فى خطوة تأخرت تسعة شهور، دفعت فيها مصر الثمن غاليا، وفقدت خلالها الثورة الكثير، جاء تشكيل حكومة إنقاذ وطنى بقيادة الدكتور محمد البرادعى، كممثل للقوى الليبرالية، ونائبين له هما د. حسام عيسى، - أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميريكية - كممثل للتيار الاشتراكى والقوى اليسارية، والمهندس أبو العلا ماضى - رئيس حزب الوسط - وكممثل للتيارات الإسلامية. جاء ذلك التوافق الوطنى النادر، عبر محاولات بذلت على مدار الأيام القليلة الماضية بشكل مكثف، من جانب القوى والحركات الثورية التى طافت ميدان التحرير، من أجل توحيد الآراء والمواقف بين القوى والتيارات المختلفة، ما بين راديكالية ومعتدلة، وبمساعدة مستنيرين من النشطاء السياسيين والكتاب والمثقفين، على رأسهم الصحفى وائل قنديل ووالمثقف الكبير د. علاء الأسوانى ود. محمد غنيم - أستاذ الأمراض الباطنة بطب المنصورة.
وفيما تم الإعلان عن هذه الحكومة الجديدة من قلب ميدان التحرير ليلة أمس، باتت حكومة الجنزورى التى تم الإعلان عنها بالأمر المباشر من جانب المجلس العسكرى فى مهب الريح، فى ظل ما تواجهه من اتهامات بأنها جاءت على أسنة رماح العسكر، وأنها لا تمثل الشعب، كما أن الدكتور كمال الجنزورى نفسه، على الرغم من كونه قيمة سياسية رفيعة المستوى، إلا أنه يبقى محسوبا على النظام البائد، كواحد من الفلول.