نفت القوات المسلحة السودانية ما أثير في وسائل الإعلام أمس عن اتفاق تم التوصل إليه في أديس أبابا خلال الاجتماعات التي ضمت إلى جانب الرئيس عمر البشير، نائبه الأول سلفا كير ميارديت والرئيس الإثيوبي ملس زناوي، ورئيس لجنة حكماء إفريقيا ثامبو أمبيكي، بشأن الانسحاب من أبيي، وقالت لم يتم التوصل لاتفاق حول القوات الإثيوبية ودورها في المنطقة وأضاف قائلاً: رئيس الجمهورية أكد ببقاء القوات المسلحة بأبيي وعدم انسحابها طالما أنها شمالية. وأكد مصدر عسكري رفيع بقاء القوات المسلحة بأبيي وقال إنها لن تنسحب منها لأي سبب من الأسباب خاصة بعد أن قامت ببسط سيطرتها التامة على المنطقة وأشاعت الأمن والاستقرار للمواطن. وأشار المصدر إلى أن المشاورات ما تزال مستمرة حول انتشار القوات الإثيوبية، موضحاً أن هذا الأمر يسير في حوار بنّاء بين الأطراف المعنية حتى الآن. وفي سياق منفصل أعلن المصدر استعداد القوات المسلحة لاستيعاب كل من أبناء مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق المنتمين للجيش الشعبي في صفوف القوات المسلحة، مشيراً أن المرحلة القادمة تستوجب على الجيش الشعبي الإسراع في تسريح أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق من صفوفه. وأشار المصدر إلى أن القانون يمنع منعاً باتاً الاستمرار في الخدمة العسكرية لكل من يحمل جنسية مختلفة عن جنسية بلده الأصل، وأضاف: إذا استمر الجيش الشعبي في تجنيد من لايحملون جنسية دولته فإن ذلك يحول دون الاعتراف بدولة الجنوب الوليدة. من ناحية ثانية أكد والي جنوب كردفان أحمد هارون أن الوقت لا يسمح الآن بالمضي في إجراءات المشورة الشعبية وأكد التزامه بقيامها متى ما تهيأت الظروف المناسبة. وفي السياق أصدر هارون قرارًا أعفى بموجبه منتسبي الحركة الشعبية من الوزارء في حكومته وكلف آخرين لحين إعلان الحكومة الجديدة، فيما تسلم الوالي بنفسه وزارتي الحكم المحلي والمالية. وقال مصدر مطلع أمس، إن هارون اعتبر أن الوزارء المعفيين أصبحوا خارجين عن القانون وغير معترف بهم.وأضاف أنه بعد الهجوم الذي قامت به قوات عبد العزيز الحلو ومعاونيه من وزراء وغيرهم خلقوا فراغًا دستوريًا في 4 وزارات هي الحكم المحلي والمالية والرعاية الاجتماعية والتربية، وأشار المصدر إلى أن هارون تسلم مهام وزير الحكم المحلي والمالية وكلف وزير التخطيط العمراني بالولاية بتولي شئون وزير الموراد المائية، كما كلف المستشار الشيخ آدم الخليل بوزارة الرعاية الاجتماعية والمستشار محيي الدين التوم بوزارة التربية والتعليم.وقضى القرار بإعفاء التجاني تما وزير التربية والتعليم وعين محيي الدين التوم في مكانه، وأعفى بثينة إبراهيم دينار وزيرة الرعاية الاجتماعية وكلف الشيخ الخليل ليحل محلها، وأسند القرار مسئولية المياه لوزيرالتخطيط والتنمية العمرانية كما أعفى القرار أيضًا معتمد بابنوسة وكلف خالد كرشوم معتمدًا للمنطقة، وأعفى محمد كمال معتمد تلودي وكلف مقبول هجام بدلاً منه. وأعفى القرار معتمدَي كادوقلي ولقاوة. من جهتها شكت الأممالمتحدة من قصف متواصل من قبل الجيش السوداني بمناطق محيطة بكادوقلي وكاودا، أكبر معاقل الجيش الشعبي بجنوب كردفان، وهو ما أقر به الجيش، حيث أسقطت طائرتان حربيتان 11 قنبلة صباح امس مستهدفة مطاراً بكاودا. كما سقطت قنبلتان قرب مقر البعثة الدولية "يونميس" على بعد 150 متراً عن المطار. وأفادت المفوضية العليا لشئون اللاجئين، أن طائرات الإغاثة الإنسانية منعت من الهبوط في كادوقلي لنحو أسبوع، كما حالت متاريس أقامتها مليشيات مسلحة دون الوصول براً. وقالت المتحدثة باسم المفوضية، ميليسا فليمينج، في تصريح صحفي: "غياب الأمن يعني تقييد عملياتنا بشدة والمفوضية غير قادرة في الوقت الحالي على الوصول إلى مستودع على بعد خمسة كيلومترات من قاعدة بعثة الأممالمتحدة بكادوقلي". وقالت إن طائرات الإغاثة الإنسانية منعت من الهبوط في كادوقلي لنحو أسبوع، كما حالت متاريس أقامتها مليشيات مسلحة دون الوصول براً، وحثت السلطات على السماح بمرور عمال الإغاثة براً وجواً لمساعدة آلاف الفارين من القتال. وأعلن الجيش السوداني امس، أنه يواجه تمرداً في ولاية جنوب كردفان، مؤكداً أنه يستهدف المتمردين. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، العقيد الصوارمي خالد سعد : "لدينا تمرد في ولاية جنوب كردفان ونحن نستهدف هذا التمرد". وقالت الأممالمتحدة أمس، إن حملة قصف جوي على ولاية جنوب كردفان تسبب "معاناة هائلة" للمدنيين. وأكد المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان "يونميس" قويدر زروق: "القصف المكثف من جانب القوات المسلحة في الأسبوع الماضي متواصل في المناطق المحيطة بكادقلي وكاودا، حيث أسقطت طائرتان حربيتان 11 قنبلة الساعة 10:30 صباح الثلاثاء مستهدفة مطاراً على ما يبدو". وأضاف أن قنبلتين سقطتا قرب مقر البعثة الدولية بكادوقلي على بعد 150 متراً عن المطار. لكن الصوارمي نفى أن تكون العمليات العسكرية للجيش تستهدف قتل المدنيين، وقال إن القتال يدور فقط بين الجيش والمتمردين، وليس هناك أي ضحايا من المدنيين في سياق آخر قال الجيش الشعبي لجنوب السودان يوم الثلاثاء، إن مليشيا متمردة قتلت 29 شخصاً منهم رجال شرطة ومدنيون في غارة لسرقة الماشية بجنوب السودان الأمر الذي يزيد من مشكلات المنطقة قبل استقلالها في التاسع من يوليو المقبل. وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي، العقيد فيليب أقوير: "هذه غارة لسرقة الماشية يفترض أنها من عمل مليشيا مسلحة من ولاية الوحدة". وأضاف أقوير: "قتل سبعة من الشرطة منهم ضابطان و22 مدنياً". وقال إن هذه الأرقام مبدئية وإن الغارة وقعت في ولاية واراب. وقال الجيش الجنوبي إنه اتخذ مواقع دفاعية بالقرب من الحدود بين الشمال والجنوب بعد أن اتهم الشمال بقصف أراضيه مرتين يومي الجمعة والإثنين الماضيين .