قال الكاتب الإسرائيلي " منشي شاؤول " في صحيفة " نيوز وان " الإسرائيلية ان العلاقات الايرانية المصرية تواجه الكثير من التحديات وان لا يوجد امكانية لتطبيع العلاقات على المدى القريب واضاف : ان العلاقات المصرية الايرانية خلال القرن العشرين شهدت موجات من الصعود والهبوط ، فقد ادى الزواج بين ابن الشاه " محمد رضا بهلوي " والاميرة " فوزية " شقيقة الملك " فاروق " الى تقوية هذه العلاقة ، ولكن الطلاق الذي حدث بعد 10 اعوام من الزواج ادى الى توتر هذه العلاقة ، وبعد ثورة الضباط الاحرار عام 1952 شهدت العلاقة موجة اخرى من التوتر ، خاصة بسبب تضارب السياسات الخاصة بالبلدين ، حيث ادى اعتراف شاه ايران باسرائيل وتقوية علاقاته بالغرب الى انتهاج الرئيس عبدالناصر سياسات مضادة لايران ، فقد عمل على التقارب مع الاتحاد السوفيتي وانتهاج سياسة عدائية بالنسبة للغرب واسرائيل ، ولكن تمت اعادة العلاقات بين البلدين قبل وفاة الزعيم عبدالناصر بحوالي شهرين ، وعلى اثر تولي الرئيس السادات الحكم ، تمت تقوية العلاقات بين مصر وشاه ايران . واشار الى انه مع اندلاع الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 ، اسرع الامام الخميني الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر اعتراضا على اتفاق السلام الذي تم توقيعة مع اسرائيل ، وقد ادى استضافة الرئيس السادات لشاه ايران في مصر ، بالاضافة الى دعم مصر للعراق في حرب الخليج الاولى التي استمرت ثمانية سنوات الى مزيد من التدهور في العلاقات المصرية الايرانية . العلاقات المصرية الايرانية بعد احمدي نجاد ادى وصول احمدي نجاد الى الحكم في 2005 الى مزيد من التدهور في العلاقات المصرية الايرانية ، حيث اتهمت مصر ايران بالتجسس ومحاولة نشر التشيع في مصر بين الفقراء عن طريق اغرائهم بالمال ، بالاضافة الى دعم بعض المجموعات الارهابية من اجل زعزعة استقرار مصر . مصر وايران بعد الثورة واوضح شاؤول انه بعد سقوط نظام مبارك ، اعلن وزير الخارجية المصري الدكتور " نبيل العربي " ان مصر مستعدة لفتح صفحة جديدة في علاقتها مع جميع دول العالم ، ومن بينها ايران ، وقد ادت هذه التصريحت بالاضافة الى موافقة مصر على عبور سفينتين عسكريتين ايرانيتين في قناة السويس الى تشجيع وزير الخارجية الايراني " على اكبر صالحي " على دعوة نظيره المصري لزيارة طهران من اجل البحث في اعادة العلاقات بين البلدين . المصالح الايرانية وراء استعادة العلاقات مع مصر واكد شاؤول ان ايران ترغب في استعادة العلاقات مع مصر وهي اكبر دولة عربية لكي تثبت للعالم انها ليست منبوذة في العالم العربي ، بالاضافة الى زعزعة عرش بشار الاسد في سوريا يجعل طهران في عجلة من امرها في ايجاد حليف بديل للنظام السوري ، بالاضافة الى ان ايران لديها طموحات كبيرة في التوسع داخل القارة السمراء ، وبقاء مصر على البوابة الشمالية للقارة الافريقية سوف يسهل على ايران هذه المهمة . والمح شاؤول الى ان تطور كهذا في العلاقات المصرية الايرانية من شانه ان يؤدي الى تقوية موقف ايران في مواجهة اسرائيل والغرب ، حيث صرح احمدي نجاد في 1/6/2011 ان اي تعاون وتحالف بين الشعبين من شانه ان يؤدي الى خلق قوة عظيمة من شانها ان تجبر العدو الصهيوني الى مغادرة المنطقة واضاف انه سيقبل اي دعوة لزيارة القاهرة وسوف يستجيب لها على الفور . انقسام المصريين بشان العلاقات مع طهران ولفت شاؤول النظر الى وصول 45 من النشطاء السياسيين الى طهران في بداية يونيو من اجل الاشتراك في مؤتمر بحث النهضة الاسلامية يمثلون جماعة الاخوان المسلمين بالاضافة الى القوميين والناصريين ، مؤكدا على ان هناك