهم لأيمن نور إننا دعوناك للتحدث عن الاصلاح والتحرك الديمقراطى الذى ينشط بالوطن العربى والذى بدأ بهزيمة الاسلاميين بلبنان والسياسات الناجحة فى العراق وأفغانستان. عند هذه النقطة من الحوار والمواجهة بينى وبين أيمن نور فوجئت برده على بأن لغته الانجليزية ضعيفة ولم يفهم نص البرقية. يعنى ايه.. المهم انا قلت: فلنتمسك بالقاعدة الفقهية التى تبرر "العذر بالجهل " فالرجل "مابيعرفش انجليزى وما كانش فاهم".. رغم ان البرقية مكتوبة باللغتين العربية والانجليزية. المهم قلت لحسن نافعة عليك ان تصدر بيانا عن الحملة تؤكد على أن من بين مبادئ الحملة عدم الاتصال السياسى بأى كيان يعبر عن الادارة الامريكية، فكانت المفاجأة بالنسبة لى حيث أكد لى عدم إمكانيته اصدار مثل هذا البيان؛ لانه ذهب الى السفارة الامريكية وقال أيضا: ولو وجهت لى الدعوة لزيارة أمريكا فسوف أذهب ملبيا الدعوة، والمفاجأة الأخرى ان الدكتور أسامة الغزالى حرب وكان يجلس بجوار حسن نافعة قال نصًا: "وأنا لسة جاى حالا من السفارة الامريكية" فكان ردى المنطقى عليهم: "ياللا بينا ننقل الاجتماع لمقر السفارة الامريكية". فهنا قضي الامر وانتهى .. لاننا منذ تأسيسنا كحركة كفاية فى حرب شعواء مع المنظمات والكيانات الامريكية داخل وخارج مصر، فنحن نصرّ على ربط العداء بين النظام العميل لامريكا بالداخل والعداء للادارة الامريكية والاسرائيلية، لأنهما وجهان لعملة واحدة لا يفترقان، وهذه بالنسبة لنا "قضية مقدسة" من الثوابت، فقلنا إن الحملة لا تتسع لنا ولجماعة أمريكا، فإما نحن وإما هم، وكانت النتيجة خروجنا من الحملة.