قال عبد العزيز راغب شاهين استاذ الانثروبولوجيا بمعهد البحوث والدراسات الافريقية بجامعة القاهرة ان اسرائيل تستغل الصراعات الاثنية في القارة الافريقية لتحقيق سياساتها في منطقة حوض النيل بهدف فتح الجبهة الشرقية من افريقيا امام التغلغل الاسرائيلي في منطقة البحر الاحمر والمحيط الهندي.
وأضاف شاهين في كتابه "الصراع القبلي والسياسي في مجتمعات حوض النيل "ان الاسرائيليين ركزوا على دعم الحركة الانفصالية للجماعات الاثنية في جنوب السودان ودربوا كوادر من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا كما تقوم اسرائيل الان بدعم العناصر المتمردة من حزب تحرير شعب "الهوتو"في بوروندي.
وأضاف الكاتب ان الصراع الاثني اكثر وضوحا في افريقيا عنه في اي مكان اخر في العالم لان الحدود السياسية لهذه الدول والمعترف بها دوليا لم تتطابق في اكثر الاحوال مع حدود الجماعات الاثنية ولان معظم حدود هذه القارة وضع من قبل الاستعمار الاوروبي.
ويشير شاهين الى ان بعض الجماعات التي ترغب في الانفصال عن الدولة التي توجد بها قد تلجأ الى الاستعانة بقوى دولية في مواجهة الجماعات العرقية الاخرى مشيراً الى ان الصراع في اقليم دارفور السوداني والذي نشب عام 2003 اتخذ شكلا عنصريا عرقيا وتعد تشاد احد الاطراف الخارجية المتورطة بشكل او اخر في الصراع حيث توجد بها قبائل تدين بالولاء لطرف او اخر في النزاع في دارفور.
ولفت الكاتب الى ان التغلغل في افريقيا من جانب اسرائيل بدأ بهدف بناء شرعية وجودها بمزيد من الاعتراف بها على مستوى العالم الثالث ولان حوض النيل يشكل العمق الاستراتيجي لمصر بالاضافة الى ان اسرائيل كانت تهدف من وراء مخططها في افريقيا الى كسب صداقة دول افريقية ذات وزن سياسي ايضا بما يتيح لها تجاوز الطوق العربي المفروض عليها وتطويق الدول العربية المعادية بدول صديقة لاسرائيل.
وأردف ان اسرائيل ضغطت على النظام الاثيوبي باستخدام ورقة المساعدات الاقتصادية والعسكرية لدعمه وبورقة تحسين العلاقات بين اديس ابابا وواشنطن مقابل ترحيل يهود الفلاشا الى اسرائيل بسبب الحاجة الى مزيد من السكان ولسد الاحتياجات لبعض الاعمال المتدنية وتوطين الفلاشا في المناطق الحدودية ليكونوا حائطا بشريا امام هجمات المسلحين الفلسطينيين ولصد اي هجوم قد تفكر فيه سوريا.