مرة أخرى نعود نحن الفلسطينيون لساحة المطاردة الداخلية، للتهرب من مشروع المصالحة الوطنية، لحماية مصالح ضيقة، مقابل ثمن باهظ من خلال ترك الساحة "لأشاوس" الاحتلال ليصعد انقضاضه على لشعبنا الغلبان، عبر شن حرب إعلامية تحريضية استعمارية، ونشهد هذه الأيام نشاطا إسرائيليا عال المستوى يروج معلومات متدنية المستوى، لإشعال نار الفتنة ودق الأسافين بين الإخوة المختلفين ورجمهم بما هو فوق العادة من تهم ومعلومات مسمومة، يتجرعها البعض منا ويستثمرها لرفع وتيرة النزاع الداخلي، ما يقوم به الاحتلال وقيادته من صياغة لبرامج للفلسطينيين يأتى فى سياق عزلنا من دائرة البحث عن آفاق معقولة لحلول استراتيجية عادلة. وما نشهده على صعيدنا الفلسطيني، يؤكد اننا نفتح الباب على مصراعيه لمن يتربص بنا، بما نقدمه من تسهيلات غير بريئة مجانية عالية الجودة، تحت ذريعة أصبحت كقميص عثمان لدى مجمل القيادات السياسية الدولية وعلى رأسها حامل جائرة نوبل للسلام السيد اوباما رئيس الولاياتالمتحدة المتبخرة مصداقيته، الذى يطل علينا من جديد بمواقف جريئة للتهرب من التزامات قطعها على نفسه حين ارتقى على عرش الولاياتالمتحدة لتسويق ذاته والحوز بأكبر قدر ممكن من المصداقية والدعم المعنوى من قبل الشعوب المقهورة والمحتلة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. اليوم اوباما، اخذ يكشر عن ظلامه وسواده الداخلى قليلا كأسلافه السابقين، وسيترسل بذلك لاحقا، ونحن معكم والزمن طويل، لنرى ماذا سيلحق بنا من دمار معنوى وفعلي. وما يؤكد ذلك ما أشارت له صحف إسرائيلية لما جاء على لسانه، مفاده "لا يوجد قيادة فلسطينية"، وهذا شأن خطير، وهنا نطرح عليه تساؤلا هل زار فى رام الله عصابة؟، انه زار رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وممثليها، ومع من يجرى المشاورات واللقاءات السياسية التكتيكية والتقريبية ما بين الضحية والجلاد. ما يضخ لنا من رسائل، علينا قراءته بتمعن، إنها تؤكد، أن هناك استهدافا للسلطة الوطنية الفلسطينية الى جانب منظمة التحرير الفلسطينية، التى أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على الولاياتالمتحدة وحلفائها وعلى رأسهم إسرائيل، وهذا تأكيدا رفيع المستوى أن الوقت ليس فى صالح البت بما له علاقة بالقضية الفلسطينية العادلة، وإعلان للشعب وقيادته أنكم لا زلت على رف القضايا المطروحة. لم نفاجأ، نعلم جيدا أن الأجندة الأهم، لمعسكر اوباما وحلفائه واضحة تماما ولا غبار عليها، إنها تدور فى إطار سباق التسلح وتحصين الحالة الأمريكية واستقطاب الحلفاء، الدرع الصاروخى وأين وكيف، الغاز والنفط، ألازمة الاقتصادية العالمية، المتجمد الشمالي، وإيران والعراق وأفغانستان وكوريا، إلى جانب مهام أخرى لخدمة مساع استراتيجية لتفكيك ما أقيم من دول فى المنطقة، لإعادة صياغة نظام دولى جديد، يتلاءم والمصالح الأمريكية الإسرائيلية وحلف الناتو. وفقا لهذه المعطيات، فلا حيز لفلسطين وقضيتها العادلة على المسرح الدولي، أمام هذه الأجندة القاهرة لحقوق الإنسان وحق الشعوب فى تقرير مصيرها، ما دام الفيتو والقائمين عليه، يستخدمونه سلاحا فى وجه أى محاولة لوضع حد لمعسكر الشر أو على الأقل التنديد بأعماله الشيطانية. لا يختلف اثنان، أن الوضع الفلسطينى يمر بحالة ترد وتراجع لم يسبق له مثيل، وعليه من الواجب على كل من يهمه الأمر، أن يخرج من صومعته، والبدء بوضع أسس سليمة، لخلق أجواء ايجابية، من منظور الحرص الشديد، لمحاصرة حالة الفوضى والتخبط الشعبى والقيادي. هناك من يقول ما الذى يمنعنا من تعزيز علمنا الدبلوماسى والإعلامى وغير من مجالات، على كافة المستويات الرسمية والشعبية والغير حكومية من خلال خلق جبهة عريضة مساندة لحقوقنا، هذا الجهد الذى لا يحتاج لراس مال بالمليارات إنما لمواقف ذات قواعد فاعلة وصلبه، نعزز من خلالها أولا جبهتنا الداخلية وبالتالى جبهة الأصدقاء والحلفاء المهددين من قبل الجيران، وعلى رأسهم أنصارنا من منظمات دولية ومحلية، المهددين بشن حرب إسرائيلية ضدهم تستهدف مواردهم و برامجهم، لما لا نخوض حربا دبلوماسية ماهرة، ونوظف ما لدينا من كوادر وأسلحة تساندنا وعلى رأسها التسلح بثوابتنا الوطنية. أما آن الأوان، لوقف المطاردة الداخلية، القائمة على اللوم والتهم والعقاب والعذاب والفسق والتجريم المتبادل، ومعالجة الحالة الفلسطينية التى أصيبت بعقم الوصول لترشيد مسار بوصلة فلسطين نحو هموم ومهام الوطن، ونحن نتساءل هنا سامحونا على ماذا تختلفون! أيها الإخوة؟ لقد دوختم الشعب والأصدقاء فى خلافاتكم وردحكم عبر الفضائيات الذى يجب أن يتوقف حالا، ان ما يحدث دعاية فاشلة وتسويق للبعض لا لقضية شعب، وبحثا عن قواسم مشتركة، إنما إصرار لتثبيت ما هو قائم من تجيش هنا وهناك، وهل والفشل والإذعان فى التوصل لمصالحة كما يقول المثل قصر ذيل يا أزعر، واقل كلفة من التفكير فى كيفية مماحكة وملاحقة الاحتلال العصرى العنصري! لتلجم كافة الأبواق والى الأبد الملوحة بمصطلح سلطة رام الله وحماس الانقلابية، من خلال تحقيق مصالحة نزيهة للالتفاف حول شبعكم. الكاتبة صحفية فلسطينية دائرة العلاقات القومية والدولية