على الرغم من أنها رواية دفينة إلا أنها تعد من أخطر ما كتب يوما ... وسبب خطورتها هو أنها حقيقية وموثقة وللأسف الشديد لا يهتم بها أحد ولا يعاد طبعها ونشرها........... وهى للكاتب الكبير نجيب الكيلانى وصدرت ضمن سلسلة روايات إسلامية عن الكتاب المختار الفترة الزمنية تقع الرواية فى دمشق وتحديدا حارة اليهود فى الفترة مابين فبراير عام 1840م حتى سبتمبر من نفس العام وكانت دمشق فى تلك الفترة تحت حكم محمد على باشا والى مصر فطير مخبوز بالدم المسيحى تبدا الرواية فى الوصف الدقيق لحارة اليهود بدمشق " فإذا سرت في هذه الحارة، وقعت عيناك على رجال اليهود ونسائهم وأطفالهم، وعلى بيوتهم المتلاصقة المزدوجة: الأبواب تبدو صغيرة قليلة الإرتفاع، لا يكاد المرء يدخلها إلا منحنياً، ولا تتسع لأكثر من واحد، وكأنها أبواب الدهاليز الغامضة، والباب يقودك إلى ممر ملتوٍ كالأفعى، يفضي إلى باحة واسعة تنتثر فيها الأغنام والطيور، والأرانب، وبعض الحشائش، وقد تجد أشجاراً مثمرة كالتين والعنب، ومن آن لآخر ترى حانوتاً لبيع الخبز والمأكولات، وآخر يتلألأ فيه بريق الذهب والجواهر، وثالثاً يكتظ بأنواع الأقمشة والمنسوجات ذات الألوان الزاهية، وقد تجد بالقرب منه خاناً كبيراً لبيع الأخشاب، وهناك قرب النهاية تجد (كنيس الإفرنج) الذي يتردد عليه اليهود لتأدية شعائر دينهم في حرية تامة" ثم ينتقل الكاتب الى وصف الشخصيات فيصف لنا البادرى توما وهو قسيس إيطالى الأصل يعيش في دمشق منذ أكثر من ثلاثين عاما وكيف هو صاحب أخلاق رفيعة وصداقته لداوده رارى تاجر يهودى معروف بحسن السيرة وكذلك شخصيات هامة مثل كاميليا زوجة داود هرارى و سليمان الحلاق اليهودى ومراد الفتال وهو خادم وعشيق زوجة داود هرارى. تدور الأحداث كلها على أن في العقيدة اليهودية هناك طقس من الطقوس الدينية وهى أن يخبزوا مع الفطير دم مسيحى ليصبح الفطير مقدس ومن هنا ينتقل بنا الكاتب الى خيانة داود هرارى للأب توما وخطفة وتعذيبة حتى ينزف ويتم تجميع هذا الدم لصنع فطير مقدس وكيف حطم ومزق هرارى داود الأب توما حتى لايعثر له على جثة ولم يكتفوا فقط بالأب توما بل أقاموا فعلتهم الشنيعة مع خادمة إبراهيم عمار ولكن اخطر ما في الرواية هو أن حارة اليهود بأكملها كانت تعرف مايجرى للأب توما دون أن يتحرك أحد أو تهتز مشاعره . وعندما تم القبض على سليمان الحلاق لإستجوابه في قضية أختفاء البادرى توما قابل داود هرارى والذى قال له "سيق سليمان إلى الحبس الإنفرادي، لكن داود هراري أستطاع أن يلتقي به أثناء ترحيله إلى السجن: - (أحذر يا سليمان.. لقد قررنا أن نعطيك مبلغاً كبيراً من المال، تعيش به سعيداً طول حياتك.. ولا تنسَ أن أوامر ديننا يجب أن تحترم.. لا أعتراف حتى لا يعاقب إسرائيلي، أنت تعرف ذلك". وهذا هو المعنى الحقيقى للرواية الشاهدة على بشاعة اليهود وكيفية إحتقارهم لغيرهم من البشر بل وإستحلال دمهم وفى النهاية يستطيع الجميع النجاة بفعلتهم مقابل دفع الرشاوى للمحققين الذين تساهلوا معهم وأطلق سراحهم ليعودوا جميعهم الى حارة اليهود التى أستقبلتهم إستقبال الإبطال وكما ذكرنا فى البدء أن الرواية تستمد خطورتها من أنها حقيقية حيث أستند الكاتب نجيب الكيلانى الى وثائق تناولت تلك الفترة وتحقيقات فى أختفاء البادرى توما وتلك الوثائق هى : وثائق التحقيق في قضية الأب توما.1 كتاب ذبائح اليهود.2 الكنز المرصود في قواعد التلمود.3 تأليف: الدكتور روهلنج وشارل لوران ترجمة: الدكتور يوسف حنا نصر الله -التلمود تاريخه وتعاليمه4
تأليف: ظفر الإسلام خان وفى النهاية يجب أن ننقل لكم ماقالة نجيب الكيلانى وما يجب ان يظل دائما فى أذهاننا
" إن حقد الصهيونية على المسيحية قديم، ومؤامراتها ضد الإسلام والمسلمين لا تخفى على أحد، وليس وراء هذه القصة من هدف سوى أن تعيد للأذهان حلقة من سلسلة طويلة من العداء الصهيوني، ضد الإنسانية جمعاء، لعل العالم المسيحي والعالم الإسلامي أيضاً يدركان خطر الموقف، وما يحفل به المستقبل من كوارث يطويها الحقد الصهيوني في قلبه الأسود منذ قرون طويلة، ولعل ذلك يكون ناقوساً يدق في عنف يوقظ النيام وسماسرة السياسة، والمتلاعبين بالألفاظ، وأدعياء البطولة، كي يعلموا أن الأمر جدُّ خطير وأن المعركة حاسمة".