خالدعبد الهادى شاب مهووس بالتكنولوجيا بدأ يشكو فى الفترة الأخيرة من عوارض (النسيان) وقلة (التركيز) وضعف فى الرؤية رغم أنه لم يتعد ال 23 ربيعا، وهذا ما سبب ازعاجا غير عادى له ولعائلته.. للدرجة التى جعلته يذهب لطبيب مختص وبعد الكشف عليه جاءت الصدمة الكبرى حيث قال له الطبيب أنت مصاب ب (الايدز الاليكترونى) أو ما يعرف باسم (أعراض متلازمة ادمان الانترنت) فهل إدمان الانترنت هو عرض اليكترونى أم هو مرض للعصر، ولماذا يطلق عليه الخبراء اسم (الايدز الاليكترونى)؟.تقول الأبحاث عن مدمن الانترنت بأنه الشخص الذى يقضى أكثر من 30 ساعة اسبوعيا أمام شاشة الكمبيوتر، أى أربع ساعات على النت يقوم خلالها باللهو للتسلية وليس البحث أو تأدية الواجبات الدراسية أو الأعمال.شذوذ سوىيحلل الدكتور حسام إلهامى أستاذ الصحة النفسية الأبعاد النفسية لشخصية مدمن الانترنت بالقول إنهم يعانون من (الشذوذ السوى) حيث انقسام الشخصية بين ولع الإفراط فى الدخول على الشبكة والشذوذ عن القيم الدينية والمجتمعية وهو يعطى مثالا لالة تعامله معها واستطاع معالجتها، حيث استطاع علاج حالة مصابة بالشذوذ السوى، حيث يقول الدكتور إلهامى: القصة لزوجة وأم تعانى من سفر وهجر زوجها لها بالأسابيع، مما حدا بها لإقامة علاقات متعددة عبر الماسنجر والشات.ابتلاع اليكترونىيضيف الخبراء أن شباب وأطفال الانترنت أصبحوا مصابين بمرض آخر يدعى الابتلاع الاليكترونى حيث إن منصات الألعاب الاليكترونية والموبايلز واللاب توب ابتلعتم تماما.يؤكد الدكتور صلاح الدين عبد القادر (اختصاصى الصحة النفسية) خطورة الأمراض النفسية الاليكترونية على المجتمع، ويشير إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة لأمراض السيبرنتكس (أدوات الاتصال) مع العلم بأن أعراضها النفسية أشد وطأة وأكثر عددا من الأعراض الجسمانية. فهى المتهم الأول للإصابة بقلة التركيز والعنف والعدوانية والاكتئاب والاضطرابات المزاجية كالخجل والخوف الاجتماعى واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على التصرفات والقلق الدائم.كما يشرح الدكتور عبدالقادر بقوله: قد يرتكب الطفل الجريمة فى الواقع من دون أن يهتز له جفن، كما يصاب بأحلام اليقظة، ويتخيل أن الحياة العادية هى مرحلة من مراحل الألعاب الاليكترونية وأنه سيفلت من العقاب، بل إنه سيرتقى لأعلى مكافأة له على ما فعله، ويطلق علم النفس على هذه الأعراض مصطلح (المكاسب الثانوية) وهو المصطلح الذى يفسر فى واقع الأمر دوافع إقدام الأطفال والمراهقين فى المجتمع الأمريكى، مثلا على جرائم قتل زملائهم أو أساتذتهم، حيث يستعير الطفل أوالصبى المراهق شخصية البطل الاليكترونى ليتقمصها على أرض الواقع من دون أن يشعر بالذنب، مع عدم استطاعته مواجهة الآخرين فى المواقف الاجتماعية المختلفة، حيث يعانى هذه الفئة من الأطفال والمراهقين من التفكك الأسرى.