لقد استُبيحت مسامعنا واستُخفت عقولنا وانتُهكت مشاعرنا وخُدشت مواطنتنا واستُغلت وطنيتنا وتُعدي على وطننا ,كما انه تم الجور على الوطن تسويقا, سياحة ,سمعة ,قبولا لدى المجتمعات الخارجية سلبا بأسم الوطنية الغنائية التضليلية, المشوهة, الفارغة,التائهة, الضائعة, المغررة لأبنائنا ,من خلال التسابق (لموضة الأغنية الوطنية) التي يدعى أنها وطنية وتتغنى بالوطن, فهي أغاني نفعية تبث العنف والتعنيف ,وبذر سيادة فكر العنف الذي يُعنف الآخرين ثم الذي هو أصلا مُعنف بذاته, أغاني أو كلمات أو قصائد مغناة بأسلوب قمعي للذات وأسلوب تغريبي للمتذوق الشباب الأردني, كلمات قاتلة للوحدة الوطنية تحت ستار الأغنية الوطنية والكوفية, نسمعها في مدارسنا واحتفالاتنا ومناسباتنا الوطنية والاجتماعية في الأعراس وحفلات الزواج وحفلات التخرج والمهرجانات الشعبية الغير رسمية والرسمية, تحت مسمى مرحا للوطن, والوطن منها براء, لأن الوطن والمواطن في هذه الأهازيج مجرد وهم وسراب, بل تعمل هذه الأغاني على تفريغ الوطن من روحه الجغرافي وتُخرجه من ناسه, وتُجرده من رسالته القومية العربية الهاشمية الأسلامية,اغاني تثير النعرات والتفرقة وتجذر المفاهيم الجدلية بين أبناء المجتمع الواحد من الأسرة الأردنية الكبيرة, اغاني تغذي ,تروي, تشبع, تسمن, تدسم الفرقة الجغرافية والعشائرية والقبلية والديمغراقية والفكرية, اغاني تجيش الشباب لعدم قبول التطوير والتجديد, مجموعة أغاني هاجمتنا في الأونة الأخيرة تحرض ابنائنا على رفض الأخرين, اذا كان حب الوطن في الأغاني والأهازيج الممرضة لهذا الوطن اذاً نحن من يسارع بإحتضار هذا الوطن من خلال الرسالة الفنية القاتلة للوطن من اجل حفنة دنانير, كلمات ركيكة والحان اكثر ركاكة واداء فارغ يفرغ المضامين والمكانين من أصولها مثل(الموت الاحمر للي عادانا) اول مسموعية الموت في التراث الغنائي الأردني المتجدد خاصة( الموت الأحمر) والحمدلله اننا قد لونا وعرفنا الوان الموت في الأردن,ثم "السلك(الشماغ) الأحمر لبسه الغوانا" وهو يتناغم لبس الشماغ مع اداء الموت وهي رمزية الأغواء الساخرة التي تقارب رمزية الشماغ المستعرب الذي فصله لنا كلوب باشا الى لونية ورمزية الدم (الأحمر) وهذا بذاك , ثم "نقلع العين اللي لدت تلانا" واذا ما سمع سامع جاهل او شاب مشحون عن قلع العين اما انه يخاف ان تقلع عينه او يشجع على قلع العين وهو تغريب جغراقي ولغوي تعديل سلوكي قمعي لثقافة الحوار والرأي والرأي الآخر, ثم وقفة مقززة اخرى على انموذج عنيف مثل "نخلي عظامه تدقدق" ودرجت ثقافة الدقدق بين الناس " لا جبل ولا واد.... سلطية" لا حارة ولا كراد...... سلطية"واهل السلط يفهمون تماما ان هذه الكلمات تدل على مواقف عنصرية بغيضة منتشرة بين بعض الجهلة , يا هل ترى عندما يسألني ابني مالمقصود ب( لا حارة ولا كراد ماذا سأجيبه...هل اقول له انها دعوة عنصرية بين السطيين من اصل شامي والسلطيين من اصول عراقية وتركية وبالتالي سترسخ في ذهنه هذه التفرقة البغيضة, ام اجيبه انها كلمات لا معنى لها, والله انني شخصيا ولأول مرة اعرف ان السلط من قسمين" الحارة والأكراد", دفاشة الكلمات وغوغائية اللحن وروح استنتقاص الرسالة الموجهه لا تعتبر عند أي مواطن غيور جريء مثالا للأغنية الوطنية, انما هي مجرد سفاهات, ثم ماهو أكثر تفريقا من أختها " فيصلي هو.. هو .. زعيم .. بره وجوا.. والنسر الأزرق , صغار كبار تعودنا .. وحب الفيصلي بدمنا,ثم يقول وعد رجال (الفيصلي) فيصلي هوا الزعيم وعد رجال يهز جبال .. يا جمهور يا غالي, كيف يكون الجمهور غالي ونحن نزدريه ونبث في دمائه العنف. أين وزارة الثقافة الوطنية؟ أين الوزارات السيادية التي تقمع وتمنع المسيرات ؟ أين الأجندة الوطنية التي تحارب الفتنة؟ أين الحكماء؟ أين العقلاء؟ أين أهل النقد والبلاغة؟ أين الغيورين على مصلحة الأمة؟ أين الإذاعات الوطنية التي حاربت المسلسلات الوطنية وتبنت هذه الكلمات الشريرة؟