مصر إلى اين ؟! ومن أين تستمد قراراتها ؟! وممن ترسم خطاها ؟ ومن الذى يحدد المستقبل القادم ؟ هل هو المجلس العسكرى ؟ أم رئيس الوزراء؟ أم ميدان التحرير؟ أم الإخوان والسلفيين؟ . أسئلة فرضها الواقع السياسى فى الآونة الأخيرة وخاصة بعد تلاحق الأحداث المستمر والمتصارع ، وهذا ما يجعلنا نتسائل هذا التساؤل ... مصر إلى أين؟ ، فها هو أحمد شفيق الذى أعده المجلس العسكرى من أنزه وأشرف من تولى حقيبة وزارية فى عهد مبارك ولذا فقد لاقى إختياره رئيساً للوزراء قبولاً لدى الأوساط السياسية والشعبية ولم تمضى سوى أسابيع قليلة حتى تحول الرضا التام إلى سخط عام حتى آتى التحرير بعصام شرف محمولاً على الأعناق آخذاً على عهده تحقيق آمال وطموحات الشعب فى هذه الفترة الراهنة الحرجة ، وبالفعل قام الرجل بما يستطيع القيام به تجاه المواطن المصرى على قدر الإمكانات المتاحة ، ولكن وفجأة أيضاً إنقلب التحرير على شرف وحكومته وعاد 25يناير مرة أخرى ولكن هذه المرة إختلفت الميول والأهواء ، ففى 25يناير كان هناك شبه إجماع من المواطنين على الثورة وتأييدها ومباركتها ، أما فى ثورة نوفمبر فقد تباينت الآراء واختلفت ما بين مؤيد ومعارض ، فالمؤيدون يقولون أنه لن يحقق طموح المصريين لذا يجب ان يرحل هو والمجلس العسكرى والمعارضون يرون أنه يجب الإنتظار حتى يتحقق الجدول الزمنى الذى وضعه المجلس العسكرى للإنتخابات وبعدها يتم تشكيل حكومة مصرية مخلصة وبالفعل شعر مجلس الوزراء ورئيسه بالحرج فتقدموا بإستقالاتهم أكثر من مرة إلى المجلس العسكرى والذى قبلها مؤخراً ودارت بعد ذلك عدة تساؤلات من يخلف عصام شرف هل يتم إختيار رئيس وزراء آخر أم حكومة إنقاذ وطنية وأخيراً تم إختيار المجلس العسكرى للدكتور كمال الجنزورى الذى دارت حوله العديد من الآراء بعد إختفاء عدة سنوات على الساحة السياسية عاد كمال الجنزورى للأضواء عقب قيام الثورة المصرية لكنه تصدر المشهد السياسى عقب اختياره كثالث رئيس وزراء بعد الثورة ... إختيار فتح عليه أبواب النار والتهكم ، فالكثيرون يرونه إعادة إنتاج لنظام مبارك فقد كان أحد رجال منظومته وآخرون يتذكرون ماضيه وأنه قد نحى عن منصبه أو بالأحرى أجبر على الإستقالة لأنه كان يود أن يرى مصر قطعة من أوروبا ويتذكر له المصريون خاصة الموظفون أنه صاحب الفضل فى قانون علاج الرسوب الوظيفى بل أن البعض أسمى هذا القانون بقانون الجنزورى ، وطرحت التساؤلات التى يقول بعضها كيف يكون رئيس وزراء ثورة الشباب رجل قارب على الثمانين .. مآخذ دعمتها بعض السلبيات التى لازمت عصر الجنزورى كالمشروعات الضخمة التى لم تأت بنتائج ايجابية على المواطنين مثل مشروعي توشكى وشرق العوينيات .. آراء يؤكدها بعض شباب الثورة. يقول أحمد على طالب نحن نرفض الجنزورى أن يأتى على الحكومة الجديدة حكومة الإنقاذ الوطنى بكامل الصلاحيات فكيف ذلك وهو من فلول النظام السابق ، وأضافت سماح على طبيبة الجنزورى شخص ليس عليه غبار ومحنك سياسياً لكن من المؤكد انه يوجد شىء خفى لأن المجلس العسكرى قام بإختياره ، واستكمل محمد إبراهيم مدرس كمال الجنزورى مكث بعيداً عن السياسة لفترة بين 14أو 15 عام ولم يدافع عن حقه فكيف يعود لها على منصب رئيس للوزراء ؟ ، قال محمد حجازى مدرس كمال الجنزورى كان كرئيس جمهورية فى عهد مبارك كيف يصبح رئيس وزراء لحكومة ثورية بعد ثورة 25يناير بالإضافة إلى كبر سنه الذى يمنعه من القيام بأى دور إيجابى وتقاطعه هند محمد طالبة تعيين كمال الجنزورى رئيس لحكومة الإنقاذ الوطنى عناد من قبل المجلس العسكرى تجاه المتظاهرين الذين يريدون حكومة جديدة . ردٌ وصل إلى آخر مدى فى الاعتصام القائم أمام مجلس الوزراء لمنع الجنزورى من الوصول لمكتبه .. وعلى النقيض نسمع بعض الآراء التى ترحب بالجنزورى كرئيس للوزراء بل وصلوا لأكثر من ذذلك واستقلوا عليه هذا المنصب وأرادوه رئيساً للجمهورية كما قال خالد أحمد مدرس والذى أردف قائلاً أنه منذ عقد من الزمان كان يطلق على كمال الجنزورى "وزير الغلابة" نظرا لمعارضته لسياسة الخصخصة وخلافاته الشديدة مع مبارك والتى بسببها خرج مغضوباً عليه من الوزارة فأقل تقدير لشخصية مثل كمال الجنزورى أن يكون رئيساً لأعظم دولة فى الشرق ألا وهى مصر خاصة وأنه لم يركب الموجة فى أعقاب الثورة كسابقيه ولكن المنصب هو الذى سعى إليه ، تتفق معه فى الرأى نجوى أبو الخير مدير عام بل وتضيف بوصفه بأنه محنك سياسى وأستاذ فى الإقتصاد ، كما يتفق معها فى الرأى محمد عطية مرشح لمجلس الشعب معارضاً من ينكرون عليه كبر السن بأن الشيخ أحمد ياسين كان رجلاً مسناً بل الأكثر من ذلك كان قعيداً ومع ذلك كان هو محرك ودينامو الثورة الفلسطينية ضد الإسرائيليين والذى لم يجدوا مفراً من إغتياله إذن فالسن ليس عيباً وإلا ما كان عمرو موسى وهو يقاربه فى السن قد ترشح لرئاسة الجمهورية . وفى النهاية فما من شك أن مصر تمر بمرحلة خطيرة تتطلب تضافر الجهود من كافة أطياف المجتمع وفئاته سواء كانوا سياسيين أم أفراد عاديين حتى تمر مصر من أزمتها بسلام وتعود كسابق عهدها درة الشرق ومنارة العلم والإيمان والتقدم.