قال كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي البروفيسور أمر الله ايشلر أنه كان لزاماً على السياسة الخارجية التركية المنغلقة على نفسها أن تستجيب للمتغيرات الجديدة بعد نهاية الحرب الباردة; إذ إن موقع تركيا الجيواستراتيجي على تقاطع طرق القوى والمناطق الحيوية في العالم, وإرثها التاريخي, دفعا تركيا إلى إتباع سياسة جديدة. وأضاف في محاضرة بعمان مساء أمس نظمها مركز دراسات الشرق الوسط بالتعاون مع نقابة المهندسين الأردنيين أن السياسة الخارجية بدأت تتغير بإرادة سياسية بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحكمَ في تركيا في2002 وما يزال الحزب المذكور يحكم تركيا برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. والهدف الرئيس من السياسة الخارجية الجديدة هو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام للجميع . وأوضح أن السياسة الجديدة متعددة الأبعاد تختلف في شكل جوهري عن السياسة الخارجية القديمة. وفي الفترة الجديدة, لم تعد علاقات تركيا مع أي طرف تعتبر بديلاً عن العلاقات مع طرف آخر. وقد طورت الخارجية التركية دبلوماسية منتظمة ومتواصلة, تتمثل في الالتقاء بأكبر عدد من المسئولين على مختلف المستويات في الدول الأخرى, وفي كل القارات. مشيرا إلى أن تركيا في المرحلة الجديدة تعمل على تبني وسائل دبلوماسية في حقل السياسة الخارجية, تستهدف توكيد موقع تركيا باعتبارها دولة مركز. وحول الأسس التي قامت عليها هذه السياسة قال أن من أهم أسس السياسة الخارجية الجديدة هو المصداقية وعدم ازدواجية المواقف , حيث تلتزم تركيا في علاقاتها الخارجية في الفترة الجديدة نهجاً يقوم على الصدق وقول الحق للجميع على الرغم من مرارته; وبهذا تتجنب تركيا السياسة الازدواجية السائدة في العلاقات الخارجية بين الدول إضافة إلى سياسة اربح وسياسة استباق الأحداث وتصفير المشاكل مع دول الجوار وتأسيس علاقة دولية مناسبة مع الجميع.إضافة إلى تدخل فعال في قضايا دولية ومشاركة فعالة في المؤسسات الدولية. وحول انعكاسات السياسة الخارجية الجديدة لتركيا على العلاقات التركية-العربية أكد أن العلاقات التركية - العربية بدأت تسجل تقدماً كبيراً وغير مسبوق في شتى المجالات السياسية, والإقتصادية, والثقافية, والعسكرية كما تم تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية . ولدى إجابته على أسئلة واستفسارات الحضور أجاب البروفيسور ايشلر أن تداول السلطة تم عن طريق الانتخابات التشريعية وأن تركيا دولة كبيرة لا تسمح لأحد النيل منها في إشارة إلى إسرائيل وأنها لا تتلقى أوامر من احد ولا تصدر أوامر لأحد في إشارة منه إلى أمريكا التي وصف علاقة بلاده بها بالاستراتيجية. وأضاف ان رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان سيعاد انتخابه للمرة الثالثة والأخيرة في الانتخابات المقبلة وبالتالي لن تكون هناك تغيرات في السلطة لان الحكومة تقوم بواجبها . مبينا انه لا دور للجيش وأن دور القضاء محدود في الدول الديمقراطية .وأوضح أن تركيا بدأت بإنتاج طائرات بدون طيار وهي في المرتبة الثانية بعد امريكا وتجاوزت اوروبا مؤكدا تميز العلاقات مع الأردن وان بلاده مهتمة بتدريس العربية .