دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الحكومة الأفغانية، وحركة "طالبان" الحاكمة السابقة إلى الانخراط في حوار جدي لإخراج البلد الذي مزقته الحروب المستمرة منذ عقود من النفق المظلم الذي دخلته، فيما حذر العراقيين قبل شهور من الانسحاب الأمريكي من البلاد من براثن الإثنية البغيضة، مؤكدا أن العراق يحتاج إلى عنوان واحد ولا يحتاج إلى عناوين شتى الشييي، والكردي، والسني، وغير ذلك. وقال الطيب خلال استقباله لوفد أفغاني ضم عميد كلية الشريعة بجامعة كابول وعميد جامعة البيروني وعميد كلية الشريعة بقندهار، إضافة إلي السفير الأفغاني بالقاهرة، يرافقهم سفير مصر بأفغانستان، إن "الأزهر الشريف يتابع بأسف وألم ما يدور في أفغانستان من صراع دموي لا يستفيد منه إلا أعداء الأمة الإسلامية". واكد أنه يدعو عقلاء الطرفين: الحكومة وحركة "طالبان" إلى فتح حوار جدي ومخلص وفوري للخروج من هذا النفق المظلم، وحث الشعب الأفغاني على إنجاح هذا الحوار والابتعاد عن العصبيات اللغوية والطائفية، والعودة بأفغانستان إلى دورها الريادي الذي عهدناه في تاريخنا الإسلامي المجيد. من جانبه، طلب الوفد الأفغاني إحياء التبادل الثقافي بين الأزهر وجامعات أفغانستان، كما طالب الأزهر بتخصيص منح دراسية للأفغان للدراسة بالمعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر. من جهة أخرى، طالب شيخ الأزهر، الشعب العراقي بضرورة السمو فوق القوميات وحذره من الوقوع في براثن الإثنية البغيضة، قائلاً إن العراق يحتاج إلى عنوان واحد ولا يحتاج إلى عناوين شتى الشيعي، والكردي، والسني، وغير ذلك. وقال خلال استقباله لوفد يمثل وزارة الأوقاف بكردستان العراق: "ينبغي أن تركزوا على الوحدة لا على الفُرقة، وأنا بالأمس أنكرت تقسيم المسلمين إلى أشراف وغير أشراف، أرفض بشدة هذا التقسيم فالمهم العمل والتقوى هي مقياس التفاضل". وحذر من خطورة تقسيم العالم العربي؛ فالأمر ماثل للعيان وعلي العلماء أن يجتمعوا تحت لافتة الإسلام، فهي اللافتة التي تقف بالمرصاد ضد كل من يعزف على الإثنية والقومية البغيضة، وهي التي تثبت أقدام المسلمين في بلادهم وتصون حرياتهم وتحمي وطنيتهم ومواطنيهم، وينبغي أن تتأكدوا بأن الغرب لا يعمل لمصالحنا، ولا يعنيهم إلا احتلال بلادنا ونهب ثرواتنا . وخاطبهم قائلاً: فأهلاً بكم بصفتكم علماء الإسلام، لا بصفتكم الإثنية، فالمطلوب التركيز والاعتزاز بالإسلام والإسلام وحده، أما الدعوات الجاهلية فينبغي أن ندوس عليها بالأقدام. وشكر الوفد جهود شيخ الأزهر في خدمة الإسلام والمسلمين كما ثمن جهود الرابطة العالمية لخريجي الأزهر. في سياق متصل، استقبل شيخ الأزهر وفدًا ممثلاً للوقف السني بالعراق، وأكد لهم أن أولى الأولويات في العراق الآن هي: ترتيب البيت الداخلي السني. ووجه الدعوة لرئاسة الوقف السني وعلى رأسها الدكتور أحمد عبد الغفور السمرائي، هيئة العلماء المسلمين في العراق وعلى رأسها الدكتور حارث الضاري للبدء في حوار جدِّيِّ من أجل توحيد الكلمة والعمل على إنقاذ أهل السنة والجماعة في العراق الأبي.