أكد الدكتور مصطفي السيد العالم المصرى الحاصل على أعلى وسام للعلوم من الولاياتالمتحدةالأمريكية، و أستاذ الكيمياء و الكيمياء الحيوية بمعهد جورجيا للتكنولوجيا أن المركز القومي للبحوث حقق نجاح باهرًا في أبحاثه حول علاج السرطان بإستخدام النانوتكنولوكي " تكنولوجيا العلاج بالجزيئات متناهية الصغر", مشيرا الي أن المركز أحرز تقدما ملحوظا في أبحاثه مقارنة بنظيرتها من الأبحاث في الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يتعلق بدراسه علاج السرطان بجزيئات الذهب متناهية الصغر .جاء ذلك خلال مؤتمرا صحفيًا عقد اليوم بمقر المركز القومي للبحوث للإعلان عن آخر ما توصل إليه باحثو المركز في علاج السرطان بجزئيات الذهب متناهية الصغر تحت إشراف الدكتور مصطفي السيد, الذي أعلن فيه أن الباحثين المصريين إستطاعوا خوض تحديا كبيرا في مجال تكنولوجيا النانو التي واجهه عقبات عدة أمام نقلها لدول العالم الثالث, مشيرا الي أن الدول تستأثر بالتكنولوجيا و لا تعيرها إهتمام إلا أن باحثو مصر أستطاعوا التركيز علي فكرة تكنولوجيا النانو في علاج السرطان المعروفة في الدول المتقدمه ليولدوا تنفيذا عمليا لهذه الفكرة في مصر. وقال مصطفي السيد أن الهدف الأساسي للأبحاث المصرية كان التعرف علي مدي التفاعل بين الجزئيات متناهية الصغر للمواد محل الدراسة وبين الأجزاء المختلفه للجسد البشري, مشيرا إلي هذه الأبحاث تخص في الأساس أبحاث النانو جولد " جزيئات الدهب متناهية الصغر" و ابحاث " النانو ماجنتك بارتس" المستخدمه للتخلص من السرطان, مضيفا الي ان مجموعتين بحثيتين بالمجلس القومي للبحوث بتمويل مؤسسة مصر الخير , يعملون علي هذه الابحاث, وان ابحاثهم تمت علي نوعين من حيوانات التجارب " الفار الكبير و الفأر الصغير", و اثبتوا ان الكميات المستخدمه للعالجه غير مسممه و لا تقتل الحيوان , فبدأوا في بحث تاثير المعاجله بالنانو علي خلايا الجسم الأخري ليتاكدوا من انه لا يضر بخلايا اخري بالجسم. و شرح السيد فكرة العلاج الجديد موضحا ان الحقن يتم بمحلول جزيئات الذهب متناهية الصغر في الدم ليمر علي الجسد بالكامل الامر الذي يتطلب تتبع لمسار تلك الجزئيات في الجسم و رسم خريطه لموقعها من كل خلية بالجسم, و اكتشف الباحثون ان جزئيات النانو تتركز في "الطحال" بالدرجة الاولي لأنه غساله الدم, يليه التركيز في الكبد بشكل طفيف, علي الرغم من ان الاعتقاد كان يشير للتركز في الكبد بشكل اكبر.واستطرد السيد ان المرحله الجديدة من الابحاث تركز علي كيفية تخليص الطحال من تلك الجزئيات اما بطردها منه اثناء دورته الطبيعيه لتنقية الدم من الشوائب و طردها من الجسم, او من خلال التدخل الطبي لطردها و التخلص منها, او منع الطحال من التقاطها و ترسبها داخله, فضلا عن دراسة نتيجة هذا الترسب و مساره النهائي, و معرفة هل الذهب نفسه هو الذي يتفاعل مع النانو ام مع مواد كيميائي حول النانو ام مع البروتونات حول الطحال. و قال السيد ان معهد السرطان في جامعة ايفوري قامت بالتعاون مع الباحثين المصريين في هذا الشأن, للوصول الي كيفية تقليل التفاعل بين القطع النووية في اجسادنا دون قتل الطحال, والتعرف علي كميه النانو التي اذا استقرت في الطحال لا تقتله, و بالفعل توصلوا الي ان الطحال يبقي حي و ينقسم كالعاده . واكد السيد ان هذه الابحاث المصريه تفتح مجالا كبيرا لعلم الاحياء, للتعرف علي المواد التي تتفاعل مع النانو بارت الموجود في جسم الانسان بشكل طبيعي, مشيرا الي ان كل استخدام النانو في المستقبل يعتمد علي هذا البحث الذي من المتوقع له مستقبل كبيرا جدا.