علي موسى : البقال الصغير لن يستطيع المنافسة دون تطوير عمر عصفور : البقال في أمان لأنه يتواجد في كل شارع
شهدت السنوات الأخيرة دخول كثير من سلاسل السوبر ماركت العالمية الكبيرة التي تعرف ب" الهايبر" إلى السوق المصرية استطاعت جذب كثير من المستهلكين المصريين خاصة في شهر رمضان بما تقدمه من أسعار أقل توفر الكثير على المستهلكين . إلا أن هذه السلاسل الضخمة وإن نظر إليها المستهلكون بإعتبارها المنقذ لهم من نار الأسعار , إلا أن الأمر يختلف تماماً ويقف على النقيض بالنسبة لأصحاب محلات البقالة الصغيرة الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى زيادة الأسعار قليلاً ليتوفر لهم هامش ربح , هؤلاء ينظرون إلى تلك السلاسل الكبيرة باعتبارها " خراب بيوت " لهم . وهذا ما جعل البعض منهم يصفي نشاطه , والبعض الآخر يحاول تقديم بعض المميزات لزبائنه . غير أن الأمر يحتاج من البقالين إلى وقفة لمواجهة هذا الخطر . خبراء التجارة يقدمون وصفة للبقالين لمواجهة السلاسل الكبرى. ويحلل علي موسي رئيس غرفة القاهرة ما حدث للبقالين في رمضان قائلاً : إن البقال الصغير لن يتمكن من منافسة سلاسل الشركات العالمية إذا ما استمر على حالته الحالية بدون تطوير لأن دخول هذه الشركات أحدث تغيراً كبيراً في النمط الشرائي للمستهلك المصري يتمثل في أنه أصبح مستعد للذهاب إلى أماكن بعيدة عن منزله لشراء كميات كبيرة من السلع بأسعار أقل عن البقال. ويضيف موسى أن هناك طرق عديدة يستطيع البقال استخدامها لمنافسة السلاسل العالمية مثل التوجه إلى الخدمات التكميلية ببيع العبوات الصغيرة ليشجع المستهلك على استكمال السلع التي تنقصه كما يمكنه التخصص في مجال معين كأحد أنوان الألبان أو اللحوم أو غيرها حتى يأتي بجميع الأنواع منها فهناك النوع الجيد والمتوسط إلى جانب الأنواع الأقل سعراً مع وجود الجودة المطلوبة في كل هذه الانواع. ويوضح موسى أن التخصص في بعض الأنواع يجعل البائع مع الوقت خبيراً بها ويستطيع أن يجلب له الكثير من الزبائن. ويختلف معه عمر عصفور عضو مجلس إدارة شعبة البقالة باتحاد الفرق التجارية مؤكداً أن البقال الصغير لا يتعرض لأي تهديد بسبب سلاسل الشركات الكبرى لأن لديه ميزة تنافسية لا تملكها هذه الشركات وهي وجود البقال في كل شارع وحارة مما يجعله أقرب إلى المستهلك. ويضيف أن المشاريع متوسطة الحجم هي التي تأثرت سلباً بسبب نجاح الشركات ذات الإمكانات الكبيرة وذلك بسبب نجاح الشركات ذات الإمكانات الكبيرة , وذلك بسبب تميزها في الكبيرة العرض فالمستهلك ينخدع بالشكل ولا ينتبه إلى السعر أو الجودة فسلاسل السوبر ماركت العالمية أصبحت تعتمد على الإعلانات في ترويج منتجاتها ولديها القدرة على تقديم المنتجات في أفضل صورة. ويضيف عمرو عصفور أن البقال لا يحتاج إلى تطوير ولكن يحتاج إلى تحسين العرض وتدريب العمال على وضع البضائع بشكل مميز واستخدام والكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة وعبرها وكان للاسكندرية السبق في تجربة مماثلة لتجار التجزئة حيث تم عمل مشروع لتطوير المحلات الصغيرة من أجهزة تبريد وحفظ وأجهزة كمبيوتر فقد قامت الغرفة التجارية هناك بالتدريب الفني لكثير من تجار الجملة والتجزئة من أعضاء الغرفة إلى جانب العاملين في المحلات التابعة للغرفة في طريقة عرض البضائع والتعامل مع المستهلك والتدريب على استخدام الكمبيوتر مما جرد المحلي والحسابات وكمية المخزون. فيما أكد أحمد الوكيل رئيس غرفة الاسكندرية التجارية أن تجار التجزئة كيانات صغيرة لا تستطيع الوقوف في مواجهة المؤسسات العالمية التي تشتري كميات هائلة من السلع وبالتالي تحصل على خصومات كبيرة في الأسعار وهو ما يسمح لها بالبيع للمستهلك بأسعار أرخص من المحلات الصغيرة فإن الحل الامثل أن يتجمع البقالون في كيانات كبيرة ليشتروا بضاعتهم مع بعض بأسعار أقل ثم توزع هذه البضائع حسب حصة كل تاجر. ويطالب أحمد الوكيل رئيس غرفة الاسكندرية التجار بتسهيل استيراد البضائع من الخارج في شكل جماعي حتى يحصلوا على نسب التخفيضات التي تحصل عليها الشركات الكبرى وبذلك يستطيع التاجر الصغير أن يبيع السلعة بنفس السعر في المحلات الكبيرة .