طالب اللورد ديفيد أوين وزير خارجية بريطانيا الأسبق رؤساء الدول بألا يظلوا في الحكم أكثر من 8 سنوات على أقصى تقدير !! مبرراً ذلك بأن قدرة هؤلاء تتضاءل وتقل كلما طالت فترات بقائهم في الحكم , علاوة على إصابتهم بأمراض كثيرة منها الاكتئاب والعزلة والشعور بالثقة المفرطة وازدراء النصيحة والمشورة . جاء ذلك في اللقاء الذي تحدث فيه وزير خارجية بريطانيا الأسبق اللورد ديفيد أوين ونظمته لخ مؤسسة هيكل للصحافة العربية بالقاعة الشرقية بمقر الجامعة الأمريكية، وحضره الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل و نقيب الصحفيين السابق جلال عارف و منير فخري عبد النور سكرتير حزب الوفد و الدكتور ميلاد حنا المفكر القبطي و فاروق جويدة و أحمد ماهر وزير الخارجية السابق و عدد كبير من السياسيين والكتاب و الإعلاميين علي مستوي الشرق الأوسط . و ضرب "اوين" في محاضرته عدداً كبيراً من الامثله التي غيرت فيها الأمراض من مجرى الأحداث العالمية . مضيفاً أن رؤساء الدول دائماً ما يكذبون في إخفاء إمراضهم و كذلك الأطباء المعالجين متخيلين أنهم بهذا يكونون مخلصين لمرضاهم متناسين عن عمد أن أوطانهم أهم من الرؤساء . و من الأمثلة التي غيرت فيها الأحداث في العالم بسبب الأمراض ، أنه حينما أصيب الشاه بمرض "اللوكيميا" عام 1973 ضعفت قراراته و ضعفت إدارته لأمور البلاد ، و هو الأمر الذي بسببه تحولت إيران من الحكم الملكي إلى الحكم الإسلامي . و يضيف أنه لو كانت المخابرات البريطانية تعلم بمرض الشاه لاستطاعت أن تخلعه عن الحكم و تولي بدلاً من منه ابنه و لاستطاعت أن تستمر قبضتها على البلاد حتى وقتنا هذا, و ما قامت الحرب العراقية الايرانية أو مات الكثير من جراء الثورة الايرانية و ما استطاعت إيران أن تصنع قنبلة ذرية تهدد العالم ، وقال "أوين" إن اهتمامه ودراساته شملت الأمراض الأخرى التى يصاب بها رؤساء الدول غير الأمراض الجسدية، مثل الأمراض الذهنية، كالاكتئاب والنرجسية والثقة المفرطة فى النفس، قائلاً "عندما يبقى الرؤساء مدداً طويلة فى الحكم، يولّد ذلك إحساساً بالثقة المفرطة، يعتقدون خلالها أنهم يعرفون كل شىء، وأن لديهم أجوبة وردود واضحة حول كل القضايا، وأنه لا يوجد شخص آخر يمكنه اتخاذ القرارات فى الدولة غيرهم.. ومن الصعب أن تقنع أى رئيس أنه يعانى من النرجسية". وأضاف "أوين" " أن هذه النرجسية هى التى جعلت بوش وبلير يتخذان قرار الحرب على العراق دون وجود تفاصيل جدية ودقيقة أو حتى خطة لمرحلة ما بعد الحرب". وأشار "أوين" إلى أن الإجراءات الأمنية المشددة التى تحيط بأى رئيس تجعله أكثر عزلة، وتساهم فى إحساسهم بأنهم "يعرفون كل شىء"، وأنهم ليسوا كباقى المواطنين لأن القوة المطلقة تؤدى إلى الفساد المطلق. وحث "أوين " جميع رؤساء البلدان المختلفة أن يفصحوا عن حالتهم الصحية، لأنه من الممكن أن ُيطلب الشعب من الرئيس الرحيل، بناء على حالته الصحية، والتى تؤثر فى قدرته على اتخاذ القرارات. وطالب "أوين " ألا يبقى أى رئيس أكثر من 8 أعوام فى الحكم، وأن يقف الشعب ضد الرؤساء الذين يغيرون الدستور بعد فترتين من حكمهم، ليستطيعوا أن يبقوا مدى الحياة على كرسى الرئاسة. وضرب "أوين " مثلا برئيس وزراء النرويج الذى أعلن لشعبه أنه يعانى من مرض الاكتئاب، وحصل على إجازة من عمله للعلاج وتحسن بعدها تحسناً كبيراً، واستمر فى مكانه كرئيس للوزراء.