وفي ذات السياق قال السيد ان هناك تعاونا كبيرا مع جهات بحثيه امريكية في هذا الشان وان مصر بدات من حيث انتهت الابحاث الامريكية و اضافت لها الكثير من المعلومات و النتائج الثرية, مضيفا ان التجارب علي الانسان لازالت محظروه الا ان في امريكا تتم تجارب بسيبطه باستخدام الدهب في الرقبه والحنجره دون الدخول للجسم نفسه, و لا يمكن ان نصرح بدخول و تجربته علي الجسم نفسه او علي الطحال الا عندما نتاكد تماما انه لن يؤثر علي الجسم , حتي ولو علي متطويعين .و اوضح ان العمل في امريكا و في مركز البحوث يتم علي شكل ثنائي حتي نتاكد من النتائج بشكل اكثر دقة, نافيا ان يكون العلاج بجزئيات الذهب مكلفا مديا, لان كميه الذهب بسيطه جدا وتقدر بواحد نانو لقتل الخليه السرطانيه, حيث تتكون الشعره الواحده في سمكها بخمسين الف نانو, اي ان النانو هو جزء بسيط جدا وغير مرئي من سمك الشعره. وعن دور الجانب الامريكي في الابحاث قال السيد انها اعتمدت علي بعض الاجهزة و النتائج الامريكية للبدء من حيث انتهوا, وان الجانب المصري تميز عندما استطاع تحضير تكنولوجيا النانو, خاصة ان عدد الفريق المصري اكبر بكتير جدا من الفريق الامريكي , كما ان الفريق المصري مكون من متخصصين في عمليات النانو تكنولوجي, مؤكدا ان الفريق المصري يملك معلومات ضخمه تفيده هو شخصيا في هذا المجال, وان نتائج ابحاثه تعرض علي الجانب الامريكي للموافقة عليها او طلب التعمق والاضافة فيها.و افتخر السيد بان الفريق البحثي المصري اجري تجاربه علي نوعين من حيوانات التجارب منتهيًا الي نتائج تتفوق في دقتها و شمولها علي نتائج الجانب الامريكي الذي اخضع نوع واحد فقط من حيوانات التجارب للبحث, كما استطاع الفريق المصري التعرف علي مسار النانو جولد في الجسد وهو ما لم يحدث في امريكا و و وصل لنتائج و تحليلات ضخمه وثريه تفوق نتائج.و قال ان الفريق المصري الان يدرس امكانية استبدال وضع المحلول الذهبي في الدم بحقنه في الخلايا السرطانية نفسها بشكل مباشر حتي لا يمر في الجسم كله ولا يمر علي الطحال. من جانبه تحدث الدكتور علي شبك مشرف وحدة تكنولوجيا الليزر و رئيس الفريق البحثي لمشروع علاج السرطان عن مراحل تمويل المشروع قائلا انها بدات من قبل المركز القومي للبحوث و كلفت 400 الف جنيه بجانب اتاحة اجهزة و قوي المركز البشريه لخدمة الابحاث بواقع يزيد عن 30 عضو هيئة بحوث يعملون في المشروع الذي كلف في المرحله الثانيه له نفقات مليون ونصف جنيه مدفوعة كتمويل للمشروع من جانب مؤسسة مصر الخير. واكد شبك ان نجاح الباحثين المصريين في تحضير جزيئات الذهب متناهية الصغر بشكلو حجم معين يمتص آشعة الليزر,ثم دراسة الجزيئات و مسارها في الجسد, يعد انجازا علميا كبيرا.