- الطب الشرعي يؤكد أن بصره كان سليما وقت الحادث بدليل عمله في تنقية الحشائش - المحكمة إطمأنت لأقوال الشهود في تحقيقات النيابة ولم تقتنع بنفي التهمة أودعت أمس محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارىء بالقاهرة أسباب حكمها بسجن الجهادي عبد الحميد ابو عقرب بالسجن المؤبد مرتين "50 عاما"، وذلك لإدانته في التخطيط والإشتراك في إستهداف وإغتيال العميد شيرين محمد فهمي قائد قوات أمن محافظة أسيوط الأسبق وأمين الشرطة حسن سعد، واللواء محمد عبد اللطيف الشيمي مساعد مدير أمن أسيوط الأسبق وإثنين من حراسه. وقالت المحكمة في أسباب حكمها الصادر برئاسة المستشار عبد الله أبو هاشم، وعضوية المستشارين سعد مجاهد وهانى البرديني - إنه تأكد لها وثبت لديها ثبوتا يقينيا ارتكاب المتهم أبو عقرب لما هو منسوب إليه من اتهامات تتعلق بالتصفية الجسدية لرجال الشرطة المذكورين، مشيرة إلى أن المتهمين شركاؤه ( حسن خليفة – رضوان السيد – محمد حسن عبد الوهاب) أقروا واعترفوا بارتكابهم لأعمال الاغتيالات التي طالت قيادات ورجال الأمن بأسيوط (موضوع الاتهامات) ومشاركة المتهم أبو عقرب فيها، لافتة إلى تضافر الأدلة القولية للشهود من ضباط ورجال الشرطة والمتهمين شركاءه والأدلة المادية والفنية مع بعضها ضد المتهم. وأشارت المحكمة إلى أن تقرير مصلحة الطب الشرعي بشأن الحالة البصرية للمتهم ذكر انه أجريت له عملية لعلاج الانفصال شبكي، وهي العملية التي لا تتم إلا للشخص المبصر، ولا تجرى للشخص الضرير، الأمر الذي يؤكد عدم صحة ما ذكره دفاعه في هذا الشأن إبان جلسات المحاكمة من كون موكلهم يعاني ضعفا في قوة الإبصار يصل إلى حد تصنيفه على انه كفيف البصر يستحيل معه حمل السلاح أو التخطيط لعمليات اغتيالات. وأضافت المحكمة ان شاهدي النفي اللذين حضرا أمام المحكمة بناء على طلب الدفاع عن المتهم للتدليل على ضعف بصره وعدم قدرته على قيادة عمليات اغتيال، تحولا إلى شاهدي إثبات للتهم بدلا من نفيها عن المتهم، حيث تبين من شهادتهما أن المتهم كان يؤيد أعمالا لحسابيهما (أثناء فترة فراره من العدالة) تتطلب قوة في الإبصار، ولا يستطيع الضرير بأي حال من الأحوال القيام بها أو الوفاء بمتطلباتها. وأوضحت المحكمة أن شاهد النفي الأول زوج شقيقة المتهم قال في معرض شهادته أن المتهم كان يعاونه على خدمة الأرض التي يمتلكها، حيث كان يتولى – أي أبو عقرب – تنقيتها من الحشائش.. فيما قال الثاني إن المتهم جاء إليه متسميا باسم "فرج" وكان يعمل لديه في مزرعة الدواجن التي يمتلكها في تحديد أوزان الدواجن والطيور بالمزرعة، وكذلك وزن الأدوية والأعلاف الخاصة بها.. حيث انتهت المحكمة إلى أن تلك الأعمال من غير المتصور أن يضطلع بها شخص كفيف البصر. واختتمت المحكمة أسباب حكمها بالتأكيد على انها أخذت المتهم بقسط من الرأفة، وقررت تخفيض العقوبة والنزول بها درجة واحدة إلى السجن المؤبد، مشيرة إلى انها راعت ظروف المتهم الصحية بشكل عام في حكمها وليست ظروفه البصرية. يذكر أن نيابة أمن الدولة العليا كانت قد نسبت إلى "أبو عقرب" انه تزعم الجناح العسكري لتنظيم الجماعة الإسلامية، فضلا عن قيامه بالتنسيق بين خلايا الجماعة لارتكاب 8 عمليات إرهابية كبرى بمحافظة أسيوط وحدها، متزعما خلال تلك العمليات نحو 32 إرهابيا. وأكدت النيابة انه كان عقب تلك العمليات يستولي على أسلحة رجال الشرطة القتلى، وتوزيعها على أعضاء التنظيم والخلايا الإرهابية التابعة له. كما نسبت إليه النيابة حيازة أسلحة ومفرقعات والانضمام إلى جماعة تخالف القانون وتعطل أحكامه وتهدف إلى الخروج على الحاكم والاعتداء على السياح الأجانب من خلال الاعتداء على أحد الحافلات السياحية بمحافظة قنا. ونسبت إليه أيضا الاتفاق بطريق التخطيط والاشتراك في قتل اللواء محمد عبد اللطيف الشيمي مساعد مدير أمن أسيوط الأسبق واثنين من حراسه، بأن قام وأعوانه من تنظيم الجماعة الإسلامية بإطلاق النار عليه بهدف الاعتداء على الشرطة.