شعب قنا شعب طيب صادق وأصيل وقوى العزيمة لكنه يتصرف بعفوية شديدة ويمكن أن ينقاد بسهولة وراء إى محتال أو مغرض طالما انه ظهر لهم بثياب الحمل لا الذئب أو لمجرد أنه قال لهم انه شخص طيب فهو شعب يخدع بظاهر الأمور فى الغالب ولا يكلف نفسه عناء البحث فى مدلولاتها. ولابد لأن نعترف أن ما حدث فى محافظة قنا أمر معيب ولا يمكن القبول به لا سيما وأن من جاءوا بهذا المحافظ هم رجال الثورة وليس رجال مبارك ، فالثورة تقف مع العدل والمساواة وأنها تعبير عن أرادة الشعب مسلمين ومسيحيين ، بحاروة وصعايدة ، عمال وفلاحين ، شيوعييين وقوميين وليبراليين ، إسلاميين فتلك الادبيات والشموليات هى التى جعلت العالم كله يتعاطف معها . الا أن من حرم من الحرية لمدة 30 عاما لدرجة أفقدته معناها وقيمها وقيمتها ليقوم بخلع جميع ملابسه فأراد السير بين الناس عاريا حينما سمحوا له بالتعبير عن رأية ظنا منه أن هذه هى الحرية التى إفتقدتها طوال هذا الردح الكبير من الزمن ، وقديما قالوا أن أبنآ سأل أباه "عالمنى التفاهة ، فرد الأب : تعالى فى الفارغة وتصدر". والفارغة هنا أن يكسر أبناء بلدى القنائية المزاج العام للشعب والبلاد الذى يعيش أجواء كرنفالية ثورية عظيمة فيها ما فيها من تسامح واخاء وراحوا يطالبون باقالة محافظ جديد لم يجلس على كرسيه بعد ، وحجتهم فى ذلك أنه مسيحى حقآ أنه عذر أقبح من ذنب فهو عذر غير عادل بالمرة وأساء بشدة الى الثورة والثوار فى نظر العالم الذى يراقب المشهد المصرى عن كثب. وفضلآ عن ذلك فأن هذا التصرف قد أحرج حكومة أبن الثورة البار الدكتور عصام شرف وكذلك رجال المجلس العسكرى وهما اللذان ينفذان أرادة الشعب. كنت أتمنى أن يقود أبناء بلدى تلك المظاهرات ضد نفس المحافظ الجديد بحجة أنه رجل من رجالات النظام البائد وقتها كان الجميع سيقف معهم وعلى رأسهم الدكتور شرف نفسه , ولكن لأنهم رفعوا شعار كونه " مسيحى " لتبرير اقصائه فقد اخرجوا الموضوع عن سياقه , وأساءوا بشدة للمسيحيين شركاء الوطن بالداخل اولا وللثورة ثانيآ. أنا بصراحة مشفق جدا على المسئولين سواء أفراد الحكومة أو أفراد المجلس العسكرى من جراء تلك الأزمة التى تسببت فيها قلة الوعى التى سقاها مبارك للناس سقاية ولذا يجب أن اسرد شكوكى حول المتسببين فى إشتعال تلك الأزمة وخداع الشباب المتحمس وهم ثلاثة فئات : الأولى هم أصحاب المصالح وهم الذين يطمحون فى أن يتقلد شخص يخّدم مصالحهم لذا يطرحون أسماء بعينها مثل اللواء عادل لبيب المحافظ الأسبق رغم أنه ركن من أركان النظام البائد وسبق أن طرده الإسكندرانية شر طردة. والفئة الثانية هم بعض العائلات التى تنتمى للوطنى المنحل وهم عائلات صغيرة العدد فاحشة الثراء أضرت الثورة بمصالحها فراحوا يرسلون برسالة يقولون فيها أنهم أقوياء وقادرون على تحريك الشارع ولذا يجب التفاوض معهم للخروج من الازمة مما يعيدهم الى تصدر المشهد السياسى مجددا. والفئة الثالثة والأخيرة هم شخصيات ذات تأثير واسع على البسطاء والمهمشين تقودهم عواطف عنصرية وإن كان ينقصهم الوعى السياسى وأمثال هؤلاء بعض السلفيين . ودعونى أقدم بعض إقتراحات للخروج من تلك الأزمة بما يحفظ للثورة ثوبها النقى الأبيض الطاهر وهى ان يقوم الدكتور عصام شرف بتعيين محافظ أخر للمحافظة يشترط ان يكون مسيحيا وينتمى لصفوف المعارضة للنظام السابق وأنا على المستوى الشخصى أرشح هنا الدكتور جمال اسعد المعارض الناصرى البارز. كما احذر المجلس العسكرى او مجلس الوزراء من أن يرشح إى من أبناء قنا لتولى زمام أمور هذه المحافظة لاسيما فى هذه الاوقات الإستثنائية. أما فيما يخص الثوار لا سيما شباب الاخوان المسلمين فأقترح عليهم تنظيم مظاهرات حاشدة تدعو وتؤكد الوحدة الوطنية وأرجو من شباب الثورة فى قنا تجنب الأندفاع فى مطالب غير موضوعية فليحشدوا تركيزهم فقط على طرد فلول النظام البائد وصنع مستقبل أفضل فعليهم أن يرتبوا أولويات مطالبهم ومدى إمكانية تحققها.