انقساما في الجانب المصري في هذا الصدد حيث اكد ان هناك ناشطين مصريين ادانوا بشدة استجابة الوفد الشعبي للدعوة الايرانية واعلنوا ان هؤلاء الناشطين لا يمثلون الا انفسهم ، كما ادان متحدثون مصريون سفر االوفد على الطائرة التي سافر عليها الدبلوماسي الايراني المتهم بالتجسس . وفي النهاية اورد شاؤول الاسباب التي ستعرقل استعادة العلاقات بين البلدين على النحو التالي : اولا - معارضة الدول العربية وخاصة السعودية ودول الخليج العربي المهددة من قبل طهران ، حيث ترى هذه الدول ن استعادة العلاقات بين مصر وطهران تعني تشجيع مصري لايران على الاضرار بسيادة ملوك وامراء هذه الدول على اراضيهم . وقد قام رئيس الوزراء المصري الدكتور " عصام شرف " في منتصف شهر مايو بزيارة عاجلة الى الكويت وقطر حيث استمع الى تحفظ قادة هذه الدول على التصريحات المصرية . ثانيا - ان المملكة العربية السعودية ودول الخليج لها تاثير كبير على النظام الحاكم الان في مصر خاصة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي المصري في اعقاب الثورة وحاجة الحكومة المصرية الى دعم مالي من هذه الدول ، حيث اكد لهم رئيس الوزراء المصري ان مصر في حاجة الى 11 مليار دولار حتى نهاية فصل الصيف الحالي ، وهو ما دعا السعودية لان تقدم دعما ماليا لمصر يقدر بحوالي 4 مليارات دولار ، الامر الذي سيجعل المجلس العسكري يضع في اعتباراته الموقف السياسي لهذه الدول . ثالثا – تردد القيادة السياسية المصرية في اتخاذ قرار تطبيع العلاقات مع ايران حيث اعلن مسئولو السلطة في مصر ان قضية تجديد العلاقات مع ايران سوف تعرض على مجلس الشعب الذي سيتم انتخابه ، في حين اعلن متحدثون رسميون اخرون تحفظهم على استعادة العلاقات مع طهران ، ومن بينهم سفير مصر السابق لدى اسرائيل " محمد بسيوني " حيث اكد بسيوني معارضته الشديدة لاستعادة العلاقات مع طهران مؤكدا على ان الايديولوجية الايرانية تمثل خطرا على الامن القومي المصري ، وان العلاقات بين البلدين يجب ان تقوم على اساس المصالح الوطنية وليس على المشاعر . رابعا : ان استعادة العلاقات مع ايران سوف يلزم مصر بانتهاج خط سياسي موافق للسياسة الايرانية تجاه اسرائيل ، في الوقت الذي ترى فيه القيادة السياسية في مصر ان السلام مع اسرائيل يمثل مصلحة استراتيجية عليا . خامسا : ان مصر عليها ان تاخذ في اعتبارها موقف الولاياتالمتحدة التي تدعم السلطة في مصر وتقدم له دعما ماليا سخيا . سادسا : وجود اسم خالد الاسلامبولي الذي قام باغتيال السادات كاسم لاحد الشوارع الرئيسية في طهران ، بالاضافة الى اطلاق لقب " قاتل فرعون " عليه ، في الوقت الذي تصر مصر على ازالة اسم خالد الاسلامبولي ، ترفض ايران وحزب الله ازالته ، معتبرين وجوده شيئ من الفخر وازالته من شانها ان تجلب غضب الله عليهم . سابعا : ايران تطالب مصر بتنكيس العلم الايراني الموضوع على قبر شاه ايران في القاهرة ، والذي يعود الى فترة حكم الشاه ، بينما مصر لا تسرع في اتخاذ هذه الخطوة . ثامنا : تصريحات الرئيس الايراني التي يؤكد فيها ان ايران على استعداد لتقديم يد العون لمصر في مجال الثورة والتكنولوجيا النووية وغير ذلك ، وهو ما ادى الى اخجال النظام المصري وعدم طمانته تجاه النوايا الايرانية ، هذا بالاضافة الى طرد الدبلوماسي الايراني بتهمة التجسس لصالح بلاده من اجل نشر التشيع في البلاد السنية . وفي النهاية وبعد كل ماسبق يقول شاؤول " يبدوا انه على الرغم من تغيير النظام الحاكم في مصر ، الا انه لم تطرا اي تغيرات جوهرية تدفع مصر الى تجديد العلاقات مع طهران والاضرار بعلاقاتها مع الدول العربية والولاياتالمتحدة واسرائيل .