صورة أرشيفية يعيش أهالي قرية النهضة التابعة لمنطقة العامرية مأساة حقيقية منذ سنوات طويلة وقد تخيلوا أنهم بعد إنتهاء عصر الظلم والفساد بسقوط النظام السابق أنهم سيحصلون علي حقهم ، إلا أنهم بالرغم من ذلك لم يحصلوا علي شيء من حقهم ، ولا زالت الأضرار تقع عليهم جراء سلب أراضيهم وبيعها لرجال الأعمال وذوي النفوذ بالتقسيط المريح ، بعد مضاعفة أسعارها في وجه المواطنين الذين كانوا يضعون أيديهم عليها حتى لا يتمكنوا من المحافظة عليها . اقتحمت جريدة" مصر الجديدة " عش الدبابير لتصل إلي قرية "الهويس" حيث يعاني أهاليها "الأمرين" هم وجميع أهالي قرى النهضة ، حيث حكي لنا الأهالي مأساتهم التي تمثلت في قيام الحكومة في عهد وزير الزراعة الأسبق يوسف والي بسحب الأراضي التي كانوا يضعون أيديهم عليها ، ورفع سعرها ثم إعادة طرحها للبيع بأسعار لم يتمكنوا من دفعها وبالتالي تم بيعها لرجال أعمال ، حيث قاموا ببناء شركات أتت عليهم بالفقر والمرض بعد أن رفضت تنفيذ القانون بتعيين 25% من أبنائهم ، وجعلت التعيينات من خارج المحافظة من أقارب كبار المسئولين بتلك الشركات ، الأمر الذي زاد من البطالة بين شباب تلك القرى . وأكد الأهالي أن شركات الكيماويات والبتروكيماويات التي تم إنشاءها علي الأراضي التي سلبت منهم تعود عليهم بأمراض كبيرة ، حيث اكتشفت اللجنة التي شكلها الأهالي للدفاع عن حقوقهم المسلوبة أن هناك أمراضا كثيرة يتعرض لها أهالي تلك القرى ، حيث أن من يحتاجون لإجراء عمليات جراحية في القلب يتزايد كل يوم "عمليات القلب المفتوح " ، هذا بالإضافة إلي عدد آخر من الأمراض التي أصابت الأهالي ، ومنها الربو والفشل الكلوي والسرطانات وأمراض أخرى تسببت فيها تلك الشركات . كان المئات من أهالي قرى النهضة قد وكلوا خمسة من بينهم للدفاع عنهم أمام الجهات المختصة ومخاطبة الشركات القائمة والتي سببت لهم الأمراض سالفة الذكر بها، حيث فوضوا كل من عطية هارون رئيسا للجنة و صبري السيد وجمعة هارون وسعد علام وهاني السيد أعضاء في اللجنة ، وذلك للتفاوض بإسم أهالي تلك القرى بشأن الأضرار التي لحقت بأهالي قرية "الهويس" والقرى المجاورة لها ، وبحث مستقبل الزراعة ومجابهة التلوث البيئي وجميع سبل التطوير الخاصة بالقري وتجميل المنطقة وغيرها من الأضرار التي لحقت بالمنطقة . وقد خاطبت اللجنة رؤساء مجالس إدارات الشركات الواقعة بأرض النهضة وهي " شركة الإسكندرية لأسود الكربون ، وشركة الإسكندرية للإطارات – بريللي ، وشركة الإسكندرية للفيبر ، وشركة البتروكيماويات المصرية ، وشركة سيدي كرير للبتروكيماويات – سيدبك ، والشركة المصرية للغازات الطبيعية – جاسكو " ، حيث تقدمت إليها بعدد من الطلبات التي تنهي حالة الخلاف مع أهالي قري النهضة ، وضمانا للصالح العام للبلاد في ظل الظروف الحالية التي تمر بها مصر . ورأت اللجنة التي شكلها غالبية أهالي قرى النهضة أن تلك الطلبات التي حصونها في عدد معين من الطلبات تتناسب صحيا وبيئيا واجتماعيا مع الأهالي ، كما إنها طلبات شرعية وأنها أقل ما يمكن التوصل إليه مع الأهالي ، حيث تمركزت تلك الطلبات في عدم التوسع في بناء منشئات مصانع جديدة أخرى تزيد الضرر بالمنطقة كشركات "أسود الكربون – بريللي – الفيبر " ، وإنشاء مستشفي وصيدلية خاصة بقرية الهويس نظراً لعدم وجود أيا منهما بالقرية . بالإضافة إلي إنشاء صرف صحي بالقرية ورصف الطرق الموصلة للمساجد ، وتشجير الطريق الرئيسي للقرية للتصدي لعادم الشركات والغازات المبعوثة منها مع إضاءته ، وتعويض المتضررين ضررا مباشرا من الشركة من مرض وغيره تعويضا مادياً ونفسياً مناسباً ، إلي جانب توظيف العمالة من أصحاب المؤهلات وغير الحاصلين من حملة المؤهلات للأولوية بنسبة 25 إلي 40% بحكم الجوار كما هو منصوص عليه بالقانون . المثير في الأمر أن اللجنة الشعبية التي شكلها أهالي قرى المنطقة للدفاع عن متطلباتهم ، قد قاموا بتشكيل لجان دفاعية لحماية تلك الشركات أثناء الثورة من البلطجية والمخربين الذين هاجموا كل شيء في البلد في ذلك الوقت ، حتى بدأت قوات الأمن في العودة إلي الشوارع مرة أخرى