حث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ملك البحرين على الرد على المتظاهرين بالإصلاح لا بالقمع، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه معه على خلفية التظاهرات التي تشهدها البحرين، حسبما قال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية. وأضاف المتحدث أن كاميرون تحدث مع عاهل البحرين مساء الثلاثاء وأعرب له عن قلقه العميق من تدهور الوضع في البحرين. وأشار المتحدث إلى أن رئيس الوزراء البريطاني "حض جميع الأطراف على الاعتدال، وقال إنه من الضروري أن ترد السلطات البحرينية على التظاهرات بإصلاحات وليس بالقمع". وقال إن كاميرون "شجع الملك على متابعة الحوار السياسي الذي اقترحته الحكومة ودعا جميع الأطراف إلى المشاركة في هذا الحوار. قلق شيعي من ناحيته أبدى المرجع الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني "قلقه الشديد" حيال الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البحرينية، داعيا إياها إلى وقف العنف ضد "المواطنين العزل". وقال حامد الخفاف المتحدث باسم المرجعية إن السيستاني أبدى قلقه الشديد من الإجراءات التي اتبعتها الحكومة البحرينية في الأيام الأخيرة. وأضاف الخفاف أن "المرجع الأعلى وجه نداء عاجلا إلى السلطات البحرينية لوقف العنف ضد المواطنين العزل، وإتباع الأساليب السلمية لحل المشاكل العالقة في البحرين". وكان رجال دين شيعة بحرينيون كبار قد دعوا خلال الليل المجتمع الدولي والعالم الإسلامي للتدخل من اجل منع وقوع "مجزرة" في المملكة. كما انتقد حزب الله الشيعي في لبنان دخول قوات سعودية وإماراتية إلى البحرين التي تشهد تظاهرات تطالب بالإصلاح السياسي، معتبرا أن هذه الخطوة "تعقد الأمور" في المملكة الخليجية و"لا توصل إلى نتيجة". يذكر أن التوتر قد ارتفع في البحرين بعد وصول نحو ألف جندي سعودي و500 شرطي إماراتي ضمن قوات درع الجزيرة الخليجية قبل يومين لمساعدة السلطات البحرينية على فرض الأمن في ظل الاضطرابات المستمرة في هذا البلد منذ منتصف فبراير/شباط الماضي. وقد استؤنفت أعمال العنف الأربعاء في البحرين، وقتل اثنان من عناصر الأمن خلال الهجوم على متظاهرين في دوار اللؤلؤة، بينما أعلنت المعارضة الشيعية من جهتها مقتل ثلاثة متظاهرين عندما هاجمت قوات الأمن هذا الدوار الذي شكل مركزا للاحتجاجات التي نظمها الشيعة بوجه خاص. وأعلنت السلطات البحرينية إغلاق البورصة والمدارس والجامعات حتى إشعار آخر. وكانت شرطة مكافحة الشغب قد أطلقت عشرات القنابل المسيلة للدموع كما استخدمت البنادق لتفريق المتظاهرين ذوي الغالبية الشيعية المعتصمين في دوار اللؤلؤة منذ التاسع عشر من فبراير/شباط الماضي للمطالبة بإسقاط الحكومة والإصلاح. وقد بدأت مركبات مصفحة صباح الأربعاء بإزالة الحواجز التي وضعها المحتجون في وسط المنامة وبفتح طرقات الحي المالي الديبلوماسي، فيما سمعت طلقات نارية ولم تسجل مقاومة تذكر من قبل المتظاهرين.